أول ميناء مصري على المتوسط.. حكاية كنز برآمون المدفون في رمال بورسعيد- صور
كتب : طارق الرفاعي
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
بورسعيد - طارق الرفاعي:
على بعد قرابة 4 كيلو متر من قرية بالوظة شمال سيناء الواقعة إداريًا حاليًا في شرق بورسعيد، و3 كيلومترات عن ساحل البحر المتوسط، تحتضن الرمال حقبة هامة من تاريخ الحضارات المُتعاقبة، إنها مدينة "برآمون" قديمًا أو "الفرما" حديثًا، التي اشتهرت كميناء حيوي هام ومركز تجاري، فضلًا عن غزل الصوف والكتان والخيش، وامتد تأثيرها على مناطق عديدة تحولت إلى مراكز للصناعة العريقة قديمًا مثل: "تنيس"، و"شطا" بدمياط وغيرها من الجزر، كما أشتهرت بأنها قلب مسار العائلة المقدسة خلال رحلتها إلى مصر.
مدينة الإله آمون
وعن تاريخ المدينة، أكد عالم الآثار طارق الحسيني، مدير عام آثار بورسعيد السابق، أنها عُرفت فى العصر الفرعوني باسم "برآمون" وتعني مدينة الإله "آمون"، ثم عُرفت في العصر اليوناني الروماني باسم "بلوزيوم" ومعناه الطين، وسُميت خلال العصر البيزنطي باسم "برما " وهى تسمية قبطية ومنه جاء الإسم العربي حديثًا "الفرما" التي لا تزال تُعرف به حتى وقتنا هذا، لافتًا أنها كانت أول ميناء مصري هام على البحر المتوسط من ناحية الشرق، واتصلت بداخل البلاد بسهولة نظرًا لموقعها الجغرافي الفريد المميز، حيث كانت تقع على مصب فرع النيل البيلوزي، الذى كان يعد من أهم فروع النيل التى تمر بشرق الدلتا قديمًا، كما كانت تقع على الشاطئ الشرقي لبحيرة "تنيس" .
أحرقها الفرنجة
وأشار إلى أن مدينة الفرما كانت قديمًا تُعد من أهم الموانئ التجارية والحربية بمصر، وزادت أهميتها بعد الفتح العربي، حيث أصبحت أقرب الموانئ الشمالية لمراكز الدولة الإسلامية فى بلاد المغرب والشام، لافتًا أنه عام 1150 ميلاديًا نزلها الفرنجة وأحرقوها ونهبوا أهلها حتى خربها "شاور" فى أواخر العصر الفاطمي عام 1156 ميلاديًا، حيث تعرضت للكثير من التدمير والتخريب على أيدى الصليبين الذين دخلوها أكثر من مرة، بالإضافة للعوامل الجغرافية التى حدثت فى منطقة سيناء، وجفاف فرع النيل "البيلوزي"، مما نتج عنه نقل طريق التجارة عنها فانتهت الفرما بانتهاء أهميتها، واستمرت المدينة خرابًا بعد ذلك ولم تُعمر حتى اليوم.
تل الفرما
وشدد عالم الآثار على أن آثار مدينة الفرما لا تزال موجودة حتى اليوم وتُعرف بين المهتمين بعلم الآثار والمؤرخين باسم "تل الفرما"، كما يتواجد بجوارها أطلال قلعة تسمى الطينة وإليها تُنسب محطة الطينة، موضحًا أن هناك حاليًا اهتمامًا من الدولة المصرية بتطويرها والاهتمام بها خلال الفترة المقبلة كمركز جذب سياحي عالمي يُحيي المنطقة المحيطة بها بالكامل ويُساهم في إعمارها من خلال إنشاء العديد من الأنشطة السياحية والتجارية والاقتصادية والسكنية.
مسار العائلة المقدسة
ومن جانبه، أضاف المؤرخ ضياء القاضي، مؤرخ وباحث شهير في تاريخ بورسعيد، أن مدينة "الفرما" أكتسبت أهمية تاريخية دينية خاصة كونها في قلب مسار العائلة المقدسة خلال رحلتها إلى مصر.
قلعة وساحة
وأشار المؤرخ البورسعيدي إلى أنه من بين ما تبقى من آثار المدينة التاريخية أنقاض لـ: القلعة الرومانية التي بُنيت فى القرن الثالث الميلادي، والكنائس الأثرية، ومسرح الفرما، وساحة سباق الخيل ومحطة المياه، موضحًا أنه كانت مدينة الفرما قديمًا ميناء هام يربط مصر ببلاد الشام والمغرب العربي، وشهدت نشاط تجاري مكثف بفضل فرع النيل البيلوزي، كما كان لها دور بارز في الفتح الإسلامي لمصر، حيث قدم أهلها الدعم لجيش عمرو بن العاص في هذا التوقيت.
دمار وأطلال
وعن مصير المدينة يختتم حديثه قائلًا: "تعرضت مدينة الفرما التاريخية الدينية العظيمة للتدمير على يد الصليبيين فى القرن السادس الهجري، كما تسبب في القضاء عليها عوامل جغرافية آخرها كان أبرزها جفاف فرع النيل البيلوزي، مما تسبب في تحولها إلى أطلال، واليوم نحلم أن يزيل أحد تراب الزمن مع على هذا الكنز المدفون في رمال الصحراء".