إعلان

بين مشروع أهلي متهالك وآخر حكومي متوقف.. قرية بأسوان تغرق في الصرف (صور)

كتب : إيهاب عمران

06:29 م 02/10/2025

تابعنا على

أسوان - إيهاب عمران:


"خاطبنا كل الجهات وكل المسؤولين وللأسف لا أحد يجيب". بهذه الكلمات الممزوجة باليأس، يختصر عبد الكريم العطواني معاناة أهالي قريته "العطواني" بمركز إدفو شمالي أسوان، حيث تحولت شوارعها ومنازلها وحتى مدارسها إلى بحيرات من مياه الصرف الصحي، وانتشرت الروائح الكريهة والأمراض، في مشهد بات جزءًا من كابوس يومي يعيشونه منذ أكثر من عقد.


مأساة القرية ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة حتمية لوقوع الأهالي بين فكي كماشة؛ نظام صرف صحي قديم ومتهالك أنشأوه بجهودهم الذاتية في التسعينيات ولم يعد قادرًا على الصمود، ومشروع محطة جديدة حديثة كان من المفترض أن يكون طوق النجاة، لكن العمل به توقف فجأة منذ خمس سنوات، تاركًا خلفه أملًا معلقًا ومزيدًا من المعاناة.


تعود جذور المشكلة، كما يروي العطواني، إلى عام 1997 حين أنشأت جمعية تنمية المجتمع بالقرية مشروع الصرف الصحي بالجهود الذاتية، والذي تسلمته شركة مياه الشرب في 2007.
ومع الزيادة السكانية الكبيرة، وبدون أي توسعات، بدأ النظام في الانهيار، وأصبحت انفجارات الخطوط وطفح المياه حدثًا متكررًا يغرق الشوارع والمحلات والمنشآت الخدمية كالوجدة الصحية ومدرسة القرية.


ورغم المناشدات المتكررة، بدأ العمل في إنشاء محطة صرف صحي جديدة، لكن فرحة الأهالي لم تكتمل، حيث توقف المشروع بشكل غامض ليضيف فصلاً جديدًا من الإحباط.


ويؤكد المهندس عبد الغني العطواني، رئيس جمعية تنمية المجتمع، أن الأزمة تشل حياة القرية بالكامل، فيقول: "في كل مرة يحدث فيها انفجار، لا يستطيع التلاميذ الذهاب لمدارسهم، ولا يذهب الموظفون لعملهم"، مشيرًا إلى أن الحلول التي تقدمها شركة المياه بإرسال سيارات لشفط المياه هي مجرد مسكنات مؤقتة لا تلبث أن تعود المشكلة بعدها للظهور مجددًا.


ومن جانبه، يقر عاطف كامل، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة إدفو، بوجود المشكلة، مؤكدًا أنه يتم التنسيق الفوري مع شركة المياه لإصلاح الكسور وشفط المياه المتراكمة عند ورود أي بلاغ.


وكشف أن مشروع المحطة الجديدة قد تم إنجاز أكثر من 90% منه، وأن العمل جارٍ للتنسيق مع المقاول لاستئناف العمل وإنجاز المشروع.


وفي ختام حديثه، ناشد رئيس المدينة الأهالي بـ"حسن استخدام خطوط الصرف الصحي وعدم إلقاء المخلفات فيها"، وهو ما يلقي بجزء من المسؤولية على السكان.


وبينما تستمر الحلول المؤقتة والتنسيقات الرسمية، تبقى مطالب الأهالي واضحة وبسيطة، كما يلخصها المهندس عبد الغني، وهي التدخل السريع لاستكمال مشروع المحطة الجديدة كـ"حل جذري"، وتوفير مولد كهرباء للمحطة القديمة لتجنب توقفها مع انقطاع التيار، لعلهم يجدون نهاية لكابوس الصرف الصحي الذي أغرق حياتهم.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان