إعلان

بالصور.. 800 مقبرة فرعونية في حضن الجبل الشرقي بسوهاج تنتظر الخروج للنور

09:14 م الأربعاء 02 يناير 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

سوهاج – عمار عبدالواحد :

على بُعد 10 كيلو مترات في اتجاه الشرق من مدينة سوهاج تقع جبانة الحواويش في حضن الجبل الشرقي، والتي تَبعد حوالي 7 كيلو مترات عن مدينة أخميم عاصمة الإقليم التاسع قديماً بعيداً عن أَعين المسئولين التنفيذيين سواء في "الآثار" أو "المحافظة" على مدار السنوات الطويلة الماضية ، رغم ما تحويه من آثار مصرية قديمة تحكي تاريخ الإقليم، وتنتظر المنطقة الأثرية الواعدة خطة تطوير البنك الدولي، تمهيداً لفتحها أمام حركة السياحة .

إنها جبانة الحواويش "مقابر الحواويش" التي تضم حوالي 800 مقبرة منحوتة في الصخر تبدو للناظر إليها كما لو كانت قرصًا من شمع النحل من شدة تقاربها ووفرتها لدى علماء الآثار بجبانة الإقليم التاسع من أقاليم مصر العليا التي كانت أيام الفراعنة خاصة في عصر الدولة القديمة وعصر الانتقال الأول .

توجد مقابر الحواويش على حافة الهضبة من الجبل الشرقي، وبها مقابر منحوتة في الصخر على جدرانها نقوش ورسومات ملونة ترجع إلى عصور بداية الأسرات والدولتين القديمة والوسطى تدل على الاهتمام الشديد بالفن من قبل حكام الإقليم، والتي ما زال بعضها يحتفظ ببعض مناظره وكتاباته ونقوشه، والقليل منها يحتفظ بكامل مناظره ونقوشه.

مصدر بمنطقة آثار سوهاج رفض نشر اسمه قال إنه جرى تخصيص مبلغ 10 ملايين جنيه من قرض البنك الدولي لتطوير منطقة مقابر الحواويش، مضيفًا في تصريحات خاصة لــ"مصراوي" أنه من بين أعمال التطوير التي ستتم بالمنطقة هي إنشاء سور حول المنطقة، كتب للأثريين، تندات للسيارات، استراحة، كافيتريا، مركز زوار، درج يؤدي للمقابر عدد من البازارات السياحية، لتحقيق عناصر الجذب السياحي للمنطقة .

وأوضح المصدر أن تطوير المنطقة بدأ في نوفمبر الماضي، ومقرر له الانتهاء خلال عام من تاريخ البدء، مشيرًا إلى أن الدكتور هشام الشريف، وزير التنمية المحلية السابق تفقد المنطقة خلال زيارته للمحافظة في نهاية ديسمبر عام 2017، وشدد على ضرورة تطويرها من قرض البنك الدولي لفتحها أمام حركة السياحة .

من جانبه قال الدكتور أحمد الأنصاري، أستاذ علم المصريات بكلية الآثار جامعة سوهاج إن مقابر الحواويش تضم في الناحية الشرقية منها جبانتين، إحداهما تُعرف بجبانة الحواويش " A " والأخرى بجبانة الحواويش " B " .

وأضاف " الأنصاري " أن جبانة الحواويش " A " تقع أسفل هضبة تعلوها ثلاثة أديرة ، وتشير الشواهد الأثرية إلى أن هذه الجبانة قد استخدمت منذ عصور ما قبل الأسرات، وخلال العصر الفرعوني والعصرين اليوناني والروماني ثم العصرين القبطي والإسلامي ، وأن مقابر هذه الجبانة قد تعرضت للنهب والتدمير ، أ ما جبانة الحواويش " B " تضم مئات المقابر المنقورة في السلسلة الجبلية الشرقية ، وهى جبانة مدينة أخميم عاصمة الإقليم التاسع من أقاليم مصر العليا .

فيما أوضح أستاذ المصريات بكلية الآثار جامعة سوهاج أن مقابر الحواويش التي يصل عددها لحوالي 800 مقبرة كان بعضها منقوشاً ومعظمها خلى من النقوش تخص كبار الموظفين والكهنة في عصر الدولة القديمة وعصر الانتقال الأول كانت بعض المقابر منقوشة ، كما أنه عُثر في بعضها على لوحات جنزية ، وآثار أخرى كثيرة .

وتابع " الأنصاري " أن مناظر ونصوص هذه المقابر تُلقي الضوء على الحياة اليومية والدينية والإدارية في أخميم ، كما أن بعضها يتضمن سجلات لأسر بعينها، والمهن التي مارستها.

وعن أهم المقابر التي تحويها مقابر الحواويش بسوهاج قال إنها مقبرة "حم مين" الذي كان حاكماً للصعيد في أواخر الأسرة الخامسة، وكان مقره أخميم، وتولى المنصب من بعده بعض أفراد أسرته، ويلقي شكلها الضوء على الاهتمام الشديد بالفن من قبل حكام الإقليم ، مقبرة " تتي إقر " الذي عاش في الأسرة السادسة، والتي يُلقى شكلها ونصوصها الضوء على الحياة الإدارية واليومية في هذه المنطقة ، كما تؤكد ارتقاء الفن المصري القديم.

وأشار عالم المصريات إلى أن مقابر الحواويش التي تم الكشف عنها تضم مناظر للحياة اليومية أيام قدماء المصريين، كما أنها تضم أيضا مناظر دينية وطقسية لتعبد أصحابها أمام أربابهم ، ومنظر لصيد الطيور وتأدية الأعمال اليومية من مقبرة " كا- حب " وهي من ضمن 31 مقبرة منقوشة بمناظر ما زالت تحتفظ ببهاء ألوانها .

ولفت " الأنصاري " إلى أن المحافظة سعت منذ فترة ليست بالقصيرة لتطوير منطقة الحواويش الأثرية وفتحها للزيارة، إذ خصصت وزارة السياحة والآثار عام 1992 مبلغًا من المال للتطوير لكن المحاولة لم تكتمل .

فيديو قد يعجبك: