رحلة الرزق الأخيرة.. حكاية عامل من أسيوط خرج ليعمل بالأقصر فابتلعه النيل
كتب : مصراوي
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
الأقصر - محمد محروس:
في صباح هادئ من قرية درنكة بمحافظة أسيوط، خرج محمد محمد سيد محمد، 29 عامًا، وفي قلبه أمل كبير أن يعود ذات يوم محملًا برزق يكفي أسرته.
ترك بيته وأهله، وقطع عشرات الكيلومترات ليعمل كعامل أجري في مشروع حفر خط الصرف الصحي بقرية وابورات المطاعنة التابعة لمركز إسنا جنوب الأقصر.
كانت الشمس في ذلك اليوم من أغسطس قاسية، ترسل أشعتها الحارقة فوق الرؤوس، والعرق يتصبب من الجباه. وخلال استراحة قصيرة من العمل، نظر محمد إلى مياه النيل الممتدة أمامه، فوجد فيها مهربًا من حرارة الجو. ابتسم ربما وهو يخطو نحو الماء، يظنها لحظة انتعاش، لكن التيار القوي كان أسرع من أن يمنحه فرصة للعودة.
اختفى جسده تحت سطح النهر، بينما ظل زملاؤه يصرخون باسمه. ساعات طويلة من البحث قضاها رجال الإنقاذ النهري، حتى ظهر الجثمان أخيرًا، ساكنًا، وكأن النيل احتفظ به ليحكي صمتًا عن رحلة شاب خرج طلبًا للقمة العيش، فعاد في صندوق، ليكتمل المشهد أمام عيون أهله الذين انتظروا عودته بفرح، فاستقبلوه بالحزن.
وكانت فرق الإنقاذ النهري بمدينة إسنا، قد تمكنت أمس الجمعة من انتشال جثمان الشاب الغريق من مياه نهر النيل أمام ميناء الملك فاروق بقرية وابورات المطاعنة جنوب محافظة الأقصر.
وكانت مديرية الأمن قد تلقت بلاغًا يفيد بغرق الشاب محمد محمد سيد محمد، البالغ من العمر 29 عامًا، من أبناء قرية درنكة بمحافظة أسيوط، أثناء استحمامه في النيل خلال فترة استراحة العمل، حيث كان يعمل عاملًا أجريًا ضمن مشروع حفر خط الصرف الصحي بالقرية. وبسبب شدة حرارة الطقس، قرر النزول إلى النهر للاستحمام، إلا أن تيار المياه جرفه واختفى عن الأنظار.
فور تلقي البلاغ، انتقلت فرق الإنقاذ النهري إلى موقع الحادث وبدأت أعمال البحث التي استمرت عدة ساعات، حتى تم العثور على الجثمان وانتشاله، في ظل حالة من الحزن بين زملائه وأهالي المنطقة.
وانتقل إلى موقع الحادث كل من اللواء محمد رفعت مساعد مدير أمن الأقصر لفرقة الجنوب، والعميد أسر البطراوي مأمور مركز شرطة إسنا، والمقدم محمد المغربي رئيس مباحث المركز، والرائد علي شعبان رئيس وحدة الحماية المدنية والإنقاذ النهري بإسنا، وعدد من ضباط الشرطة.
جرى نقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى إسنا التخصصي، وتحرر محضر بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة لتولي التحقيقات.