إعلان

المحاصيل الصيفية في خطر.. موجة الحر تهدد 360 ألف فدان بالمنيا -صور

كتب : مصراوي

05:42 م 12/08/2025

تابعنا على

المنيا- جمال محمد:

موجة من الطقس الحار تشهدها ربوع أنحاء الجمهورية منذ عدة أيام، ولا تتوقف مخاوفها عند إصابة المواطنين بضربات الشمس، وسط تحذيرات بتجنب أشعتها، ولكن الأزمة تمتد إلى الإضرار بالمحاصيل الزراعية الصيفية والتي تم زراعتها منذ أشهر ماضية وقاربت على الحصاد.

وفي محافظة المنيا عروس الصعيد، وصلت مساحة الأراضي المزروعة بالمحاصيل الصيفية إلى حوالي 360 ألف فدان تقريبًا، غالبيتها منزرعة بمحاصيل الذرة الشامية، والسمسم وفول الصويا، وبعض المساحات الأخرى المزروعة بالبطاطس، فضلًا عن زراعة الطماطم والباذنجان، والملوخية، وبعض زراعات الصوب المتنوعة.

يقول عبدالرحمن دردير، مزارع بقرية ماقوسة، إن الطقس الحار دائما ما يجعل المزارع يعيش في حالة من الخوف والقلق، فهو رغم فائدته لبعض المحاصيل، إلا أن الغالبية الأخرى تتأثر سلبًا، إذ تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى موت بعض المحاصيل، وذبلان ورقات البعض الآخر وعدم اكتمال نموه، وهذا ما يحدث في أحيان كثيرة خاصة مع محصول الذرة الشامية الذي لا تخلو قرية من زراعته بمساحات كبيرة هذا الموسم.

وأوضح المزارع أن المزارعون يحافظون على انتظام عملية الري في مواقيت مبكرة من اليوم أو بعد مغيب الشمس للحفاظ على كمية الماء في خلايا النبات، مؤكدًا أن الأعوام الماضية الكثيرين تضرروا من موجات الطقس السىء، ولكن مع نشر تعليمات وزارة الزراعة على المزارعين، بدأ الجميع في أخذ الحيطة ومعرفة التعامل السليم في مثل تلك الظروف لضمان الحفاظ على النبات.

من جانب آخر يقول الدكتور سيد عبده عميد كلية الزراعة الأسبق بجامعة المنيا، إن درجات الحرارة العالية في مثل تلك الأيام تكون مفيدة لبعض المحاصيل وضارة لأخرى، فمن أبرز أضرارها أنها تتسبب في تساقط زهر النباتات قبل العقد، فلا يلحق النبات في تكوين ثماره، مشيرًا إلى قتل حبوب اللقاح وفساد الحريره في محاصيل مثل الذرة الشامية التي تُزرع الآن، ما يؤدي إلى فشل عملية الإخصاب وفي النهاية نجد محصول خالي من الداخل .

وأضاف عبده في تصريح خاص لمصراوي، أن حدوث الخلل المائي في النبات هو ما يؤدي لموته، وكذلك ارتفاع نسبة الملوحة في التربة بسبب عوامل الطقس الحار، لذلك فيجب أن يقوم المزارع بري الأرض بشكل صحيح، وذلك من خلال الري في الصباح الباكر، أو بعض وقت العصر وانكسار الشمس، مشيرًا إلى أن ري النبات في وقت الذروة والحرارة العالية يؤدي إلى موته، مثلما يحدث في جسم الإنسان العادي الذي يشرب الماء وهو مصاب بحروق أو جسده ساخن.

وعن أفضل المواد التي تستخدم للحفاظ على المحاصيل الزراعية في مثل تلك الأجواء الحارة، نصح عميد زراعة المنيا الأسبق باستخدام المنتجات التي تحوي مادة السلسيلك أسيد، ورش الأحماض الأمينية للحفاظ على صحة النبات.

وفي حالة إصابة النبات بأي أضرار نتيجة عوامل الطقس الحار، أوضح الدكتور سيد عبده أن هناك درجتان من الإصابة، الأولى تكون مرحلة ذبول مؤقت وتكون بسبب نقص المياه، وهي يمكن خلالها انقاذ المحصول بإعطائه جرعات مياه إضافية، وهناك ذبول مستديم، وهذا يكون قد فقد المحصول خصائصه ولا يمكن إنقاذه.

المهندس محمد أمين وكيل وزارة الزراعة بالمنيا أكد في تصريحات خاصة لمصراوي عدم تأثر المحاصيل الصيفية بالمنيا بالموجة الحارة مؤخراً، وعدم رصد شكاوى من المواطنين.

وأضاف أمين أن إجمالي المساحات المنزرعة بالمحاصيل الصيفية جاءت كالتالي: ذرة شامية 226186 فدان، 57003 فدان فول صويا، 1786 عباد شمس، 20102 فدان ذرة رفيعة ، 14726 فدان سمسم، 26782 فدان خضروات متنوعة.

وعن أبرز الجهود لتوعية المزارعين لحماية محاصيلهم من الموجة الحارة أوضح وكيل وزارة الزراعة بالمنيا أنه تم إصدار نشرات إرشادية عاجلة عبر الجمعيات الزراعية والندوات الحقلية وإرسال رسائل نصية للمزارعين، ومتابعة الحقول بشكل ميداني من خلال المهندسين الزراعيين لملاحظة أي أعراض ذبول أو حروق والتدخل السريع، وتوفير مستلزمات الإنتاج مثل الأسمدة البوتاسية والكالسيومية المدعمة والمبيدات الآمنة لمكافحة الآفات.

كما تم تعديل برامج الري والتسميد لتكون الريات متقاربة وبكميات مناسبة في أوقات الصباح الباكر أو المساء.

تم كذلك توعية المزارعين بالري المنتظم والمتقارب وعدم تعطيل النباتات، خاصة في الأراضي الرملية والجيرية ، مع التظليل الجزئى باستخدام شبكة أو زراعة محاصيل والحماية النباتات الحساسة.

واختتم أمين بالتشديد على الرش الورقي بالمغذيات ( كالسيوم - بوتاسيوم) وأحماض أمينية، لتعويض الإجهاد الحراري، وإزالة الحشائش لتقليل منافسة المحاصيل على المياه ، ومكافحة الآفات مبكراً خاصة العنكبوت الأحمر والذبابة البيضاء، وتعديل مواعيد الزراعة لتجنب فترات الذروة الحرارية في مراحل الإزهار والعقد.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان