رحلة إلى قلب المنيا.. "حبنو" و"الكوم الأحمر" كنوز أثرية لا يعرفها سوى القليل -صور
كتب : جمال محمد
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
-
عرض 13 صورة
المنيا-جمال محمد:
في قلب عروس الصعيد محافظة المنيا، تمتد الأرض على ضفاف النيل لتروي تاريخًا لا ينتهي، تقف كنوز أثرية شاهدة على حضارات تعاقبت عبر آلاف السنين، فلا تكاد تخطو خطوة في أي مركز أو مدينة إلا وتجد أثرًا أو معلمًا يروي قصة من زمن الفراعنة، مرورًا بالعصور اليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية.
ووسط هذا الكم الهائل من المواقع التاريخية، هناك أماكن غامضة لا يعرفها الكثيرون من أبناء مصر أو حتى سكان المنيا أنفسهم، ومن أبرز هذه الكنوز المجهولة، منطقة الكوم الأحمر الأثرية وهرمها الفريد "حبنو"، بجوار "زاوية الموتى"، على بعد 12 كيلومترًا فقط من مدينة المنيا.
"مصراوي" يسرد لكم تاريخ تلك المنطقة التاريخية الفريدة من نوعها .
مدينة الأكوام الفخارية والأساطير
سُمّيت المنطقة بالكوم الأحمر بسبب التلال المليئة بأكوام الفخار التي تعود للعصور الفرعونية واليونانية والرومانية، بل والقبطية والإسلامية في العصور القديمة، وكانت هذه المنطقة عاصمة للإقليم السادس عشر الذي كان يُرمز له بحيوان "الوعل" أحد أنواع الغزلان.
هرم حبنو
يُعد هرم حبنو من أقدم المحاولات المعمارية لبناء الأهرامات، وشُيّد في عهد الأسرة الثالثة، أي قبل أهرامات الجيزة بزمن، و أراد بُناة الهرم أن يجعلوه شبيهًا بهرم زوسر المدرج، فبلغ طول كل ضلع منه نحو 22 مترًا و40 سنتيمترًا، واسم "حبنو" جاء من الكلمة المصرية القديمة "حبن"، أي "يطعن"، إذ تحكي الأساطير أن الإله "حورس"، معبود المنطقة، طعن "ست" إله الشر انتقامًا لوالده أوزوريس.
المثير للدهشة أن الهرم لم يُستخدم كمقبرة، ولم يُعثر بداخله على مومياء أو نصوص تشير إلى صاحبه، واكتشفه العالم الألماني "بيلسيوس" عام 1845، لكنه اندثر تحت الرمال بفعل العوامل الطبيعية، إلى أن أعادت بعثة ألمانية اكتشافه عام 1912، لتكشف وجود ممرات أسفل الهرم، ولكن دون أي مقابر.
أسوار الحراسة
في المنطقة، ما زالت بقايا سور ضخم من الطوب اللبن، يبلغ عرضه في بعض الأماكن 6 أمتار، كان الحراس قديمًا يمتطون الخيول فوقه، ويستخدمونه كنقطة مراقبة استراتيجية خاصة في المناطق المرتفعة.
مقبرة نفريسخرو
ومن المعالم البارزة هناك مقبرة نفرسخرو من عصر الدولة الحديثة، التي كانت تضم صالتين -إحداهما مهدمة- ومقصورة كان بداخلها تمثال للإله "حوتي" (تحوت)، إله الحكمة عند المصريين القدماء. الصالة الثانية مزينة بنقوش تحكي حياة نفريسخرو وأحداث ما بعد وفاته، وفي عمق المقبرة، وُجد بئر يبلغ عمقه 5 أمتار، كانت ترقد فيه مومياء صاحبها، قبل أن تُكتشف.
السلم الحجري
أسفل الجبل، يقبع سلم حجري يعود لعصر الأسرة الثامنة عشرة من الدولة الحديثة، وأعيد استخدامه في العصر الروماني، هذا السلم يقود إلى بقايا معبد لم يبقَ منه سوى مذبح القرابين، وكان الكهنة يقدمون الأضحيات للآلهة هناك.
وبين آثار الفراعنة والرومان والقبط، تقف المنيا شامخة، حاضنةً لحضارات لا تنتهي، تنتظر الزوار ليتنقلوا بين صفحات كتابها التاريخي المفتوح، من هرم حبنو الغامض إلى مقابر الملوك والمذابح المقدسة.