وادي القرود.. كنز فرعوني يخفي أسراره في قلب جبال الأقصر
كتب : محمد محروس
-
عرض 18 صورة
-
عرض 18 صورة
-
عرض 18 صورة
-
عرض 18 صورة
-
عرض 18 صورة
-
عرض 18 صورة
-
عرض 18 صورة
-
عرض 18 صورة
-
عرض 18 صورة
-
عرض 18 صورة
-
عرض 18 صورة
-
عرض 18 صورة
-
عرض 18 صورة
-
عرض 18 صورة
-
عرض 18 صورة
-
عرض 18 صورة
-
عرض 18 صورة
-
عرض 18 صورة
الأقصر - محمد محروس:
يعد وادي القرود الأثري أحد أهم مخابئ الكنوز الأثرية في البر الغربي بمحافظة الأقصر، وواحدًا من المناطق البكر التي لم يكشف عن أسرارها كاملة بعد، رغم ما تحمله من شواهد تاريخية تعود إلى عصر الدولة الحديثة.
يقع الوادي في المنطقة الغربية من وادي الملوك، ويعرف علميًا باسم الوادي الغربي، بينما جاء اسمه الشائع “وادي القرود” من الرسوم التي تصور مجموعة من القرود داخل إحدى المقابر الملكية بالمنطقة.
الأثري محمود فرح يقول إن وادي القرود يضم عشرات المقابر الملكية المنحوتة في قلب الصخر، لم يكتشف منها سوى خمس مقابر فقط حتى الآن، أبرزها مقبرة الملك أمنحتب الثالث ومقبرة الملك آي، إلى جانب مقابر أخرى يُعتقد أنها تعرضت للنهب عبر العصور.
يضيف فرح يقع وادي القرود في منطقة جبلية صخرية صعبة الوصول إليها، إلى جوار وادي الملوك الشهير الذي يضم مقابر ملوك الأسر السابعة عشرة حتى العشرين، غير أن الوادي الغربي يتميز بعزلته وطبيعة تضاريسه، ما جعله موقعًا مثاليًا لدفن بعض الملوك وكبار رجال الدولة بعيدًا عن أعين اللصوص.
ويُجع المؤرخون أول أعمال التنقيب في الوادي إلى حملة نابليون على مصر عام 1799، حين دوّنت البعثة الفرنسية أول ملاحظات حول ممرات ومداخل المقابر في المنطقة، وبعدها بسنوات، وتحديدًا في عام 1816، وصل المغامر الإيطالي جيوفاني بلزوني إلى الوادي واكتشف مقبرة الملك آي – الذي خلف توت عنخ آمون في الحكم – إلى جانب المقبرة رقم 25 التي كانت مخصصة للملك إخناتون قبل أن يترك طيبة وينتقل إلى تل العمارنة.
وفي عام 1829، قام العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون – مكتشف رموز الكتابة الهيروغليفية – بزيارة المنطقة وتمكن من تحديد هوية مقبرة أمنحتب الثالث، أحد أعظم ملوك الأسرة الثامنة عشرة، والذي يُعد عهده العصر الذهبي للحضارة المصرية القديمة.
وتعد مقبرة أمنحتب الثالث (WV22) من أكبر وأجمل المقابر الملكية في وادي القرود، إذ تمتاز بتصميم هندسي معقد ونقوش جدارية بديعة تصور رحلة الملك إلى العالم الآخر، ومشاهد طقسية تجمعه بالآلهة، ونصوص من كتابي النهار والليل التي تشرح مراحل البعث والخلود في العقيدة المصرية القديمة.
المقبرة نحتت بالكامل في عمق الصخر، وتتكون من ممر طويل وغرف جانبية وغرفة دفن فسيحة، ما يعكس عبقرية المصري القديم في الهندسة المعمارية تحت الأرض.
رغم مرور أكثر من قرنين على بداية التنقيب في وادي القرود، إلا أن معظم أسراره لا تزال محفوظة، فالمسوحات الأثرية الحديثة تشير إلى وجود مقابر غير مكتشفة بعد، وربما تخص ملوكًا أو ملكات من الأسرة الثامنة عشرة، إلا أن طبيعة التربة الصخرية والانهيارات التي تعرضت لها المنطقة تجعل عمليات الحفر شديدة الصعوبة.
كما كشفت بعثات مصرية حديثة عن منطقة صناعية أثرية داخل الوادي تضم ورشًا لتصنيع التوابيت وتماثيل الدفن والأواني الجنائزية، ما يدل على أن المنطقة لم تكن مخصصة للدفن فقط، بل كانت مركزًا متكاملًا للتحضير للرحلة الأبدية في معتقدات المصريين القدماء.
يمثل وادي القرود اليوم إضافة فريدة للمشهد الأثري في الأقصر، ويجذب اهتمام علماء الآثار من مختلف دول العالم، خاصة مع إعادة افتتاح مقبرة أمنحتب الثالث بعد ترميمها مؤخرًا، وهو حدث يُعيد تسليط الضوء على منطقة ما زالت تحتفظ بالكثير من الغموض والجمال.
ويؤكد خبراء الآثار أن وادي القرود ما زال يخفي بين جنباته صفحات مجهولة من تاريخ الفراعنة، تنتظر من يكشفها لتكتمل صورة واحدة من أعظم الحقب في تاريخ البشرية.
اقرأ ايضا:
بعد افتتاحها بوادي الملوك.. 18 صورة توثق سحر مقبرة أمنحتب الثالث بالأقصر