تجاوز "الخط الأزرق" وشكوى لمجلس الأمن.. ماذا يحدث في لبنان؟
كتب : سهر عبد الرحيم
تجاوز ''الخط الأزرق'' وشكوى لمجلس الأمن.. ماذا يحد
كتبت- سهر عبد الرحيم:
رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله منذ نوفمبر 2024، فإن الاحتلال يواصل شن هجماته على جنوب لبنان بزعم استهداف عناصر ومواقع تابعة للحزب.
وفي تصعيد جديد، أغلق لبنان، اليوم الاثنين، المدارس وأخلي الأماكن العامة تحسبًا من ضربة إسرائيلية وشيكة على جنوب البلاد.
وقالت بلدة عيترون بالجنوب، في بيان صحفي اليوم: "أهلنا الكرام يطلب منكم توخي الحيطة والحذر، وذلك بعد ورود معطيات حول نية العدو القيام بعملية استهداف لهدف موضعي بحسب زعمه في بلدة عيترون غير معروف مكانه حتى اللحظة".

كما يتوسع جيش الاحتلال في الأراضي اللبنانية متجاوزًا "الخط الأزرق"، من خلال بناء جدار خرساني على شكل "حرف تي" جنوب غرب بلدة يارون، حسب ما أظهرته عملية مسح جغرافي قامت بها قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) خلال شهري أكتوبر الماضي ونوفمبر الجاري.
وطالبت اليونيفيل الجيش الإسرائيلي بنقل الجدار الذي جعل أكثر من 4000 متر مربع من الأراضي اللبنانية غير متاحة للشعب اللبناني. وأكدت أن الوجود الإسرائيلي وأعمال البناء في الأراضي اللبنانية تشكل انتهاكًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 ولسيادة لبنان وسلامة أراضيه.
ومن جانبه، أعلن لبنان، السبت، أنه سيتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ضد إسرائيل لبنائها جدارًا خرسانيًا على طول الحدود الجنوبية يمتد إلى ما وراء "الخط الأزرق"، وفق ما أفادت وكالة "رويترز".

والخط الأزرق هو خط رسمته الأمم المتحدة على خريطة يفصل لبنان عن إسرائيل ومرتفعات الجولان المحتلة. انسحبت القوات الإسرائيلية إلى الخط الأزرق عند مغادرتها جنوب لبنان عام 2000.
وأكدت الرئاسة اللبنانية، في بيان، أن أعمال البناء الإسرائيلية المستمرة تشكل "انتهاكًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 وتعديًا على سيادة لبنان وسلامة أراضيه".
وفي المقابل، زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن "الجدار هو جزء من خطة أوسع نطاقًا للجيش الإسرائيلي بدأ بناؤها في عام 2022".
وقال المتحدث: "منذ بداية الحرب، وكجزء من الدروس المستفادة منها، عمل الجيش الإسرائيلي على تعزيز سلسلة من التدابير، بما في ذلك تعزيز الحاجز المادي على طول الحدود الشمالية".

وفي الآونة الأخيرة، كشفت تقارير عبرية، أن إسرائيل تدرس استئناف القتال في لبنان، في حال لم تنجح الحكومة اللبنانية في نزع سلاح حزب الله.
وصرح مسؤول عسكري إسرائيلي للقناة 12، أن الهجمات الأخيرة التي شنها جيش الاحتلال على بلدات جنوب لبنان "مجرد معاينة، وإذا لم يُفكك الجيش اللبناني حزب الله، فستهاجم إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، أهدافًا لحزب الله في جميع أنحاء لبنان، بما في ذلك بيروت (العاصمة)".
وهو التهديد الذي أطلقه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في وقتٍ سابق، قائلًا إن "حزب الله يلعب بالنار، وسنقوم باستهداف بيروت في حال شنّ الحزب أي هجوم يطال أي بلدة في الشمال". واتهم كاتس الرئيس اللبناني جوزيف عون أنه "يماطل" في شأن مسألة نزع سلاح الحزب.
وتشير التقديرات الإسرائيلية، إلى أن حزب الله يواصل تكديس الصواريخ والقذائف والمدفعية وغيرها من المعدات القتالية، بوتيرة تُصعّب القدرة على إحباطها.
اقرأ أيضًا:
لبنان على حافة التصعيد.. هل تستعد إسرائيل وحزب الله للعودة إلى القتال؟