لبنان على حافة التصعيد.. هل تستعد إسرائيل وحزب الله للعودة إلى القتال؟
كتب : سهر عبد الرحيم
هل تستعد إسرائيل وحزب الله للعودة إلى القتال؟
كتبت- سهر عبد الرحيم:
يوافق يوم 27 نوفمبر الجاري الذكرى الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، الذي أنهى حربًا استمرت نحو عام كامل. ومع ذلك، يُظهر الواقع الميداني أن استمرار الاتفاق يبقى هشًّا أكثر من أي وقت مضى، وسط دراسة إسرائيل خيارين لا ثالث لهما: إما أن يكبح لبنان نشاط حزب الله ويسحب سلاحه، أو ستقوم تل أبيب بذلك من خلال توسيع نطاق هجماتها والعودة للقتال.
وصرح مسؤول عسكري إسرائيلي للقناة 12، أن الهجمات الأخيرة التي شنها جيش الاحتلال على بلدات جنوب لبنان "مجرد معاينة، وإذا لم يُفكك الجيش اللبناني حزب الله، فستهاجم إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، أهدافًا لحزب الله في جميع أنحاء لبنان، بما في ذلك بيروت (العاصمة)".

وهو التهديد الذي أطلقه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في وقتٍ سابق، قائلًا إن "حزب الله يلعب بالنار، وسنقوم باستهداف بيروت في حال شنّ الحزب أي هجوم يطال أي بلدة في الشمال". واتهم كاتس الرئيس اللبناني جوزيف عون أنه "يماطل" في شأن مسألة نزع سلاح الحزب.
وتشير التقديرات الإسرائيلية، إلى أن حزب الله يواصل تكديس الصواريخ والقذائف والمدفعية وغيرها من المعدات القتالية، بوتيرة تُصعّب القدرة على إحباطها.
وأفاد تقرير طال باري، مدير الأبحاث في مركز "ألما" الإسرائيلي لدراسة التحديات الأمنية في الشمال، بأن حزب الله يعمل على إعادة تأهيل نفسه وبناء قدراته العسكرية وبنيته التحتية وتجنيد وتدريب مقاتلين جدد وتحديث الخطط العملياتية.

وبحسب التقرير، يوازن حزب الله بين الإنتاج المكثف للأسلحة البسيطة مثل الصواريخ قصيرة المدى والأسلحة الخفيفة، وإنتاج الأسلحة الدقيقة والمتطورة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للدبابات والوسائل الإلكترونية المتقدمة. وبهذه الطريقة، ينجح في إنشاء صناعة محلية تمنحه قدرًا من الاستقلالية، حتى في ظل المراقبة الدقيقة والهجمات الإسرائيلية المتكررة.
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن، أن حزب الله انتقل إلى هيكلية أكثر لامركزية ومرونة ، تُذكر بأسلوب عمله في ثمانينيات القرن الماضي، مضيفة: "رغم الضربة القاسية التي تلقاها، لم يستسلم حزب الله. فهو يُجنّد مقاتلين جددًا، ويُعيد تأهيل نفسه، ويعمل ضمن هيكلية تُمكّنه من مقاومة أكبر للغارات الجوية".
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية، زعمت في وقتٍ سابق، أن إيران حوّلت أكثر من مليار دولار إلى حزب الله منذ يناير الماضي.

ومن جانبه، قال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، في خطابه نهاية الأسبوع الماضي: "الترهيب لن يُغيّر مواقفنا، ولن نقبل بالاستسلام أو الالتزامات القسرية، فالمقاومة قوة يجب الحفاظ عليها"، مطالبًا إسرائيل بتطبيق الاتفاق بعدما وفى لبنان بالتزاماته.
واعتبر قاسم، أن "أي اتفاق جديد (بين بيروت وتل أبيب) هو اعترافٌ بإسرائيل ويفتح الباب أمام هجمات جديدة"، مضيفًا: "حقنا المشروع هو في مواجهة العدوان الإسرائيلي والدفاع عن سيادة لبنان. والدفاع المشروع ليس قرار سلام أو حرب، بل هو ممارسة لحقنا في الدفاع ضد عدو يفرض الحرب على بلدنا ولا يوقف اعتداءاته".
اقرأ أيضًا: