إعلان

"سهرة غريبة" في رأس السنة.. حكاية مقتل طالب تحت "شباك خطيبته" بالجيزة

01:24 م الجمعة 03 يناير 2020

صورة ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

منذ 4 أشهر، تعرض طالب جامعي إلى موقف عصيب، ودَّ لو انشقت الأرض وابتلعته آنذاك، تعرض لوصلة ضرب من والد محبوبته الذي ضبطهما في وضع مخل بمنزله، ولم يكتفِ بذلك بل أجبره على توقيع إيصالات أمانة، محذرًا إياه من تكرار فعلته الطائشة، إلا أنه لم يعِ الدرس جيدًا، وراح يكرر ما ارتكبه سابقًا ليلة رأس السنة، دون أن يدري بأنه سيدفع حياته ثمنًا.

مطلع العام الماضي نشأت علاقة عاطفية بين طالب جامعي وفتاة تصغره بثلاث سنوات، توطدت العلاقة سريعًا، حتى قرر الشاب طرق الأبواب الشرعية قاصدًا منزل محبوبته بمنطقة الجيزة، وتقدم لخطبتها غير عابئ بسجل أبيها الإجرامي فهو من أرباب السوابق.

طلب الشاب قوبل بالرفض بادئ الأمر، لكن مع إصرار الفتاة وتمسكها بمن شغل قلبها وعقلها على حد سواء، تمت الخطوبة. لم يستمر الأمر طويلا، تدخلات والد الفتاة المتكررة أفسدت علاقة المحبوبين، جُل همه بات تعكير ماء النهر بمشكلة تارة وتحكماتٍ أخرى حتى حقق ما أراد.

أيقن الأب الأربعيني أنه لا مفر من إحضار عريس لابنته، وطي صفحة خطيبها السابق، وكان له ما أراد رغم رفض ابنته التي أبلغته "مش هتجوز حد".

مساء أحد أيام شهر أغسطس الماضي، وصل رب الأسرة منزله، صعد درجات السلم وصولا إلى شقته بالطابق السادس والأخير، وما إن فتح الباب فوجئ بخطيب ابنته السابق رفقتها فاعتدى عليه بالضرب، وأجبره على توقيع إيصال أمانة.

ظن صاحب الـ45 سنة أنه سد جميع السبل أمام خطيب ابنته التي أتمت للتو عامها التاسع عشر، خاصة تحذيراته المتكررة لها من مهاتفته أو مقابلته دون أن يدور بخلده ما يتم تدبيره في الكواليس، إذ أنه يتواجد غالبية الوقت خارج المنزل، إضافة إلى وفاة زوجته "أم البنات" منذ سنوات.

طوال الأسبوع الأخير من العام الماضي، بحثت الفتاة مع محبوبها كيفية قضاء ليلة رأس السنة معًا بشكل مختلف، خيارات محدودة لاحت في الأفق لا سيما توتر العلاقة بين الشاب ووالد الفتاة، حتى اختمرت تفاصيل خطة شيطانية في ذهن ابنة الـ19 ربيعًا.

"إنت هتقضي الكريسماس معايا في البيت" كلمات الفتاة وقعت كصاعقة على الشاب الذي سيطرت عليه علامات الدهشة متعجبًا، "بتهزري طبعا!"، لكن الإجابة جاءت قاطعة على لسان الفتاة "بابا هيكون برا البيت، وأنا وأختي هنكون لوحدنا".

التقويم الميلادي كان يشير إلى يوم 31 ديسمبر "ليلة رأس السنة"، انتظرت الفتاة مغادرة أبيها المنزل، واتصلت بمحبوبها الذي يقيم بمنطقة فيصل غربي محافظة الجيزة، فحضر سريعًا بعدما طمأنته محبوبته بأن الأجواء باتت مناسبة.

بينما يحتفل كثيرون بعام جديد، ينتشر رجال الشرطة بمحيط: "الكنائس، دور السينما، والمتنزهات العامة"؛ لتأمين احتفالات المواطنين -كما هم على العهد دائمًا- يطمئن العقيد محمد سلامة مأمور قسم الجيزة على انتظام الخدمات، والحالة الأمنية بدائرة القسم قبل أن يتلقى إشارة بسقوط أول حالة وفاة في عام 2020 بادعاء سقوط شاب من علٍ.

دقائق معدودات وصلت معها قوة أمنية لمحل البلاغ، عُثر على جثة طالب يبلغ من العمر 22 سنة، مقيم بمنطقة فيصل دائرة قسم الهرم، أسفل عقار مكون من 6 طوابق، يرتدي ملابسه كاملة، ورجحت المعاينة وفاته إثر إصابته بكسور متفرقة.

شكل العقيد محمد الشاذلي مفتش مباحث غرب الجيزة، فريق بحث قاده الرائد عمرو فاروق رئيس وحدة مباحث الجيزة؛ للوقوف على ملابسات الواقعة، والتأكد من وجود شبهة جنائية في الوفاة من عدمه.

استمع رجال الشرطة إلى مالك شقة بالطابق الأخير (عاطل 45 سنة) له معلومات جنائية، مصابًا بكدمات وسحجات بالوجه، وقرر أن الشاب المتوفى كانت تربطه علاقة عاطفية بابنته الكبرى، ومنذ حوالي أربعة أشهر تردد عليها بالشقة فضبطه واعتدى عليه بالضرب وأجبره على توقيع إيصال أمانة.

وعن يوم الواقعة، حضر الطالب للشقة، حيث كان يتواجد بداخلها ابنتاه، وطلبا منه بعض المأكولات، وعقب ذلك حضر والدهما وبرفقته صديقاه، وفوجئوا بوجوده فاعتدوا عليه بالضرب واحتجزوه بإحدى غرف الشقة لحين حضور أهله، إلا أنه حاول الهرب من النافذة عن طريق التسلق إلى السطح لكنه شعر به فأمسك قدمه وحاول جذبه للداخل خشية سقوطه، إلا أنه اختل توازنه، وسقط بمدخل العقار، وتوفى متأثرًا بإصابته.

منذ وصوله، ثمة شكوك راودت الرائد هشام فتحي، معاون مباحث الجيزة، أفكار عدة تتدفق داخل ذهنه وأسئلة دون إجابات قاطعة، رجح معها أن ملابسات خفية وراء الوفاة، وراح يكثف تحرياته؛ لجمع مزيدٍ من المعلومات عبر مصادر الشرطة السرية وتطوير مناقشة الفتاة المقصودة.

مفاجآت من العيار الثقيل توصلت إليها جهود البحث والتحري، وتبين أن علاقة غير شرعية جمعت الفتاة والشاب المتوفى منذ أشهر، وكان يتردد عليها في غياب أبيها، وأنه حضر إلى الشقة لقضاء ليلة رأس السنة مع محبوبته التي تقيم رفقة أختها الصغرى "16 سنة".

خطة المحبوبين مرت بسلام حتى وصول الأب في وقت متأخر من الليل، بينما التزمت ابنته الكبرى غرفتها على غير العادة -حيث كان محبوبها بالداخل- لكن ثمة جديدًا طرأ تبدلت معه الأجواء 180 درجة.

رن جرس الشقة، فتوجه الأب لمعرفة هوية الضيف غير المنتظر، وتبين أنه عامل دليفري، أخبره "الأوردر اللي حضرتك طلبته يا فندم" وسط دهشة الأب "أنا مطلبتش حاجة" قبل أن تتدخل ابنتاه "إحنا اللي طالبين".

عادت الأخت الكبرى إلى غرفتها خشية اكتشاف والدها حقيقة الأمر، لكن أصوات غريبة تنامت إلى مسامع الأخير دفعته لاقتحام غرفة ابنته؛ ليكتشف الطامة الكبرى، ضبطها في وضع مخل مع خطيبها السابق الذي فقد وعيه للحظات من هول الفاجعة.

ما إن استعاد الشاب العشريني وعيه حتى احتمى أسفل السرير، وسط محاولات والد محبوبته للإجهاز عليه وتبادلا اللكمات، فما كان من الطالب إلا أن هرب عبر النافذة، حاول التعلق بماسورة الصرف الصحي وصولا إلى السطح إلا أنه فقد اتزانه؛ ليسقط جثة هامدة على الأرض.

واجه رجال التحقيق الفتاة ووالدها بنتيجة التحريات وأيداها، وتحفظ الرائد هشام فتحي والنقيب كريم عبدالرازق معاونا مباحث الجيزة، على الأب وابنتيه وصديقيه أيضا، وتحرر المحضر اللازم، وأخطرت النيابة العامة للتحقيق والتصريح بالدفن.​

فيديو قد يعجبك: