بيت كساب من مجد محمد علي لركام.. قصة هدم منزل جامع الضرائب في السويس
كتب : مصراوي
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
السويس- حسام الدين أحمد:
أثار هدم "بيت كساب" بحي السويس، وهو أحد أقدم المنازل التي يعود تاريخها لنحو 200 عام، حالة من الجدل بين الأهالي، فبينما اعتبره البعض أيقونة معمارية كان يستحق الترميم والحفاظ عليه كجزء من ذاكرة المدينة، رأى آخرون أن ما لحق به من تصدعات وأضرار خلفتها الحروب وعوامل الزمن جعله خطراً يهدد السلامة العامة بعد سقوط أجزاء من واجهته.
أكد العميد أحمد علاء، رئيس حي السويس، أن قرار هدم المنزل الكائن بشارع بورسعيد جاء بموجب حكم محكمة نهائي لصالح المالك، وهي شركة القناة للتوكيلات الملاحية، مشددًا على أن المبنى غير مسجل كأثر، وأن عملية الإزالة تمت بشكل قانوني بعد إخطار مديرية الإسكان ومديرية الأمن والحي والمرافق.
وأوضح رئيس الحي أن هذا القرار يأتي ضمن 65 قرار هدم معتمد داخل نطاق الحي، مؤكدًا أنه لن يتم تنفيذ أي عملية هدم إلا بعد صدور حكم قضائي نهائي واستنفاد جميع مراحل الطعون.
يقول أنور فتح الباب، الباحث في تاريخ السويس، إن المنزل المعروف باسم "بيت كساب" ارتبط باسم بطرس كساب، الذي كان مسؤولًا عن تحصيل جمارك ميناء السويس القديم في عهد محمد علي باشا، حين كان الميناء يقع على الكورنيش القديم المقابل للبيت.
وأوضح أن البيت الذي شيده بطرس كساب الأب، أعاد بناءه نجله عام 1896 بعد هدمه، مشيرًا إلى أن طابعه المعماري المميز مكّنه من الصمود أمام القصف خلال حرب 1967، رغم ما تعرض له من إصابات جسيمة.
وأضاف أن ملكية المنزل ظلت في حوزة أسرة كساب حتى أعقبتها قرارات التأميم عام 1956، التي نقلت ملكية ممتلكات الأجانب – ومن بينها العقارات ذات الطابع الفرنسي – إلى الدولة، قبل أن تنتقل تباعًا بين عدة شركات ملاحية، وصولًا إلى الشركة المالكة الحالية.
ولفت فتح الباب إلى أن البيت لم يُسجَّل كأثر تاريخي أو ضمن قائمة الطراز المعماري المتميز، غير أن لوحة رخامية تعلو واجهته وتحمل اسم المالك الأول باللغة الفرنسية تظل شاهدًا على قيمته التاريخية. وأشار إلى أن بطرس كساب الأب ذُكر في مذكرات بوبار باشا، رئيس وزراء مصر في عهد الخديوي إسماعيل، بما يعكس مكانته في تلك الحقبة.
كما نفى الباحث صحة ما يُتداول عن إقامة أحمد عرابي ليلة في البيت، أو زيارة الأميرة أوجيني له أثناء حضورها حفل افتتاح قناة السويس، مؤكدًا أن تلك مجرد روايات بلا سند، وأن القيمة الحقيقية للمنزل تكمن في كونه نموذجًا للطراز الفرنسي الذي ميز القرن التاسع عشر، دون أن يمتلك مزايا أثرية إضافية.