إعلان

بعد انتقاده لدور مصر.. ما دلالات زيارة خليل الحية للقاهرة؟

كتب : محمد جعفر

10:41 م 13/08/2025

خليل الحية

تابعنا على

رغم التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها خليل الحية، رئيس حركة حماس في غزة، مؤخراً بشأن دور مصر في إدارة ملف غزة، والتي أثارت توتراً بين الجانبين، تأتي زيارته الحالية إلى القاهرة على رأس الوفد المفاوض حاملةً دلالات مهمة.

فقد أثارت تصريحات الحية في الأسابيع الماضية جدلاً واسعاً وغضباً كبيراً، حيث دعا في خطاباته إلى الضغط على الحكومة المصرية لفتح معبر رفح وإدخال المساعدات إلى غزة. وهي تصريحات اعتبرتها القاهرة تحميلًا غير مسؤول لمصر بشأن إغلاق المعبر، مؤكدةً أن المعبر مفتوح من جهتها، وأن إسرائيل هي من تعرقل مرور المساعدات على الجانب الفلسطيني.

1000359212

وبالرغم من هذا الخلاف اللفظي، تأتي زيارة الحية في إطار حرص حركة "حماس" على الحفاظ على علاقات استراتيجية وثيقة مع مصر، إذ أكدت الحركة على أهمية الدور المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في جهود وقف الحرب وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني من خلال إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، مع استمرار التنسيق للتوصل إلى حلول تضمن استقرار الأوضاع في قطاع غزة.

تصريحات غير موفقة تستوجب الاعتذار

وفي هذا السياق، يرى الدكتور أيمن الرقب، المحلل السياسي الفلسطيني، أن وجود الحية على رأس وفد التفاوض يحمل دلالة رمزية رغم تصريحاته الأخيرة، مشيراً إلى أن تصريحات الحية بشأن مصر غير موفقة إطلاقاً، ولا يجوز له أن يخطئ بهذا الشكل، وأن الاعتذار في الظروف العادية قد لا يكون مقبولاً، إلا أن الاعتذار في هذه الحالة واجب.

وأضاف الرقب في تصريحات لـ"مصراوي"، أن القاهرة تعاملت بأفق أوسع واستقبلت الوفد من أجل الشعب الفلسطيني، وليس من أجل حماس أو خليل الحية، موضحاً: "الموقف المصري يحظى بتقدير كبير من الشعب الفلسطيني، وقد انتقدنا تصريحات خليل الحية بشكل كامل، إذ يعبر هذا السلوك عن توجهات تنظيم الإخوان المسلمين التي تحاول حرف البوصلة عن الاحتلال الإسرائيلي وتوجيه الأنظار نحو مصر، التي كانت وما زالت أكبر داعم للشعب الفلسطيني خلال هذه الحرب".

ورجح الرقب أن يكون هدف زيارة الحية هو تقديم الاعتذار عما بدر منه من تصريحات، هذا إلى جانب الهدف الأكبر من الزيارة، وهو السعي للوصول إلى اتفاق يمنع توسيع الاحتلال الإسرائيلي لغزة، والذي قد يؤدي إلى سقوط آلاف الشهداء.

1000359211

من جهته، رحب الدكتور محمد مهران، الخبير الدولي، بالدور المصري التاريخي والحكيم في التعامل مع جميع الأطراف الفلسطينية، مؤكداً أن استقبال مصر لوفود حماس عبر السنوات الماضية، بما في ذلك زيارات خليل الحية الآن، يعكس النهج المصري الثابت في وضع المصلحة الفلسطينية فوق أي اعتبارات أخرى، ويؤكد على قوة الدبلوماسية المصرية التي تتسامى فوق الخلافات الصغيرة لتحقيق الهدف الأسمى وهو رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.

مصر تتصدى لمحاولات النيل من دورها

وأكد الدكتور مهران في تصريحاته لـ"مصراوي"، أن مصر أثبتت مراراً وتكراراً أنها أكبر من أي محاولات للنيل من دورها أو التقليل من جهودها الجبارة في خدمة القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن الاتهامات التي وُجهت لمصر في الأيام الماضية، والتي رفضها الشعب المصري بأكمله، لم تثنِ الدولة عن مواصلة دورها لتحقيق السلام والاستقرار للشعب الفلسطيني الشقيق.

وأشار مهران إلى أن زيارات قادة حماس المتكررة للقاهرة تؤكد على الثقة الكاملة التي تحظى بها مصر لدى جميع الفصائل الفلسطينية، وتعكس الإدراك الفلسطيني العميق لأهمية الدور المصري في تحقيق الوحدة الفلسطينية والوصول لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية.

كما أكد أن الموقف المصري الثابت في فتح الأبواب أمام جميع الأشقاء العرب والفلسطينيين، حتى مع وجود خلافات أو سوء فهم مؤقت، يعكس عمق الحكمة المصرية وإدراك القيادة المصرية أن المصلحة العليا للقضية الفلسطينية تتطلب تجاوز الخلافات الثانوية والتركيز على الهدف الاستراتيجي المشترك، وهو تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

المفاوضات مستمرة للوصول إلى وقف إطلاق النار

وبشأن آخر تطورات المفاوضات، أوضح الدكتور مهران أن الجهود المصرية المستمرة في القاهرة تركز حالياً على تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة، والعمل على تبادل الأسرى والمحتجزين، مشيراً إلى أن هذه الجهود تستند إلى قواعد القانون الدولي الإنساني، خاصة اتفاقيات جنيف التي تلزم جميع الأطراف بحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الطبية والغذائية للسكان المدنيين في مناطق النزاع.

1000359213

كما أشار إلى أن المفاوضات الجارية حالياً تشهد تقدماً ملحوظاً بفضل الجهود المصرية المكثفة والتنسيق الوثيق مع الوسطاء القطريين والأمريكيين، مؤكداً وجود تنسيق لقيادة قوات دولية بقيادة الجيش المصري.

وشدد الدكتور مهران، على أن مصر تسعى لتحقيق اتفاق شامل يضمن وقف العدوان على غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى والمحتجزين، وفتح المعابر أمام حركة الأشخاص والبضائع، وبدء عملية إعادة الإعمار الشاملة للقطاع المدمر.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان