الشيخ أحمد خليل يوضح فضل دعاء قضاء الحاجة وأثره في تفريج الكرب
كتب : مصراوي
دعاء قضاء الحاجة
كتب-محمد قادوس:
أكد الشيخ أحمد خليل، أحد علماء الأزهر الشريف، بأن دعاء قضاء الحاجة من السنن النبوية العظيمة التي أوصى بها رسول الله ﷺ عند طلب أمرٍ أو تفريج كربة.
وأوضح الشيخ خليل أن النبي ﷺ قال:" مَن كانت له إلى الله حاجةٌ أو إلى أحدٍ من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء، ثم ليصل ركعتين، ثم ليثنِ على الله، وليصلِّ على النبي ﷺ، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضاً إلا قضيتها يا أرحم الراحمين"رواه الترمذي.
وأشار إلى أن العمل بهذا الدعاء يكون بالوضوء أولاً، ثم صلاة ركعتين بنية الحاجة، وبعدها الثناء على الله تعالى والصلاة على النبي ﷺ ثم الدعاء، مؤكداً أن هذا من أسباب تفريج الهموم وقضاء الحاجات إذا صدق العبد في دعائه وتضرعه إلى الله.
وفي منشور سابق رصد مصراوي آداباً وضوابط لدعاء حددتها العلماء يجب أن يحرص عليها المسلم، وكذلك هناك أخطاء يقع فيها البعض تمنع من استجابة الدعاء، ورد تحذير من ارتكابها في القرآن والسنة النبوية الشريفة، يرصدها مصراوي في النقاط التالية:
1-اشتمال الدعاء على الشرك بالله
بعد الشرك بالله من كبائر الذنوب، وهو خطأ يقع فيه البعض عند الدعاء، مثل دعاء غير الله معه من بشر أو شجر أو قبر، لأن الدعاء عبادة وتوجيه العبادة لغير الله شرك، والشرك أعظم ذنب عند الله تعالى، وفي الحديث الصحيح: "أي الذنب عند الله أعظم؟ قال : أن تجعل لله نداً وهو خلقك". رواه البخاري ومسلم.
2-تمني الموت
وهو أن يتمنى أحد الموت من أجل بلاء نزل به، ففي الحديث الشريف عن خباب رضي الله عنه قال: "لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن تمني الموت لدعوت به ". رواه البخاري ومسلم.
3-الدعاء بقطيعة الرحم
وهو كأن يدعو على أحد بأن يفرق بينه وبين زوجه أو أقاربه، قال الله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾ [النساء: 1]، أي: واتقوا الأرحام أن تقطعوها.
4- ترك الأدب في الدعاء مع الله
كمن يدعو بما لا يليق. قال الخطابي: "ولا يُحسن أن يقال : يا رب الكلاب ويا رب القردة والخنازير.. وإن كانت جميع المكونات إليه من جهة الخلق لها، والقدرة عليها شاملة لجميع أصنافها.
فاللائق بالعبد حال دعائه الله سبحانه وتعالى أن يتأدب غاية ما يمكنه وأن يجتنب ما لا يليق فإن المقام مقام ذل وخضوع.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبالغ في ثنائه على ربه في دعائه حتى إنه أظهر العجز والانقطاع عن الوصول إلى غاية مدحه فقال: "وأعوذ بك منك لا نحصي ثناء عليك".
5-الاعتماد على الغير في الدعاء
فمن الناس من يعتمد على غيره في الدعاء، ولا يدعو الله بنفسه بحجة أنه مذنب، وهذا وإن كان جائزاً في الجملة إلا أن فيه محاذير، ولهذا فعلى العبد أن يكثر من الدعاء ويحسن الظن بالله ورحمته التي وسعت كل شيء، مهما كان متمادياً في المعصية، فإذا كان الله سبحانه يجيب دعاء المشركين عند الاضطرار فإن إجابته للمؤمنين مع تقصيرهم من باب أولى.
وورد في جاء "الجامع لأحكام القرآن" أن رجلا جاء إلى مالك بن دينار فقال: أنا أسألك بالله أن تدعو لي، فأنا مضطر . قال :" إذاً فاسأله فإنه يجيب المضطر إذا دعاه".
6- اليأس من الاستجابة
يقع البعض في مسألة قلة اليقين من إجابة الدعاء، فإذا أصابه المرض يغلب على الظن أنه لا يبرأ فيدع الدعاء ويترك اللجوء إلى الله وربما ألقى الشيطان في روعه أن الدعاء لا داعي له، وهو من أعظم الأخطاء وهو جهل بالله وقدرته وجميل إحسانه، فهو سبحانه على كل شيء قدير، ويقول الله تعالى : "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ".
7- الاعتقاد بأن الدعاء لا يغير القدر
شرع الله لنا أن نسأله رد القضاء؛ لأن كل ما يصيب الإنسان من بلاء هو من القضاء.
وفي الدعاء المشهور، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك"، وقال البخاري: "باب من تعوذ بالله من درك الشقاء وسوء القضاء" وقوله تعالى : ( قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق)، ثم ذكر قوله صلى الله عليه وسلم : " تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء" رواه البخاري.
اقرأ ايضًا
هل رفع اليدين أثناء الدعاء ثم مسح الوجه بهما بعد انتهائه جائز أم بدعة؟.. الإفتاء توضح
ما هو أفضل وقت لصلاة قيام الليل وعدد ركعاتها؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)