الأقصر تكشف أسرارها.. كتل أثرية عملاقة ترى النور بعد أكثر من ألفي عام
كتب : مصراوي
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
الأقصر – محمد محروس:
في خطوة غير مسبوقة، أثار نجاح بعثة أثرية مصرية–كورية مشتركة في الكشف عن كتل حجرية ضخمة من الصرح الأول لمعبد الرامسيوم بالأقصر، والتي ظلت مطمورة تحت الرمال والصخور منذ الزلزال المدمر الذي ضرب مصر عام 27 قبل الميلاد اهتمام الأثريين، فيما يجري الآن توثيقها وترميمها باستخدام أحدث تقنيات المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد، في مشروع طموح يستهدف إعادة الصرح إلى هيئته الأصلية التي شُيّد عليها في عهد الملك رمسيس الثاني.
الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، تابع أعمال الترميم والحفائر داخل المعبد، وأشاد بما تم إنجازه من تسجيل وتوثيق علمي دقيق للكتل المكتشفة. وأكد أن المشروع سيساهم في إعادة بناء الصرح ليصبح المدخل الرئيسي للمعبد بدلاً من البوابة الشمالية الحالية، وهو ما يعيد الحياة إلى أحد أهم المعالم المعمارية لرمسيس الثاني.
اكتشافات تفتح التاريخ من جديد
الدكتور هشام الليثي، رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار ورئيس البعثة من الجانب المصري، أوضح أن المرحلة الأولى والثانية من المشروع شملت دراسات دقيقة وتوثيقًا رقميًا باستخدام الماسح الضوئي ثلاثي الأبعاد، الأمر الذي أتاح تسجيل عشرات الكتل الأثرية في مواقعها الأصلية. وأضاف أن الفريق تمكن من استخراج كتل ضخمة غطاها الركام منذ الزلزال، ما يمثل دليلًا أثريًا جديدًا يعزز خطط الترميم ويسهم في تطور الأبحاث الأكاديمية حول عمارة الدولة الحديثة.
معبد الرامسيوم.. سجل رمسيس الثاني
يحمل المعبد قيمة استثنائية، فهو سجل معماري وتاريخي لعصر رمسيس الثاني، حيث تزين جدرانه نقوش بارزة تجسد معركة قادش الشهيرة، إلى جانب مشاهد الطقوس الدينية والجنائزية. ويضم المعبد أعمدة وتماثيل هائلة، أبرزها تمثال جالس لرمسيس الثاني بارتفاع يتجاوز 17 مترًا ووزن يقارب 1000 طن، ما يجعله أحد أضخم التماثيل في مصر القديمة.
كما يحيط بالمعبد مقاصير متعددة للمعبودات، ومبانٍ خدمية مثل المطابخ والمخازن، مما يعكس طبيعة الحياة الدينية والاقتصادية في تلك الحقبة.
مقبرة الملك تحتمس الثاني.. اللغز المفقود
الجولة شملت أيضًا زيارة مقبرة الملك تحتمس الثاني بالوديان الغربية، والتي اكتُشفت في فبراير الماضي على يد بعثة مصرية–بريطانية مشتركة. وتعد هذه آخر مقبرة مفقودة لملوك الأسرة الثامنة عشرة، وكشفت أعمال الحفائر عن وديعة أساس تضم ثلاث أوانٍ من الفخار والألباستر وهيكلًا عظميًا لبقرة صغيرة، إضافة إلى نقش هيروغليفي يوضح أن الملكة حتشبسوت شيدت المقبرة لأخيها وزوجها تحتمس الثاني.
وأكد الأمين العام للآثار على ضرورة استكمال أعمال الترميم والدراسة بالمقبرة، مشيرًا إلى أن المنطقة ما زالت تحتفظ بأسرار قد تغير من فهمنا لتاريخ وادي الملوك الغربي.
تعاون دولي وجهود مصرية
المشروع يتم بتمويل من هيئة التراث الكوري، وبمشاركة الجامعة الوطنية الكورية للتراث، إلى جانب كوادر المجلس الأعلى للآثار، ورافق الأمين العام خلال جولته وفد رفيع من مسؤولي قطاع الآثار وخبراء مصريين وكوريين وبريطانيين، الذين أكدوا أن المشروع يجسد نموذجًا للتعاون الدولي في صون التراث الإنساني.
خطوة تعزز السياحة الثقافية
وأشار الدكتور محمد إسماعيل خالد إلى أن هذه الجهود تأتي ضمن خطة وزارة السياحة والآثار لتطوير الخدمات السياحية وصون المواقع الأثرية على مستوى الجمهورية، بما يسهم في تحسين تجربة الزائرين ودعم منتج السياحة الثقافية الذي تتميز به مصر عالميًا.