"سرايب الموتى" في الإسكندرية.. أعجوبة أثرية من خبايا المدينة القديمة - صور
كتب : مصراوي
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
الإسكندرية - محمد البدري:
في منطقة كوم الشقافة غرب الإسكندرية، وتحت طبقات من الصخر والتاريخ، تقع واحدة من أعقد المقابر الجنائزية في العالم القديم، تُعرف باسم "الكتاكومب"، أو سراديب الموتى، وهي موقع أثري يعود إلى العصر الروماني، اكتُشف بالصدفة مطلع القرن العشرين، ولا يزال يحتفظ بأسرار معمارية وثقافية، ويثير جدلًا بين الباحثين والزوار على حد سواء.
اكتشاف غير متوقع.. الحمار الذي قاد إلى المقبرة
في عام 1900، وبينما كان أحد الفلاحين يسير بحماره في أحد الحقول بمنطقة كوم الشقافة، سقط الحيوان في فتحة أرضية غامضة، هذا الحادث العابر كشف عن مدخل يؤدي إلى شبكة من الغرف والممرات المحفورة في الصخر، لتبدأ رحلة استكشاف واحدة من أعظم التحف المعمارية الجنائزية في مصر القديمة، ورغم أن الاكتشاف لم يكن مخططًا له، لكنه فتح الباب أمام دراسة معمارية وثقافية غنية، ما زالت مستمرة حتى اليوم.
تصميم معماري فريد
تتكون المقبرة من ثلاثة طوابق تحت سطح الأرض، وتضم غرف دفن، قاعات طقسية، وممرات متشابكة محفورة بدقة في الصخر، التصميم المعماري يعكس تداخلًا فنيًا واضحًا بين الأساليب المصرية والرومانية واليونانية، حيث تظهر تماثيل بملامح فرعونية ترتدي زيًا رومانيًا، وزخارف تحمل رموزًا دينية متعددة، في تجسيد حيّ للتفاعل الثقافي الذي ميز الإسكندرية في تلك الحقبة.
تجربة الزيارة
تُوفر زيارة مقابر كوم الشقافة تجربة أثرية فريدة، حيث يمر الزائر عبر ممرات ضيقة محفورة في الصخر، تمتد على ثلاثة مستويات تحت الأرض، ويسود المكان جو من الهدوء والبرودة الطبيعية، وتُضاء الممرات بإضاءة خافتة تبرز تفاصيل الزخارف الجنائزية المنحوتة على الجدران.
وتشمل هذه الزخارف رموزًا دينية وتماثيل تجمع بين الطابع المصري والروماني، ما يعكس الطابع الثقافي المتداخل للمقبرة، وتُتيح الزيارة فرصة مباشرة لمعاينة التخطيط المعماري المعقد، والتعرف على الطقوس الجنائزية التي كانت تُمارس في العصر الروماني بالإسكندرية.
أساطير شعبية تزيد من جاذبية الموقع
من أبرز الأساطير المرتبطة بالمقبرة، قصة الفتاة الرومانية "كليوباترا" – لا علاقة لها بالملكة الشهيرة – التي يُقال إنها ماتت في حادث مأساوي، ودُفنت في كوم الشقافة، وتزعم الروايات الشعبية أن روحها لا تزال تجوب الممرات المظلمة، وتظهر أحيانًا للزوار في الليالي الهادئة.
ورغم غياب الأدلة الأثرية، فإن هذه القصة، مثل غيرها من الأساطير، أصبحت جزءًا من التراث الثقافي للموقع، تسهم في تعزيز طابعه الغامض وجاذبيته السياحية.
اكتشافات أثرية تعزز فهم الحياة القديمة
منذ اكتشافها، أمدّت المقبرة الباحثين بكنز من المعلومات، حيث عُثر على تماثيل حجرية، أوانٍ فخارية، ومجوهرات تعود للعصر الروماني، وساعدت هذه القطع في فهم الطقوس الجنائزية والعادات الاجتماعية في تلك الفترة، وتُظهر كيف كانت الإسكندرية مركزًا للتعدد الثقافي والتفاعل الحضاري.
أهمية أثرية وسياحية
تُعد مقابر كوم الشقافة من أبرز المزارات السياحية في الإسكندرية، وتُصنف ضمن عجائب الدنيا السبع في العصور الوسطى. وهي ليست مجرد موقع أثري، بل سجل حيّ لتاريخ المدينة، يحفظ في طياته قصصًا عن التعدد الثقافي، والطقوس الجنائزية، والأساطير التي لا تزال تتردد في أروقة المكان.