صرخة طفل تاهت تحت الأنقاض و12 أصيبوا.. ماذا جرى في هوارة عدلان بالفيوم؟
كتب : مصراوي
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
الفيوم – حسين فتحي:
في قرية هادئة كهوارة عدلان، لم يكن أحد يتوقع أن يتحول مبنى قديم يُستخدم كمخزن للبذور إلى مسرح لمأساة مفجعة.
في لحظات خاطفة، انهار أحد الحوائط تحت وطأة الأحمال الثقيلة، ليقضي على براءة طفل كان يلهو بجوار "المدشة"، ويُسقط معه 12 من العمال والمارة بين مصاب ومذهول، هكذا بدأت فصول مأساة "مدشة هوارة" و"حائط الموت" الذي دهس أحلام الصغار وهزّ قلوب الأهالي.
انفجر صوت عنيف، تبعه صراخ وركض وتراب يتصاعد من كل اتجاه، حائط كامل سقط دون سابق إنذار، فوق من كان في الداخل ومن كان في الشارع المجاور، كانت الفاجعة الأثقل على قلب القرية، حين انتشل الأهالي جسد الطفل محمد أحمد محمد، صاحب التسعة أعوام، وقد غطاه الغبار وسكنت ضحكته التي كانت تملأ المكان قبل دقائق فقط.
14 سيارة إسعاف واثنتان من سيارات الإطفاء وصلت إلى موقع الكارثة في محاولة لاحتواء ما لم يكن في الحسبان. نُقل المصابون، وعددهم 12، بين رجال وأطفال، إلى مستشفى الفيوم العام والتأمين الصحي، بينما خيّم على القرية صمت ثقيل يخترقه بكاء الأمهات وذهول العيون.
تحريات الأجهزة الأمنية كشفت أن المبنى المتهالك، المملوك لورثة شعبان كربوش، كان يُستخدم لتخزين ما يقارب 90 طنًا من الذرة، حمولة فاقت طاقة جدرانه، حتى قررت الجدران أن تنهار، بلا رحمة، فوق من لا ذنب لهم.
أمرت النيابة بتشكيل لجنة فنية من الإدارة الهندسية والتفتيش المالي، لإعداد تقرير مفصل عن أسباب الانهيار، كما قررت إخلاء المبنى ورفع الأنقاض. فيما جرى التحفظ على أصحاب "المدشة"، لتبدأ رحلة التحقيق، بينما انتهت حياة طفل كان كل ذنبه أنه كان في المكان الخطأ في التوقيت الخطأ.
ودُفن محمد قبل شروق الخميس، وسط جنازة خيم عليها الصمت والدموع، في مشهد اختلطت فيه مشاعر الغضب بالحزن، ولم يتبقَّ لأهالي هوارة عدلان سوى الدعاء بأن تكون هذه آخر المآسي، وآخر الأحجار التي تسقط بلا رحمة.