إعلان

كنز جبل الطاحونة.. حكاية السبع راهبات تُبعث من جديد في جنوب سيناء

كتب : رضا السيد

12:12 م 30/11/2025

تابعنا على

في عمق جبال جنوب سيناء، حيث يختلط الصمت بخشوع المكان، يقف دير السبع بنات كأنّه صفحة مفتوحة من تاريخٍ لا يشيخ.

بين ممرات حجرية شهدت صلوات عابرة للقرون، تعود حكاية السبع راهبات لتنبض بالحياة من جديد، مستحضرةً زمنًا من الشهادة والصمود والإيمان الراسخ.

هناك، في وادي فيران الذي يعد واحدًا من أقدس بقاع سيناء، تتلاقى الأسطورة بالتاريخ، ويستعيد الزائر تفاصيل حكاية نسجتها رهبان أوروبا قبل أكثر من 1600 عام، ولا تزال أصداؤها تتردد فوق الجبال حتى اليوم.

يقول رفعت النمر، مسئول الدير، إن دير السبع بنات يعد كنزًا أثريًا وروحيًا آخر على أرض جنوب سيناء بعد دير سانت كاترين، كونه يجمع بين العقيدة، والتاريخ العريق المحفور في المكان، والطبيعة الساحرة، لذا فهو مقصدًا للزوار من مصر وخارجها، خاصة المهتمين بالتاريخ المسيحي.

وأوضح "النمر"، أن الدير عمره يزيد على 1600 عامًا، ويعد جزء هام من التراث المسيحي في مصر، ويقع على قمة جبل البنات، ويبعد نحو 60 كيلو متر شمال غرب دير سانت كاترين، ويضم كنيسة صغيرة، وبقايا جدران قديمة من القرن الخامس، أماكن كانت تستخدم لسكن النساك الأوائل من دول أوروبا وخاصة اليونان ورومانيا، وممرات حجرية قديمة، مؤكدًا أن الدير مازال يحافظ على مكانته كأحد أقدم الأديرة المسيحية في سيناء.

وأشار إلى أن اسم "دير السبع بنات" يرتبط بقصة تعود للقرن الرابع الميلاد، مفادها إن سبع راهبات كنّ يعشن في هذا المكان، وعندما عرف الرومان مكانهم صعدوا إلى قمة جبل الطاحونة، وألقوا بأنفسهم فاستشهدوا ثابتين على إيمانهم. ومن وقتها أصبح المكان رمزًا للشهادة والصمود.

وأكد أن كثيرًا من الزائرين يصعدون إلى جبل الطاحونة للاستمتاع بالمناظر الخلابة، خاصة أن الدير محاط بسلاسل جبلية ترسم لوحة فنية طبيعية، والاستماع إلى قصة الراهبات، وزيارة الآثار المحيطة، ومشيرًا إلى أن مشاهدة الدير من أعلى الجبل يبدو كأنه واحة تكسوها الخضرة من كل جانب، ومزارع من الزيتون والفاكهة، وعند التجول داخله تجده تحفة معمارية وأثرية فريدة.

ولفت إلى أنه قبل بناء دير سانت كاترين، كان دير وادي فيران مركزًا دينيًا هامًا، وكان له أسقف خاص به، كما كان ملجأ للكثير من المسيحيين الهاربين من الاضطهاد في أوروبا، مؤكدًا أن الدير استمر لقرون طويلة في استقبال راهبات من جميلات اليونان ورومانيا للعيش في هذا المكان المقدّس، والتعبد في تلك البقعة من الأراضي المباركة التي تحيطها الجبال من كل جانب.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان