"صفّوا دمه بسلاح أبيض".. تفاصيل جديدة في قضية مقتل تاجر الذهب بالبحيرة (صور)
كتب - مختار صالح:
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
في مشهد مؤلم جمع بين الغدر والطمع، عادت قضية مقتل تاجر الذهب المعروف أحمد المسلماني إلى الواجهة من جديد، بعدما قررت الدائرة السادسة بمحكمة جنايات دمنهور، اليوم الأحد، تأجيل محاكمة المتهمين بقتله إلى جلسة 10 نوفمبر المقبل، لاستكمال المرافعات الختامية للدفاع والنيابة.
القضية التي شغلت الرأي العام خلال الأشهر الماضية، ما زالت تفاصيلها تُروى بذهول كل من عايش تلك الليلة الدامية في مدينة رشيد.
- بداية القصة: مساء دموي على أطراف رشيد
كان مساء أحد أيام يونيو الماضي يبدو عاديًا في مدينة رشيد، حيث أنهى التاجر الشاب "أحمد المسلماني" يومه داخل محل الذهب الذي يمتلكه، وأغلق الأبواب بعد يوم عمل طويل. جلس إلى جوار صديقه أحمد الديباني داخل سيارته متوجهًا إلى منزله، غير مدرك أن خطواته تلك كانت الأخيرة في حياته.
وعند وصوله إلى محيط منزله، لمح شابًا يعرفه جيدًا يقف في الانتظار، كان ذلك الشاب فارس.ع.م، يبلغ من العمر 19 عامًا، عمل سابقًا لدى أحمد قبل أن تتفاقم الخلافات بينهما عقب اتهامه بسرقة مشغولات ذهبية، ورغم ما بينهما من عداوة، ترجل أحمد من السيارة مستجيبًا لندائه، ظنًا أن الشاب يرغب في الصلح أو الحديث.
مدّ يده لمصافحته، لكن المصافحة تحولت إلى طعنة غادرة، أخرج "فارس" سلاحًا أبيض وأخذ ينهال على تاجر الذهب بالطعنات، في حين ظهر شريك آخر، سيف الدين.أ (18 عامًا)، لينقض عليه من الجهة الأخرى، في هجوم مباغت أمام أعين المارة.
- كاميرات المراقبة توثق لحظة الغدر
لم تكن الجريمة سريعة فحسب، بل موثقة أيضًا، حيث رصدت كاميرات المراقبة في المكان المشهد المروّع منذ بدايته: سيارة المجني عليه تتوقف، ثم لحظة الاستيقاف، فالهجوم المتتابع.
أظهرت اللقطات المتهمين وهما يوجهان الطعنات المتتالية قبل أن يلوذا بالفرار تاركين أحمد غارقًا في دمائه، بينما يحاول صديقه الديباني إنقاذه دون جدوى.
- بلاغ واستنفار أمني
بعد دقائق، تلقى مركز شرطة رشيد بلاغًا يفيد بتعرض شخصين للاعتداء.
جرى نقل المصابين إلى مستشفى رشيد العام في حالة حرجة، لكن جهود الأطباء لم تفلح في إنقاذ أحمد المسلماني، الذي فارق الحياة متأثرًا بجراحه.
وأثبت التقرير الطبي وجود إصابات قطعية عميقة بالرقبة والرأس والذراعين، مع قطع في الأوردة واشتباه تمزق في أحد الشرايين الرئيسية المتصلة بالقلب.
أما صديقه أحمد السيد الديباني، فنجا من الموت بعد إصابته بجروح قطعية في الذراع والصدر، وفقًا للتقرير الطبي، الذي أوصى بعرضه على طبيب متخصص لإجراء جراحة تجميلية وترميم الأنسجة المتضررة.
- تحريات تكشف الدافع الحقيقي
باشرت مباحث مركز رشيد التحقيق، لتكشف أن الحادث كان مدبرًا مسبقًا.
أكدت التحريات أن المتهمين عقدا النية على الانتقام بعد اتهامات متبادلة بين فارس وتاجر الذهب تتعلق بسرقة كمية من المصوغات، ما دفع الأول لتدبير خطة للانتقام.
وفي التحقيقات، اعترف أحد المتهمين بتربصهما بالمجني عليه لحظة عودته إلى منزله، وتنفيذ الجريمة بسلاحين أبيضين أعدّا مسبقًا.
- اتهامات أمام القضاء
وجهت النيابة العامة للمتهمين تهم: القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، الاقتران بجناية الشروع في قتل أحمد الديباني.
كما استمعت النيابة إلى شهادة والد المجني عليه محمود المسلماني، الذي اتهم والد المتهم الرئيسي ووالدته وشقيقته بالتحريض على الجريمة، معتبرًا أن الحادث لم يكن وليد لحظة، بل نتيجة تحريض عائلي وانتقام مدبر.
- صرخة زوجة الضحية: "أنا عاوزة حق جوزي"
تفاعل الرأي العام بشدة بعد منشور مؤثر كتبته نوال أحمد، زوجة المجني عليه، عبر حسابها على "فيسبوك"، قالت فيه: "جوزي أحمد كان ماشي في أمان الله... فجأة المجرم يسلم عليه وياخده على خوانة، ومعاه واحد تاني. ضربوه بمطواة وصفّوا دمه... أنا عاوزة حق جوزي، علشانه وعلشان ابني."
انتشر المنشور على نطاق واسع، ليعيد الجريمة إلى الواجهة مجددًا، وسط تضامن واسع من الأهالي والمواطنين.
- قرار قضائي جديد
وفي جلسة اليوم، وبعد الاطلاع على ملف القضية وسماع أقوال الدفاع، قررت محكمة جنايات دمنهور تأجيل المحاكمة إلى 10 نوفمبر المقبل، لاستكمال المرافعات الختامية.
وجاء القرار بعد جلسة قصيرة شهدت حضورًا مكثفًا من أسرة الضحية وعدد من المحامين والإعلاميين.
وتنتظر المحكمة في جلستها المقبلة استكمال المرافعات والاستماع إلى أقوال الدفاع والنيابة قبل إصدار حكمها في القضية، التي أثارت اهتمامًا واسعًا لما تضمنته من تفاصيل غير معتادة.