إعلان

بالصور- "هندسة البترول والتعدين" من السويس للمنوفية.. انتهاء 6 عقود من الترحال

03:52 م الخميس 10 أغسطس 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

السويس - حسام الدين أحمد:

على مدار أكثر من نصف قرن تنقلت معامل وقاعات كلية هندسة البترول والتعدين بين منشآت بشركة المعمل ومباني الكليات التي استضافتها خلال فترة العدوان الثلاثي وحرب يونيو 1967، لتستقر أخيرًا في مبنى خاص بها في جامعة السويس.

صرح تعليمي جديد

"استغرق إنشاء المبنى التعليمي الجديد أكثر من عام، وتكلفت الإنشاءات 76 مليون جنيه".. هذا ما يؤكده الدكتور سيد الشرقاوي، رئيس جامعة السويس، عن المبنى الذي أنشئ بمواصفات خاصة لكلية هندسة البترول والتعدين، ليستوعب معامل الكلية الضخمة بأجهزتها بالغة التعقيد.

ويوضح الدكتور سيد الشرقاوي في تصريحات لـ"مصراوي" أن المبني الجديد يضم 3 مباني، اثنين منهم مخصصان للتعليم ومتصلان ببعضهما على هيئة كوبري يربط بينهما، فضلًا عن المصاعد، أما المبني الثالث فهو إداري ويضم مكاتب الأستاذة وأعضاء هيئة التدريس.

ويشير "الشرقاوي" إلى أن المبني المنشأ في عهد الدكتور ماهر مصباح، رئيس الجامعة السابق، يضم أربعة طوابق، كل منها على مساحة 3000 متر مربع، وكل طابق يضم جناحين، يمين ويسار، وكل جناح مخصص لقسم من أقسام الكلية.

ويقول رئيس الجامعة إن المبنى شهد أعمال التشطيبات النهائية في الوقت الحالي، وسيكون جاهزًا لاستقبال الطلاب، مع العام الدراسي الجديد 2017-2018.

نشأة الكلية

تنافس معامل وأجهزة تكرير البترول في السويس، الأنشطة الاقتصادية الأخرى مثل الصيد والسياحة، والاستثمار الصناعي، وذلك بسبب موقعها الجغرافي بخليج السويس وكونها البوابة الجنوبية لقناة السويس، وبسبب هذا الموقع المتميز لذلك وقع الاختيار عليها في حقبة ستينيات القرن الماضي لتحتضن أول معهد في مصر للبترول والتعدين والذي تحول في بضع سنين إلى كلية الهندسة والتعدين.

"في عام 1961 أنشأت وزارة التعليم العالي في مصر المعهد العالي الصناعي للبترول والتعدين، وكان مقره بمنطقة المستعمرة داخل زمام شركة السويس لتصنيع البترول".. يوضح الدكتور محمد الذكي، عميد كلية هندسة البترول والتعدين، وأحد أبناء الكلية، العهد الذي أنشئت فيه الكلية، ويضيف أنه في عام 1966 وقعت وزارة التعليم العالي برتوكول تعاون مع منظمة اليونسكو لتطوير المعهد.

ويقول الدكتور محمد الذكي إن ذلك البروتوكول عاد بالنفع على المعهد، حيث أعيد تأسيس المعامل وتطويرها، وتطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس من خلال التدريب والبعثات الخارجية، وتطوير المقررات الدراسية ومحتوى المناهج للطلاب.

ويشير الدكتور محمد الذكي إلى أن اليونسكو وضعت أيضًا خطة دراسية واستعانت بخبراء أجانب في مجال التنقيب والتعدين، للتدريس بالكلية، مع الاهتمام بالخريج وإرسال المعيدين في بعثات للتعلم.

ويؤكد أن المدرسين في السنوات الأولى بالكلية، والتي كانت معهد حتى ذلك الوقت، كانوا موظفين بوزارة التعليم العالي، وكان العميد فقط هو الحاصل على الدكتوراه.

ويتابع: "بعد نكسة يونيو 1967 وتعرض أغلب محتويات المعهد للتدمير، تقرر نقل الكلية إلى المنوفية، حتى صدر قرار سيادي آخر من الرئيس الراحل أنور السادات، بموجبه عادت الكلية للسويس مرة أخرى، بالمستعمر". ويوضح أن "المستعمرة" كانت جزءًا تابعًا لشركة السويس لتصنيع البترول، ويضم منشآت خصصت كاستراحات للمديرين وكبار موظفي الشركة عقب إنشائها عام 1958.

ويشير إلى أنه في العام 1978، صدر قرار جمهوري بإنشاء جامعة قناة السويس، بمقرها الحالي في الإسماعيلية، ونقلت تبعية الكلية إليها، وكانت الإمكانيات المادية لفرع الجامعة في السويس ضعيفة للغاية، حتى صدر قرار في عام 2012، بإنشاء جامعة السويس التي أصبح لها استقلال مالي وميزانية خاصة بها، وانفصلت بكلياتها.

رأس القائمة

تحتل هندسة البترول والتعدين رأس قائمة كليات القمة، وسبقت في تنسيق الجامعات العام الحالي كليات الطب والهندسة بمختلف جامعات مصر، بمجموع 403.5 لكنها لم تكن هكذا من قبل.

ويقول الدكتور محمد الذكي: "قبل 15 عامًا كانت هندسة البترول تقبل الطلاب الحاصلين على مجموع كليات الهندسة الأخرى أو أقل قليلًا، لكن الوضع تغير مع زيادة إقبال الطلاب على الكلية التي تقبل فقط 100 طالب كل عام، وفقًا لحاجة العمل والفرص المتاحة للخريجين".

ويرجع عميد الكلية سبب ارتفاع المجموع إلى أمرين، الأول أن الكلية لا تخضع للتوزيع الجغرافي، فهي تقبل الطلاب من مختلف المحافظات طالما أن مجموع درجاته في الثانوية العامة يتناسب والحد الأدنى للقبول بالكليات، والثاني هو أنها الكلية الوحيدة التي تدرس مواد البترول والتعدين بهذه الصورة من التخصص ولا توجد أي كلية مناظرة لها في جامعات مصر الحكومية أو الخاصة.

وتضم هندسة البترول خمسة أقسام هي "هندسة البترول، تكرير البتروكيماويات، فلزات ومواد، مناجم، الهندسة الجيولوجية، والاستكشاف وإنتاج البترول"، وهو قسم أضيف للكلية في عام 2005 وتابع لبرنامج التعليم غير التقليدي، ويختلف عن باقي الأقسام أن الالتحاق به يشترط سداد الطالب لمصروفات.

سوق العمل

"لا تقربوا هندسة البترول".. شعار رفعه عدد من خريجي بترول السويس قبل عامين، ولقي حظه من الانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما فشلوا في الحصول على فرصه عمل وفقا لتخصصهم الدراسي.

"الكلية التي تضم أكثر الطلاب تفوقًا وذكاء لا يجدون فرصة عمل بعد التخرج وأغلبنا عمل في مجالات لا علاقة لها بما درس".. يقول محمود سرايا، خريج في قسم هندسة بترول وتكرير عام 2014، ويعمل حاليًا في مجال التسويق وإنتاج أفكار الإعلانات بأحد وكالات الإعلان، مشيرًا إلى أن سوق العمل بات لا يوفر إلا فرصًا محدودة للغاية للخريجين.

ويوضح الدكتور محمد الذكي أن الطلب على خريجي قسم هندسة البترول والبتروكيماويات تراجع في الأعوام الماضية، وكانت آخر الدفعات التي حصلت على فرص عمل جيدة هم من تخرجوا في الكلية عام 2013، مرجعًا ذلك إلى انخفاض سعر النفط عالميا والتوجه إلى الاعتماد على مصادر بديلة للطاقة وأقل تأثيرًا على البيئة، بينما يتصدر المشهد في الوقت الحالي خريجي قسم الفلزات والمواد، ويزداد الطلب عليهم في سوق العمل، كما ظهرت في العامين الماضيين حاجة السوق إلى تخصص الهندسة الجيولوجية.

تجهيز الخريج

"الدراسة عندنا ذي الطب، التدريب الصيفي مش سايب وقت ما بين تدريب الجامعة والعمل في المواقع".. يقول كريم حامد، طالب بالسنة الرابعة ببترول السويس، مضيفًا أن الكلية تُعد الطالب لسوق العمل بعد سنة الدراسة الأولى مباشرة.

ويضيف "كريم": "الطالب بعد تجاوز الفرقة الأولى يلتحق بتدريب الورش، للتعرف على معدات وآلات الإنتاج مثل المخارط وآلات الجلخ، وذلك لكل الأقسام، ويعقب ذلك تدريب على الرسم الميكانيكي والهندسي لكل الدفعات، للتعرف على أجزاء والمعدات ومكوناتها ومراحل الإنتاج المختلفة".

ويشير "كريم"، الطالب بقسم المناجم، إلى أن الكلية توفر لهم تدريب بمواقع العمل في المناجم بمصر، أو بالهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية، بعد تجاوز السنة الدراسية الثالثة، في حين يلتحق باقي زملائه في الاقسام الأخرى بالتدريب في شركات البترول، كُل منهم حسب القسم والتخصص الدراسي".

اهتمام بالنوابغ

في السياق تولى الكلية اهتمامًا بالطلاب النوابغ حتى وإن كان مجال إبداعهم خارج نطاق الدراسة أو تخصصات هندسة البترول، ومن أبرز هؤلاء الطلاب أحمد عنيبة، الطالب بالفرقة الثالثة، الذي يدرس الآن في روسيا بعد حصوله على منحة دراسية في مجال الروبوت.

ويقول أحمد عنيبة لـ"مصراوي" إن القنصلية الروسية أعلنت عبر موقعها الرسمي عن منحة للطلاب الموهوبين في مختلف المجالات الصناعية، فتقدم في مجال الإلكترونيات وصناعة الروبوت والطاقة الإلكترونية، مضيفًا: "قبلوني بعد إجراء اختبار، في مجال الروبوت والطاقة، رغم أني لم أدرسها بالجامعة أو في أي مكان آخر.. إنها هواية نميتها بنفسي".

ويوضح "عنيبة" أنه يعمل في الوقت الحالي على تصميم وابتكار روبوت، باستخدام تكنولوجيا "الكواد كوبتر" وأجهزة استشعار، ودورها بشكل مبسط هو معرفة احتياجات النبات من خلال "مستقبلات" سواء كانت ماءً أو سمادًا أو ضوء الشمس.

فيديو قد يعجبك: