الحاخام الأكبر لإسرائيل يهدد: سنصعد جميعًا على متن الطائرات ونغادر تل أبيب
كتب : محمد جعفر
يتسحاق يوسف
كتب- محمد جعفر:
اندلعت عاصفة من الجدل في إسرائيل بعد تصريحات مثيرة أطلقها الحاخام الأكبر لليهود الشرقيين (السفارديين)، يتسحاق يوسف، هدد فيها بمغادرة البلاد في حال تم تجنيد طلاب المدارس الدينية في الجيش الإسرائيلي، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تحريض ضمني على التهرب من الخدمة العسكرية.
وقالت صحيفة معاريف العبرية إن الحاخام يوسف، خلال درسه الأسبوعي، أدلى بتصريحات مفاجئة قال فيها: "إذا تم تجنيد طلاب المدارس الدينية في الجيش الإسرائيلي، فسوف نصعد جميعًا على متن الطائرات ونغادر إسرائيل."
وأثارت هذه التصريحات موجة إدانات واسعة داخل الأوساط السياسية والإعلامية، إذ اعتبرها البعض خروجًا عن مسؤولية رجال الدين في ظل حساسية قضية التجنيد الإلزامي التي تشهد انقسامًا حادًا بين التيارات العلمانية والمتدينة داخل المجتمع الإسرائيلي.
وكان من أبرز المنتقدين رئيس بلدية عِرَاد، يائير مايان، الذي يشغل منصبه لفترة ثانية، وعُرف سابقًا كمدير عام لسلطة المياه الإسرائيلية، ونشر مايان منشورًا شديد اللهجة على وسائل التواصل الاجتماعي قال فيه: "من يجرؤ على تشجيع التهرب من الخدمة العسكرية يجب أن يُسجن، هؤلاء الذين لا يدرسون في المدارس الدينية يخدعون الجميع ويتجولون في الشوارع، يا للعار والخزي!".
وأثارت تصريحات مايان بدورها نقاشًا حادًا في الفضاء الإلكتروني، حيث تباينت الآراء بين من أيد موقفه باعتباره "شجاعًا وصريحًا"، وبين من رآه إساءة إلى الحريديم (اليهود المتشددين دينيًا) ومصدرًا جديدًا للانقسام المجتمعي.
ووفقًا لما نقلته الصحيفة فقد كتبت إحدى الناشطات من سكان المدينة تعليقًا قالت فيه: "من المؤسف أن تختار شخصيات عامة لغة الإهانة بدلًا من الحوار، يمكننا أن نختلف، لكن دون إذلال، القيادة الحقيقية توحّد ولا تُشعل النار، هذا تدنيس لاسم الرب علنًا!".
وأضافت في منشور لاحق: "بدلًا من توسيع الفجوة، نحتاج إلى قيادة تختار المسؤولية والاحترام المتبادل ومحبة إسرائيل."
وفي المقابل، كتب أحد المؤيدين لرئيس البلدية معلقًا: "أخيرًا قال أحدهم الحقيقة، يجب على الجميع التجنيد، حتى من يدرسون في المدارس الدينية."
ووفقًا لصحيفة معاريف، تُظهر هذه العاصفة السياسية والإعلامية أن قضية تجنيد طلاب المدارس الدينية لا تزال أحد أعمق مصادر الانقسام في المجتمع الإسرائيلي، بين من يطالب بالمساواة في "تحمل العبء الوطني"، ومن يرى أن الانغماس في دراسة التوراة واجب ديني لا يقل أهمية عن الخدمة العسكرية.
ويُذكر أن قضية التجنيد الإجباري لطلاب المدارس الدينية من التيار الحريدي تعد من أكثر القضايا إثارة للجدل في إسرائيل، إذ يعفى آلاف الطلبة من الخدمة بموجب اتفاقات دينية قديمة، الأمر الذي يثير غضب التيارات العلمانية التي ترى في ذلك تمييزًا ومساسًا بمبدأ المساواة بين المواطنين.