إعلان

كيف أشعلت "مقبرة جماعية" حربًا كلامية بين روسيا وفرنسا؟

02:26 م الإثنين 02 مايو 2022

القوات الفرنسية تستعد للخروج من مالي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- سارة أبو شادي

في الساعات القليلة الماضية أثار نبأ العثور على مقبرة جماعية بالقرب من إحدى القواعد العسكرية في مالي والتي استخدمتها القوات الفرنسية مؤخرًا وتم الخروج منها وتسلميها للقوات المالية قبل الأزمة مباشرة.

مزاعم فرنسية

عقب العثور على المقبرة اندلعت حربًا كلامية بين فرنسا وروسيا ليتهما كلًا منهما الآخر بشن حملة تشهير، ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة البي بي سي بشأن الأزمة بعنوان "ما هي اتهامات فرنسا بالعثور على مقبرة جماعية في مالي؟"، بفيد بأنّ فرنسا اتهمت المرتزقة الروس العاملين في مالي بشن حملة تشهير، تشمل إلقاء جثث هناك من أجل إلقاء اللوم على الفرنسيين، لكن الحكومة الروسية رفضت ذلك، بل وأعربت السلطات المالية عن استيائها من المزاعم الفرنسية.

شركة فاجنر

وفقا للتقرير فإنّ القوات الفرنسية سلمت قاعدة عسكرية في مدينة جوسي إلى السلطات المالية في 19 أبريل ليتحرك نحو القاعدة وفقًأ لاتفاق فرنسي مالي جنود ماليون فقط ، لكن وبعد ظهر يوم 20 أبريل ، قال الجيش الفرنسي إن استطلاعه الجوي أظهر عددًا من الجنود الآخرين، الذين وصفهم بـ "القوقازيين" المشتبه في انتمائهم إلى مجموعة شركة فاجنر، وهي منظمة روسية شبه عسكرية، وقد وصفها البعض بأنها شركة عسكرية خاصة، وقد وصلوا إلى هذه القاعدة وهم ينزلون معدات مع القوات المالية المحلية.

حساب تويتر

في ذلك المساء، وحسب تقرير البي بي سي ، قال الفرنسيون في تصريحات إن حسابًا على تويتر نشر زعمًا أنه تم العثور على جثث في جوسي، تركتها القوات الفرنسية المغادرة ، لكن بدون لقطات توضح ذلك، يصف صاحب الحساب بأنه "جندي متقاعد ووطني مالي ومحلل سياسي".

ومباشرة وعقب ملاحظة هذه التغريدة ، أرسل الجيش الفرنسي طائرة بدون طيار للتحقق مما كان يحدث، ليتفاجأ بوجود مجموعة من "الأفراد القوقازيين" بالقرب من حوالي 10 جثث، والتي تم إلقاء الرمال عليها فوقهم من قبل بعض الناس، بينما وقف آخرون بالقرب منهم للتصوير، وبعد نحو ساعتين نشر نفس الحساب صورًا لجثامين تغطيها الرمال إضافة إلى مقطع فيديو لا يتجاوز الـ20 ثانية معلقًا عليهم قائلًا "هذا ما تركه الفرنسيون وراءهم عندما غادروا القاعدة في جوسي. هذه مقتطفات من مقطع فيديو تم التقاطه بعد مغادرتهم"، ثم تم إلغاء تنشيط الحساب منذ ذلك الحين.

إرسال قوات تعزيز

تقول حسب تقرير بي بي سي، إنّه بعد السيطرة على القاعدة في 19 أبريل، تم إرسال قوة تعزيز هناك في 20 أبريل، لكنها تعرضت لإطلاق النار في تلك الليلة من قبل مهاجمين مجهولين، وبعد ذلك تم إرسال دورية استطلاعية في صباح 21 أبريل لتفقد المنطقة وفي حوالي الساعة السادسة والنصف، تم اكتشاف المقبرة الجماعية.

التجسس بطائرة

القوات المالية ألقت باللوم على فرنسا واتهمتها بشكل غير مباشر في التسبب في تلك المقبرة، فخرج المتحدث باسم الجيش، الكولونيل سليمان ديمبيلي، قائلًا إن حالة التحلل المتقدمة للجثث تعني أنها ماتت منذ عدة أيام، لذا فإنّ هذا الأمر يستبعد تورط القوات المالية، خاصة وأنّ حالة التعفن المتقدمة للجثث تشير إلى أن هذه المقبرة الجماعية كانت موجودة قبل فترة طويلة من تسلم مالي القاعدة من القوات الفرنسية.

وخلال مؤتمر صحفي عقده متحدث الجيش في الـ25 من أبريل ونقلته بي بي سي، فإنّ بعض السكان المحليين أبلغوا بالفعل عن اكتشاف مقبرة جماعية، عندما ذهبت السلطات المالية إلى الموقع، وبالرغم من عدم اتهام السلطات المالية فرنسا بشكل مباشر لكنّها وجهت اتهامًا للقوات الفرنسية بالتجسس لتحليق طائرة بدون طيار بالقرب من القاعدة.

روسيا توجه اتهامات لفرنسا

أصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا بشأن الحادث، أعربت فيه عن دعمها لمالي واتهمت فرنسا بإلقاء اللوم على الآخرين في الوفيات، وجاء في البيان مزاعم على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن الجثث التي عُثر عليها في جوسي "التي كانت حتى وقت قريب... مكان العملية الفرنسية".

وربطت روسيا وفقًا للتقرير، عملية اكتشاف المقبرة الجماعية بتقارير عن مجموعة من الرعاة المحليين اعتقلهم جنود فرنسيون بالقرب من جوسي. وزعمت أن "مصيرهم ما زال مجهولا" حتى الآن، لترد فرنسا بأنّها بالفعل قامت ببعض الاعتقالات في المنطقة في الـ17 من أبريل، لكنّه تم إطلاق سراح هؤلاء الأشخاص الآن ، مما يستبعد أن يكونوا الضحايا الذين تم العثور عليهم في جوسي.

حساب مزيف

تبرز بعض الأمور حول حساب تويتر الذي يتهمه الفرنسيون بنشر معلومات مضللة مما يغذي الشكوك حوله، وحسب بي بي سي، فإنّ الحساب تم إنشاؤه فقط في يناير من هذا العام وكان يتم نشره لدعم الجيش المالي وروسيا، وضد الوجود الفرنسي.

وفي تقرير نشرته دويتش فيلة، بعنوان "المجلس العسكري في مالي يتهم فرنسا بالتجسس بعد ظهور فيديو لمقبرة جماعية" حيث توترت العلاقات بين باريس وباماكو بعد استيلاء الجيش المالي على السلطة في انقلاب عام 2020 واتهم الفرنسيون القادة بالتراجع عن عدة اتفاقيات.

اردعاء ارتكاب جرائم

ووفقا لدويتش فيلة، فإنّ مالي ألقت باللوم على فرنسا في تحليقها بطائرات مسيرة بشكل غير قانوني، فوق القاعدة العسكرية في 20 أبريل، أي بعد يوم من تسليم القوات الفرنسية القاعدة إلى السلطات المالية، وتراشقت الاتهامات أيضًا بين الجيش المالي والفرنسي فقال الجيش الفرنسي إنه نشر اللقطات لإظهار أن الحكومة العسكرية في مالي والمرتزقة الروس كانوا يحاولون ادعاء ارتكاب الفرنسيين جرائم خطيرة

فيما قال المجلس العسكري الحاكم في مالي إنه اكتشف المقبرة الجماعية بالقرب من قاعدة جوسي بعد يوم من نشر الفرنسيين اللقطات، وأمر بفتح تحقيق فيها، موجها اتهامًا للقوات الفرنسية بالتجسس عليهم إضافة إلى محاولة الجيش الفرنسي القيام بتخريب عن طريق نشر صور كاذبة تتهم القوات المسلحة المالية بمسؤولية قتل المدنيين بهدف تشويه صورتها.

فيديو قد يعجبك: