إعلان

"المُهلة انتهت".. العراق على صفيح ساخن وترقب لاختيار رئيس وزراء

09:41 م الإثنين 20 يناير 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – إيمان محمود ومحمد صفوت:

بعد انقضاء مُهلة حددها الحراك العراقي، لاختيار رئيس وزراء مؤقت جديد، يتعقّد المشهد من جديد على الساحة العراقية، في ظل تصاعد الاصطدام بين المتظاهرين والشرطة، فيما تترقب الساحة السياسية خروج الرئيس العراقي بُرهم صالح لحسم الموقف.

وخرجت التظاهرات منذ صباح الاثنين، للمطالبة باختيار رئيس حكومة يحل محل رئيس الوزراء المؤقت الحالي عادل عبد المهدي الذي استقال من منصبه في نوفمبرالماضي، إذ أسفرت استقالته عن تأزّم الوضع في البلد الذي يعاني من الفساد.

وأعلنت حكومة عادل عبد المهدي في العراق، استقالتها في نوفمبر الماضي، على خلفية الاحتجاجات العنيفة المميتة التي بدأت في أوائل أكتوبر الماضي، والتي تطالب بإقالة الحكومة وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة، بعد تردي الأوضاع الاقتصادية وسوء مستوى الخدمات الأساسية.

وتتمثل مطالب الحراك الشعبي، في القضاء على الفساد، والتخلص من نفوذ إيران والتدخلات الخارجية في البلاد، خاصة بعد مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في الثالث من يناير الجاري، إثر غارة أمريكية استهدفت موكبه داخل الأراضي العراقية.

وأسفرت أعمال العنف التي تشهدها التظاهرات في أنحاء البلاد، منذ الأول من أكتوبر 2019، عن مقتل نحو 460 شخصا غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفا بجروح، حسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

مُهلة 20 يناير

اليوم، انتهت المُهلة التي حددها الحراك الشعبي، إذ دعا إلى التصعيد في 20 يناير الجاري، إذا ما تمت تحقيق مطالب المواطنين.

من جانبه، دعا رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر، أمس الأحد، لاحترام إرادة المُحتجين في العراق الذين أعلنوا "تصعيد احتجاجاتهم".

وحثّ الصدر، الذي يقود أكبر كتلة سياسية في البرلمان، المتظاهرين على الحفاظ على الاحتجاجات سلمية لتجنب إلحاق الأذى "بأمن" الشعب العراقي.

كما دعا رجل الدين الشيعي، السياسيين العراقيين إلى تسريع العملية وتقديم مرشح "غير مثير للجدل" لمنصب رئيس الوزراء المؤقت لتشكيل الحكومة.

وقال الصدر في البيان "توقفوا عن المماطلة والقتال على الغنائم لأن العراق وشعبه في خطر".

اشتباكات وقطع طرق

اليوم، تصاعدت الاشتباكات بين المُتظاهرين وقوات الأمن، وقالت مصادر أمنية وطبية إن ستة عراقيين، من بينهم شرطيان لقوا حتفهم، وأصيب العشرات في العاصمة بغداد ومدن أخرى، خلال اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، بعد أن تجددت المظاهرات المناوئة للحكومة عقب هدوء استمر عدة أسابيع.

وأضافت المصادر أن ثلاثة من المحتجين توفوا في المستشفى متأثرين بالجروح التي أصيبوا بها بعد أن أطلقت الشرطة الذخيرة الحية في ساحة الطيران في بغداد، وأشاروا إلى أن اثنين أصيبا بأعيرة نارية، بينما أصابت الثالث قنبلة غاز مسيل للدموع.

وقالت المصادر إن الشرطة قتلت محتجا رابعًا في مدينة كربلاء.

وفي العاصمة بغداد، سيطر المتظاهرون على جسر محمد القاسم، الذي شهد اشتباكات بين المحتجين وقوى الأمن، الأمر الذي أدى لسقوط قتيلين من المحتجين بالرصاص الحي، بحسب ما نقلته شبكة "سكاي نيوز" عن مصادر طبية عراقية.

وأضافت المصادر العراقية، أن الاشتباكات أدت لوقوع العديد من الإصابات التي وصلت لنحو 66 حالة بينهم 14 ضابطًا.

وقالت خلية الإعلام الأمني العراقية: إن " 14 من عناصرها أصيبوا جراء تصديهم لمجموعة ممن وصفتهم بـ "مثيري الشغب" في ساحة التحرير وسط بغداد".

وأكدت، في تغريدات على تويتر، إصابة آمر اللواء الثالث في الفرقة الأولى بالشرطة الاتحادية بكسر في الساق، لافتة إلى أن "القوات مستمرة بضبط النفس ومتابعة واجباتها الأمنية المكلفة بها.

وفي البصرة جنوبي العراق، هاجم أفراد من ميليشيات موالية لإيران ساحة الاعتصام المدينة رافعين صور قاسم سليماني.

وتكرر إغلاق طرق رئيسية عدة في محافظة مختلفة من العراق، كان آخرها إغلاق محتجين طريق القناة السريع في ضاحية بغداد الشرقية.

مخاوف دولية

عبّرت منظمة العفو الدولية عن خيبة أملها من تصاعد العنف في العراق في الأيام الأخيرة، قائلة إن هناك تقارير مخيبة للآمال تفيد بقيام قوات الأمن العراقية مرة أخرى باستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين في بغداد.

وأضافت المنظمة في تغريدة لها على حسابها في تويتر: "من حق كل عراقي أن يكون لديه الحرية بالاحتجاج السلمي ومن واجب قوات الأمن العراقية حماية هذا الحق".

من جانبها، حثّت جانين هينس بلاشيرت، مبعوثة الأمم المتحدة لدى العراق، بغداد اليوم الاثنين، إلى الإصلاح وعدم إثارة العنف، ومحاولة حماية المتظاهرين السلميين.

وأعربت بلاشيرت عن قلقها إزاء العنف خلال الاحتجاجات التي تجتاح العراق، موضحة أن الاحتجاجات العراقية، وقتل وإصابة المتظاهرين في البلاد، إلى جانب من الوعود التي لم يتم تنفيذها أسفرت عن أزمة كبيرة.

وحذرت بلاشرات، من أنه يجب ألا تطغى التطورات الجيوسياسية على المطالب المشروعة للشعب العراقي، لافتة إلى أن هذا سيزيد من غضب الرأي العام وانعدام الثقة، داعية بغداد الى بذل كل ما بوسعها لحماية المتظاهرين السلميين، داعية المتظاهرين إلى الالتزام بالسلام وتجنب أعمال العنف وتدمير الممتلكات.

رئيس وزراء "خلال ساعات"

ونقلت وسائل إعلام عراقية، الاثنين، عن مصادر لم تذكرها، أن الرئيس العراقي برهم صالح سيكلف خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة رئيس وزراء جديد.

وقالت إنه سيكون شخصية من بين ثلاث، عُرضت عليه لتشكيل الحكومة الجديدة التي يديرها منذ شهرين رئيس الحكومة المستقيل بضغط المحتجين والمرجعية الشيعية العليا عادل عبد المهدي.

وقال النائب حسن خلاطي عن تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، في تصريح صحفي نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية، إن صالح يدرس سيرة ومواصفات ثلاثة مرشحين له تواصل مع ما وصفها بالقوى السياسية والجماهيرية لترشيح احدها لرئاسة الحكومة الجديدة التي ستتولى الاعداد لانتخابات مبكرة.

وأشارت مصادر عراقية إلى أنّ المرشحين الثلاثة هم كل من مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات الوطني حاليا وعلي الشكري مستشار الرئيس العراقي حاليا وزير التخطيط سابقا ومحمد توفيق علاوي وزير الاتصالات السابق.

فيديو قد يعجبك: