إعلان

بعد افتتاح "البيت الإبراهيمي" بالإمارات.. ماذا قال شيخ الأزهر عن الديانة الإبراهيمية؟

12:43 م الثلاثاء 21 فبراير 2023

البيت الإبراهيمي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

شهدت دولة الإمارات، الخميس الماضي، افتتاح "بيت العائلة الإبراهيمية"، تطبيقًا لاتفاقية الأخوة الإنسانية التي وقعت بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان مطلع فبراير 2019، في أبو ظبي.

اقرأ أيضا:

الإمارات تفتتح أول كنيس يهودي في أبو ظبي

ووقع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا فرنسيس الثاني بابا الفاتيكان، على حجر أساس إنشاء بيتي الله على أرض الإمارات، مطلع فبراير 2019، خلال فاعليات التوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية، بالإمارات.

ودشن شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، مسجدا يحمل اسم "أحمد الطيب"، وكنيسة "القديس فرنسيس" على هامش توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية.

اقرأ أيضا:

البابا فرنسيس وشيخ الأزهر يوقعان "وثيقة الأخوة الإنسانية" بأبو ظبي

و"بيت العائلة الإبراهيمية" يجمع الديانات السماوية الثلاث تحت سقف صرح واحد، ترجمة لأهداف وثيقة "الأخوة الإنسانية"، وتم تدشينه تخليدا للزيارة التاريخية لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس الثاني، للإمارات العربية فبراير 2019.

اقرأ أيضا:

الإمارات تأمر بتشييد "بيت العائلة الإبراهيمية" تخليدًا لزيارة البابا فرنسيس

ولم يشارك فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، في فاعليات افتتاح البيت الإبراهيمي والتي تمت الخميس الماضي بالعاصمة الإماراتية.

ويرصد "مصراوي" تصريحات فضيلة الإمام الأكبر عن الديانة الإبراهيمية على النحو التالي:

وحذر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، خلال كلمته في احتفالية مرور عشر سنوات على تدشين بيت العائلة المصرية، من ما يسمى بالديانة الإبراهيمية، في نوفمبر 2021، بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر.

وأكد شيخ الأزهر، أن محاولة الخلط بين تآخي الإسلام والمسيحية في الدفاع عن حق المواطن المصري في أن يعيشَ في أمنٍ وسلامٍ واستقرارٍ، الخلطُ بين هذا التآخي وبين امتزاج هذين الدِّينين، وذوبان الفروق والقسمات الخاصة بكلٍّ منهما.. وبخاصة في ظل التوجُّهات التي تُنادي -بـ"الإبراهيمية" أو الدين الإبراهيمي، نسبةً إلى إبراهيم -عليه السلام- أبي الأنبياء ومجمع رسالاتهم، وملتقى شرائعهم، وما تطمحُ إليه هذه التوجهات –فيما يبدو– من مزج اليهودية والمسيحية والإسلام في رسالةٍ واحدة أو دِين واحد يجتمعُ عليه الناس، ويُخلصهم من بوائق النزاعات، والصراعات التي تُؤدي إلى إزهاق الأرواح وإراقة الدماء والحروب المسلحة بين الناس، بل بين أبناء الدِّين الواحد، والمؤمنين بعقيدةٍ واحدة.

وأكد أنَّ أمانة الكلمة تقتضي التوضيح والتنبيه على أمر مهم قطعًا للشكوك والظنون التي يُثيرها البعضُ، في محاولةٍ منهم لصرف الأنظار عن كيان بيت العائلة المصرية، ويريدون تركه يموت موتًا رحيمًا، أو يبقى جثةً هامدة بين الحياة والموت.

وأوضح شيخ الأزهر أنَّه «من منطلق إيماننا برسالاتنا السماوية نُؤمن بأنَّ اجتماع الخلق على دِينٍ واحدٍ أو رسالةٍ سماوية واحدة أمرٌ مستحيل في العادة التي فطر الله الناس عليها، وكيف لا، واختلافُ الناس، اختلافًا جذريًّا، في ألوانهم وعقائدهم، وعقولهم ولغاتهم، بل في بصمات أصابعِهم وحديثًا بصمات أعينِهم، كلُّ ذلك حقيقةٌ تاريخية وعلمية، وقبل ذلك هي حقيقة قُرآنية أكَّدها القرآن الكريم ونصَّ على أنَّ الله خلق الناس ليكونوا مختلفين، وأنه لو شاء أن يخلقهم على مِلَّةٍ واحدة أو لونٍ واحد أو لغةٍ واحدة أو إدراك واحد لفعَل، لكنه -تعالى- لم يشأ ذلك، وشاء اختلافَهم وتوزُّعَهم على أديان ولغات وألوان وأجناس شتى لا تُعد ولا تُحصى، ثم بيَّن أن هذا الاختلاف باقٍ ومستمر في الناس إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها.

واستشهد بقول الله تعالى ﴿وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾ [هود: 118]، موضحًا أنَّ الله تعالى بين أنَّه كما خلَقَ المؤمنين من عبادِه، خلَقَ منهم الكافرين أيضًا، يقول الله تعالى في أوائل سورة التغابن: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [التغابن: 2].

وأشار شيخ الأزهر، إلى أنَّ انفتاحَ الأزهر وعلماءه على كنائس مصر ورجالها وقادتها، وفي مقدمتها الكنيسةُ الأرثوذكسية، وكذلك انفتاح الكنائس المصرية على الأزهر، ليس كما يُصوِّرُه البعض محاولةً لإذابة الفوارق بين العقائد والملل والأديان، مبينًا أنَّ هذا البعض يَصعُب عليه فهمُ الفرق بين احترام عقيدة الآخَر وبين الإيمان بها، وأنَّ احترامَ عقيدة الآخَر شيءٌ والاعترافَ بها شيءٌ آخَرُ مختلفٌ تمامَ الاختلاف وفي هذا الإطار يستقيمُ فهمنا لقوله تعالى: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ [البقرة: 256]، وقوله: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ [المائدة: 48]، وغيرها من آيات القرآن الكريم.

وتابع أنَّ انفتاحُ الأزهر على المؤسسات الدِّينيةِ داخل مصر، وخارجها، هو انفتاحٌ من أجل البحث عن المشتركات الإنسانية بين الأديان السماوية، والتعلُّق بها لانتشال الإنسانية من أزمتها المعاصرة، وتحريرها مِمَّا حاق بها من ظلم القادرين، وبغي الأقوياء وغطرسة المتسلِّطين على المستضعفين.

اقرأ أيضا:

حذر منها شيخ الأزهر وتُوصف بالدعوة الخبيثة.. ما هي الديانة الإبراهيمية؟

فيديو قد يعجبك: