إعلان

اكتشافات الغاز تفتح شهية شركات البترول العالمية للاستثمار في مصر

11:43 ص الخميس 14 فبراير 2019

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- مصطفى عيد:

أسفرت نتائج مزايدتي وزارة البترول لعام 2018 للتنقيب والبحث عن البترول والغاز الطبيعي، عن فوز عدد من الشركات العالمية بمناطق البحث والاستكشاف في إشارة إلى اهتمام قوي بهذا القطاع الواعد في مصر.

وقال خبراء في قطاع البترول لمصراوي، إن الاكتشافات الأخيرة التي حققتها مصر بمجال الغاز في السنوات الأخيرة، وعلى رأسها حقل ظهر، أكبر حقول البحر المتوسط، فتحت شهية الشركات العالمية لإيجاد موضع قدم لها في مصر سواء بالبحر المتوسط أو الصحراء الغربية أو الشرقية أو خليج السويس أو حتى البحر الأحمر.

ويرى الخبراء، أن دخول هذه الشركات للاستثمار في مصر هو مؤشر على أن مصر قد تكون على موعد مع المزيد من اكتشافات البترول والغاز وزيادة إنتاجها منهما مما ينعكس على الاقتصاد بشكل عام.

وشملت نتائج المزايدتين والتي أعلنها الوزير طارق الملا يوم الثلاثاء على هامش مؤتمر "إيجبس 2019"، دخول شركة إكسون موبيل إحدى أكبر الشركات الأمريكية للعمل لأول مرة في مجال البحث والتنقيب عن الغاز في مصر.

كما فازت شركة رويال داتش شل بخمسة مناطق دفعة واحدة، كما فازت شركات إيني الإيطالية، وبي بي البريطانية، وديا الألمانية ببعض هذه المناطق.

وقال طارق الحديدي الرئيس التنفيذي لهيئة البترول سابقا، لمصراوي، "هذه الشركات عندما تستثمر في بلد معينة، فهذا أمر يؤكد ثقتها في مناخ الاستثمار بهذا البلد، كما أنه يشير إلى أنها تعتقد أنه لا يزال هناك مجال للاستكشاف في تلك البلد والثروة البترولية بها. فهي تتوقع أن تستثمر وتنفق أموالا لتحقق عائدا في المقابل بنهاية المطاف".

وأشار الحديدي إلى أن التنقيب والاستكشاف في مناطق الامتياز البحرية يحتاج إلى تكلفة استثمارية عالية ويحمل مخاطرة كبيرة أيضا، وهو ما يتوافر لدى الشركات العالمية التي تملك تكنولوجيا متقدمة وملاءة مالية تسمح لها بالاستثمار في هذا المجال.

واعتبر شامل حمدي وكيل وزارة البترول الأسبق، فوز إكسون موبيل بإحدى مناطق الاستكشاف من أهم النتائج التي تحققت في المزايدتين الأخيرتين، وهو ما اتفق معه الحديدي.

وقال حمدي لمصراوي، إن إكسون موبيل تتبادل دور أكبر شركة في العالم في هذا المجال مع شركة شل، وبالتالي دخول شركة بهذا الحجم إلى مصر سيدفع المزيد من الشركات إلى محاولة التواجد في المزايدات المقبلة، ويشجع على المزيد من اكتشافات الغاز والزيت الخام.

وذكر طارق الحديدي أن فوز شركة شل بخمس مناطق للاستكشاف، وفوز شركة إيني بمنطقتين يعتبر امتدادا للتعاون بينهما وبين قطاع البترول المصري الذي يعود إلى سنوات طويلة، والثقة المتبادلة، ومؤشرا على أن مصر لا تزال واعدة في مجال الاستكشاف والإنتاج.

الاكتشافات الجديدة وراء جذب الشركات

تتوقع مصر أن يتراوح الحد الأدنى لاستثمارات الاتفاقيات المعلنة من نتائج المزايدتين بين 750 و800 مليون دولار، حسبما قال الوزير خلال مؤتمر صحفي أول أمس على هامش مؤتمر "إيجبس 2019"، المنعقد بالقاهرة.

وكانت وزارة البترول طرحت المزايداتين خلال العام الماضي، حيث تضمنت مزايدة هيئة البترول لعام 2018 للبحث عن البترول والغاز في 11 منطقة في خليج السويس والصحراء الشرقية والغربية، كما تضمنت مزايدة الهيئة البحث عن البترول والغاز في 16 منطقة بالبحر المتوسط ودلتا النيل.

وتتزامن نتائج المزايدتين مع إعلان شركة دانة غاز الإماراتية بدء أعمال الحفر هذا العام في منطقة تقول إنها ربما تصبح ثاني حقل عملاق للغاز بمصر في البحر المتوسط بأحد مناطق الامتياز بشمال العريش، بعدما أشارت بيانات سيزمية إلى وجود احتياطيات بنحو 20 تريليون قدم مكعبة، بحسب وكالة رويترز.

وتعتبر حقول الغاز المكتشفة في الفترة الأخيرة في مصر، وعلى رأسها حقل ظهر العملاق، والذي يحوي احتياطيات تقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعبة، أحد أهم عوامل جذب الشركات العالمية ومشاركتها في المزايدات الأخيرة، بحسب شامل حمدي، وهو ما يشير إلى مستقبل واعد يحمل اكتشافات جديدة في الطريق.

وقال الحديدي إن الاكتشافات الأخيرة لحقول الغاز وعلى رأسها اكتشاف ظهر كان لها تأثير إيجابي جدا وعناصر جذب دفعت المزيد من الشركات العالمية للدخول إلى مصر والاستثمار فيها بمجال التنقيب عن البترول والغاز.

"اكتشاف حقل ظهر أكد ما كان يتردد قبل اكتشافه من مؤشرات بوجود احتياطي كبير من الغاز في المياه المصرية، وهو ما شجع شركات أخرى للحصول على مناطق جديدة في البحر المتوسط من أجل الاستكشاف فيها، وذلك تزامنا مع ظهور مؤشرات إيجابية بشأن حقل نور للغاز الطبيعي في البحر المتوسط شمال العريش أيضا"، وفقا للحديدي.

وبدأت مصر الإنتاج من حقل ظهر في ديسمبر 2017، بمعدل إنتاج 350 مليون قدم مكعبة غاز يوميا، وذلك في العام الذي شهد بدء الإنتاج أيضا من 3 حقول أخرى للغاز الطبيعي وهي آتول، ونورس، وشمال الإسكندرية.

وتضاعف إنتاج حقل ظهر عدة مرات، منذب بداية تشغيله، ليزيد حاليا على 2.1 مليار قدم مكعبة يوميا، وتتطلع وزارة البترول لزيادة معدلات الإنتاج إلى 3 مليارات قدم مكعبة يوميا خلال العام الجاري.

وحققت مصر الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي في سبتمبر الماضي، مع زيادة الإنتاج من هذه الحقول وعلى رأسها ظهر، وهو ما أدى للتوقف عن استيراد شحنات الغاز المسال من الخارج.

ويرى حمدي في إقبال الشركات العالمية على مزايدة التنقيب عن البترول مؤشرا على أن المناطق التي تضمنتها المزايدة لديها فرص واعدة لاكتشاف حقول الزيت الخام في ظل الحاجة لحدوث اكتشافات كبيرة فيه مثلما حدث مع الغاز.

وعملت الحكومة على سداد جزء كبير من المستحقات المتأخرة للشركات الأجنبية، وهو ما ساهم في عودة هذه الشركات مرة أخرى للاستثمار في مصر.

وانخفضت مستحقات الشركاء الأجانب لدى مصر إلى 1.2 مليار دولار بنهاية العام المالي الماضي، بعد أن كانت وصلت إلى 6.3 مليار دولار في منتصف 2013.

التحول لمركز إقليمي للطاقة

تسعى مصر للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز الطبيعي والبترول، وقطعت الحكومة شوطا كبيرا في طريقها نحو تحقيق هذا الهدف عبر عدد من الإجراءات التي نفذتها خلال العامين الماضيين.

وقال مسؤولون تنفيذيون في مؤتمر إيجيبس للبترول الذي عقد في القاهرة الأسبوع الجاري، والذي حضره رؤساء شركات من بينها بي.بي وشل، إن مميزات مصر كمركز للطاقة تشمل البنية التحتية المطورة جيدا، والخبرات في القطاع، وقوة الطلب المحلي، وموقع البلاد الاستراتيجي بين أوروبا وآسيا، والذي يسمح لها بتصدير الغاز غربا وشرقا اعتمادا على الأسواق.

وتأمل مصر في الاستفادة من محطات التسييل، التي لم تستغل لفترة طويلة بالقدر الكافي والتي تحول الغاز إلى غاز مسال، لتصدير الغاز لأنحاء البحر المتوسط إلى جانب غاز جيرانها، بما في ذلك إسرائيل التي قالت إنها ستضخ الغاز إلى مصر في وقت لاحق من العام الجاري.

ويرى حمدي أن زيادة إنتاج الغاز والبترول يتيح لمصر الاكتفاء الذاتي منهما، وعمل قيمة مضافة سواء من خلال التكرير أو المشروعات البتروكيماوية، وفي نفس الوقت تصدير هذه المنتجات للخارج وزيادة تدفقات العملات الأجنبية وزيادة نمو الاقتصاد، وأيضا التحول لمركز كبير لتداول هذه المنتجات.

مزايدة البحر الأحمر

يرى الخبيران أن إقبال الشركات العالمية على المزايدتين الأخيرتين لا يعد بالضرورة مؤشرا على تحقيق نفس الإقبال على المزايدة التي تسعى مصر لطرحها قريبا للاستكشاف في مناطق البحر الأحمر لأول مرة.

وأشارا إلى أن إقدام الشركات في هذه الحالة على التنقيب في هذه المنطقة البكر من عدمه سيعتمد بشكل أساسي على نتائج دراسات المسح السيزمي الذي نفذته وزارة البترول مؤخرا بهذه المنطقة، موضحين أن بعض الشركات قد تفضل انتظار ما ستسفر عنه هذه المزايدة من نتائج قبل الإقدام بقوة على الاستثمار في هذه المنطقة.

اقرأ أيضًا:

ما هو حقل "ميراك" العملاق الثاني المنتظر للغاز في مصر؟

رئيس "شل" : نهدف لزيادة صادرات الغاز المسال من مصر

شركات عالمية تفوز بمزايدتين للبحث عن البترول والغاز في مصر باستثمارات 800 مليون دولار

"دانة غاز" الإماراتية تتطلع لاكتشاف ثاني أكبر حقول الغاز في مصر

فيديو قد يعجبك: