بعد تصريح حسام زكي.. متى "تواتي الظروف" لتفعيل الناتو العربي؟
كتبت- سهر عبد الرحيم:
القمة العربية الإسلامية
"الظروف غير مواتية لمناقشة تفعيلها"، هكذا علق السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، على إمكانية تفعيل اتفاقية "الدفاع العربي المشترك" خلال القمة العربية الإسلامية الاستثنائية في الدوحة للرد على الهجوم الإسرائيلي السافر الذي استهدف العاصمة القطرية.
ورغم أن مشروع البيان الختامي لقمة الدوحة الذي صدر أمس الأحد كان مخيبًا لآمال الشارع العربي والإسلامي، إذ اقتصر على عبارات الشجب والإدانة الشديدة للهجوم الإسرائيلي الإجرامي والعدائي كما وصفها، فإن زكي اعتبر أن مخرجاتها تتسم بـ"العقلانية" وأن بعض الاتجاهات الشعبوية "غير عقلانية" وقد تذهب بالأوضاع إلى منزلقات.
في هذا السياق، علق أستاذ العلوم السياسية، إكرام بدر الدين، على تصريحات السفير حسام زكي بشأن اتفاقية "الدفاع العربي المشترك"، قائلًا إنه ليس المطلوب من القمة التي تستضيفها الدوحة الآن أن تتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل.
وأوضح بدر الدين خلال حديثه لـ"مصراوي"، أن المطلوب من هذه القمة العربية ألا تقتصر على إصدار عبارات شجب وإدانة فقط، وإنما أن يكون هناك موقف عملي على الأرض يتعلق باتخاذ إجراءات عملية ضد إسرائيل، بحيث يمثل نوعًا من الردع القوي ضدها.
بدائل أقل كلفة وأكثر واقعية
قال الدكتور بدر الدين، إن السفير حسام زكي ربما يقصد أن الظروف الحالية غير مواتية لاتخاذ إجراءات عسكرية، إنما المأمول أن تُتخذ إجراءات تؤلم إسرائيل، وليست بالضرورة أن تكون عسكرية، وإنما يكفي أن تكون عقوبات اقتصادية وتجارية أو تخفيض التمثيل الدبلوماسي، "نحن نتحدث عن أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية، وهذه كتلة مؤثرة"، وفق قوله.
وتابع أنه يمكن أيضًا اتخاذ إجراءات مثل منع السفن والطائرات الإسرائيلية من العبور خلال أقاليم الدول العربية والإسلامية، معتبرًا أنها ستكون ضربة موجعة للغاية للاقتصاد الإسرائيلي.
وأعرب أستاذ العلوم السياسية عن أمله ألا تقتصر الأمور على الإدانة الشديدة كسابقاتها، وإنما اتخاذ إجراءات على الأرض، وخاصة أنه ليس هناك رادع دولي ضد إسرائيل، لذلك تتمادى في انتهاكاتها التي وصلت إلى "جرائم حرب" وانتهاك للقانون الدولي والمجتمع الدولي ومنظماته.
75 عامًا دون تفعيل
وردًا على سؤال حول: متى تواتي الظروف لتفعيل الاتفاقية؟، أشار الدكتور إكرام بدر الدين، إلى أن اتفاقية "الدفاع العربي المشترك"_ناتو عربي تشارك فيه الجيوش العربية للدفاع عن أراضيها ضد أي اعتداء_ يتم الحديث عنها منذ عام 1950 ولم تُفعل طوال مدة الـ75 عامًا، لذلك نحن نتحدث عن الإجراءات الأقل التي تتمثل في العقوبات الاقتصادية والتجارية والدبلوماسية، خاصة وأن للحرب تكلفة ثمينة وخطورة عالية، والولايات المتحدة تساند إسرائيل بشدة.
كما لم يستبعد أن نشهد تحركًا قانونيًا في المحاكم الدولية من الدول العربية أو الإسلامية ضد إسرائيل، قائلًا إن ذلك ممكن الحدوث. ولكن يبقى السؤال: "ما جدوى ذلك؟"، إذ سبق أن صدرت قرارات من محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتهم ارتكاب جرائم حرب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، لكنها لم تُنفذ حتى الآن.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن عدم جدوى هذه القرارات يكمن في أن تنفيذها يحتاج إلى قرار من مجلس الأمن الدولي، وهو أمر يستحيل تحقيقه على أرض الواقع بسبب الفيتو (حق النقض) الأمريكي.