إعلان

معاناة مزدوجة| منكوبي الزلزال في سوريا.. ضحايا غضب الطبيعة والحرب الأهلية

10:15 م الأربعاء 08 فبراير 2023

تعمل فرق الإنقاذ في سوريا على البحث عن الناجين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد صفوت:

تعمل فرق الإنقاذ في سوريا على البحث عن الناجين وسط ظروف مناخية صعبة لانخفاض درجات الحرارة وندرة المساعدات الإنسانية التي تصل إلى سوريا التي مزقتها الحرب الأهلية، لاسيما في غياب أي آليات كبيرة ووسائل تقنية حديثة للمساعدة في البحث عن ناجين.

ويواصل عداد الموت حصد المزيد من الأرواح في سوريا إذ أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 3135 شخصًا وإصابة أكثر من 5 آلاف على الأقل في أحدث حصيلة لضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد يوم الاثنين بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر.

وضع صعب في سوريا

اتساع رقعة المناطق المتضررة والظروف المناخية الصعبة يعرق عمل عناصر الإنقاذ والإسعاف في سوريا فضلاً عن قانون قيصر الذي يمنع وصول المساعدات لسوريا الممزقة بفعل الحرب الأهلية. ففي الشمال السوري حيث تسيطر المعارضة لا تزال عائلات كثيرة عالقة تحت الأنقاض مع نقص شديد في المستلزمات الطبية ومراكز الإيواء. وتكافح منظمات الإغاثة والدول من أجل توفير خدمات لوجستية وإرسال مساعدات طارئة إلى سوريا.

1

وناشدت الحكومة السورية، الاثنين، كافة الدول الهيئات الاممية تقديم الدعم والمساعدة لضحايا الزلزال الذي ضرب مناطق شمال البلاد. ووعدت عشرات الدول بإرسال مساعدات إلى سوريا، من بينها مصر والإمارات والسعودية. وقالت الأمم المتحدة إن لديها فرق عمل على الأرض تعمل على تقييم الموقف وتقدم المساعدة.

ودعت الأمم المتحدة، الأربعاء، الحكومة السورية إلى "وضع السياسة جانبًا" وتسهيل إيصال المساعدات الى المناطق المنكوبة بفعل الزلزال في شمال غرب سوريا. وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا المصطفى بن المليح، في تصريحات أوردتها وكالة "رويترز" للأنباء، إن العقوبات على سوريا تضر بالعمل الإنساني فيها، ومنعت وصول مساعدات مادية بملايين الدولارات للمتضررين من الزلزال.

العقوبات وإغلاق المعابر عائق أمام المساعدات

2

قال خالد حبوباتي رئيس الهلال الأحمر السوري إن المنظمة مستعدة لإيصال المساعدات الإغاثية لجميع مناطق سوريا بما في ذلك المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وحث الأمم المتحدة على تسهيل الأمر.

وأبدى العاملون في مجال الإغاثة قلقهم من من ازدحام معبر باب الهوى في حال كان المنفذ الوحيد لعبور المساعدات الإنسانية. بدوره استبعد المبعوث السوري لدى الأمم المتحدة، بسام الصباغ، إعادة فتح أي معابر حدودية أخرى إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وأصر على ضرورة عبور كل المساعدات "من داخل سوريا" قائلاً إن من يرغب بمساعدة سوريا بإمكانه التنسيق مع الحكومة ونحن سنكون على استعداد للقيام بذلك.

وأوضحت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أن المشكلة ليست بإدارة معبر باب الهوى، لافتة إلى أن المساعدات الإضافية عالقة بسبب تضرر الطريق الذي تمر منه الشاحنات.

3


لعل أبرز موانع وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة الأراضي السورية وما يعيق التنسيق بين الدول والحكومة السورية، "قانون قيصر" الذي ينص القانون على فرض عقوبات اقتصادية وقانونية تنال حوالي 39 شخصية سورية معروفة، وعلى رأسهم الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته، إضافة إلى منع دخول أي مساعدات إنسانية إلى سوريا.

اتحاد عربي لإيصال المساعدات لسوريا

الزلزال المدمر طرح العديد من الأسئلة بشأن إيصال المساعدات إلى سوريا، بينها ضرورة إيجاد صيغة للتنسيق مع الحكومة السورية أو تحدي قانون قيصر بهدف دعم السوريين في محنته.

الدول العربية والإسلامية أقدمت على تقديم المساعدات للجانب السوري، إذ أرسلت مصر إلى سوريا 3 طائرات تحمل مساعدات إنسانية وطبية، كذلك بعثت الجزائر طاقم إنقاذ إلى سوريا، وأعلن العراق فتح جسر جوي مع سوريا وتركيا، فيما فتح لبنان مجال التنسيق مباشرة مع نظام الأسد، ومكن المنظمات والشركات من استخدام الموانئ والمطارات لاستقبال المساعدات التي ترد إلى سوريا من أي دولة أو جهة.

4

وصلت طائرتين إماراتيتين تحملان مساعدات إنسانية إماراتية إلى مطار دمشق ضمن الجسر الجوي ضمن عملية "الفارس الشهم 2" لتقديم مساعدات للمتضررين من الزلزال، فيما وجه العاهل السعودي بتسيير جسر جوي وتقديم مساعدات صحية وإيوائية وغذائية ولوجستية لتخفيف آثار الزلزال على الشعبين السوري. كذلك أعلن الأردن والكويت وقطر وتونس ودول عربية أخرى تقديم مساعدات إنسانية لسوريا.

أما بخصوص الجانبين الأوروبي والأمريكي، فلا يوجد أيّ تنسيق مع أيّ جهة سورية، ويتم التنسيق مع الجانب التركي لوصول فرق الإنقاذ ومساعدات الإغاثة إلى تركيا ومن ثمة إلى سوريا برًا. ويفرض الغرب، وخصوصاً الولايات المتحدة، عقوبات على النظام السوري تحظر التعامل معه. هذا وتتجنب الحكومات الأجنبية والعديد من منظمات الإغاثة الدولية توجيه المساعدات مباشرة من خلال الحكومة بسبب العقوبات.

ويأمل العاملون في المجال الإغاثي في تفعيل كافة المعابر الحدودية في سوريا البالغ عددها 4 معابر بهدف إيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة، إذ جرى خلال سنوات الحرب تقليص المعابر المخصصة للمساعدات من أربعة إلى معبر واحد هو "باب الهوى". وتقول الأمم المتحدة إن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى دعم إنساني أكبر من أي وقت مضى منذ بدء الحرب، إذ يحتاج 70% من السكان للمساعدة. وفي بادرة أمل من المقرر أن تقلع طائرتي شحن تحملان إمدادات منظمة الصحة العالمية ستصل الأولى إلى دمشق يوم الخميس والثانية يوم الجمعة.

7

فيديو قد يعجبك: