إعلان

تصريحات إعلامية غامضة للرأي العام.. إفادة أم ضرر للدولة؟

عمر النجار

تصريحات إعلامية غامضة للرأي العام.. إفادة أم ضرر للدولة؟

عمر النجار
07:00 م الأربعاء 28 مايو 2025

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تابعنا على

أعطت الدولة الفرصة لأسماء إعلامية تصل من خلالها إلى ملايين المواطنين لعلَّها تستطيع أنْ تُصيغ رِسالتها بشكل احترافي لا أنْ يتم تأويلها أو فهمها بشكلٍ خاطىء من جانب الجمهور..

فـ إذ هذه الوجوه الإعلامية تَسعى إلى إطلاق الرسالة وعرضها على الشاشة دون صِياغتها بلْ نقلها بشكل فارغ من الاحترافية.

ولمْ تكتفِ الدولة بإعطاء الفرصة لهؤلاء الإعلاميين مُقيدة بمدة زمنية محددة بلْ أعطتهم أعوامًا عديدة كي يتمكنوا من تغيير صياغتهم للوصول إلى أداء احترافي إلا أنهم قد أضاعوها على مدار الأعوام بسوء الصياغة المِهنية إلى أنْ انخفضت مصداقيتهم.

طبعًا، كان لافتًا حديث هؤلاء الإعلاميين وتحذيرهم من مَسار الأيام القادمة، إلا أنَّ اللافت أكثر هو تركيز معظم المصريين في الخارج- الذين يُسهمون بجزء كبير في دعم العملة- مع هذه التصريحات الإعلامية الغامضة.

إذا سَتكون الدولة ممثلة في الحكومة مطالبة في شرح وتوضيح ما قاله هؤلاء الإعلاميين خلال الأيام الماضية بشأن تصريحاتهم الغامضة بدلاً من أن يكون هؤلاء الإعلاميين هم أداة الدولة في تبسيط وشرح المعلومة.

لأنه إذا ما تعددت الأصوات من هؤلاء الإعلاميين بشأن إطلاق تنبيهات للمواطنين من الأيام القادمة، فهذا يعني أنَّ المواطن على مختلف ثقافته قد يَذهب بالتحليل إلى قضايا قد لا يكون لها علاقة بما حذر هؤلاء الإعلاميين منها وتُصبح الدولة مُطالبة بتوضيح أكثر لتصريحات الإعلاميين بدلاً من العكس.

وكلّما مرَّ الوقت دون توضيح تصريحات الإعلاميين زادت الهُوة بين الحكومة والمواطنين، والتي رُبما قد يكون لها تأثيرات سلبية على أي من القطاعات الاقتصادية، خاصة وأنَّ الدولة دخلت في تحسن ملحوظ في استقرار سعر الصرف بل وانخفاض طفيف في سعر الدولار أمام الجنيه.

وبإطلاق مثل هذه التصريحات الغامضة من هؤلاء الإعلاميين، لم يَعد الإعلام سندًا استراتيجيًا فعّالاً للدولة بل ولم يَعد شريكًا تضامنيًا أيضاً في صياغة البيانات التي تظهر أمام الرأي العام، لكون تصريحات الإعلاميين الغامضة قد يبحث المواطن عن تفسيرها أو تحليلها من خلال منصات مُعادية للدولة المصرية..

لأنه لم يعد سهلاً التهرب من أسئلة واستفسارات المواطنين في الداخل والخارج.

ومؤخرًا، أصبحنا في مَسار حفلة من المتاهات بإطلاق تصريحات غامضة قد يتم تأويلها بالإيجاب أو السلب، وبهذا قد تكون مؤسسات الدولة هيَّ الخاسر الأكبر من هذا الإعلام.

وبعيدًا عن لُغة المهنية والاحترافية- التي تخترق جدران العقول وإزالة التشويش عنها- كان يَجب على هؤلاء الإعلاميين تجنب الإدلاء بأي تصريحات قد يَفهمها مِصري الخارج قبل الداخل بشكل سلبي.. لكون المِهنية هي من تُجيد مُخاطبة وتوضيح الصورة الكاملة للرأي العام العالمي عن أي قضية مهما كانت.

وما أود قوله في نهاية الأمر، إنه فوق لُغة الصياغة الإعلامية الاحترافية- التي كنَّا نتمنى من هؤلاء الإعلاميين مُمارستها وإجادتها- فإنَّ ما يقومون به ما هو إلا نوع من أنواع المغامرة التي تجعل من التفسيرات والتأويلات اللغة الغالبة أكثر من الصراحة والشفافية، بلْ ومن المؤكد يَكون المستفيد الأول من هذه التصريحات القنوات المعادية للدولة المصرية.

حفظَ اللهُ مِصرَ وَشعبها ومُؤسساتها.

إعلان

إعلان