إعلان

الدورة 35 لـ"وزراء النقل العرب".. كامل الوزير: نتبع سياسة شاملة لربط مصر بمحيطها الإقليمي والدولي

01:37 م الثلاثاء 22 نوفمبر 2022

كتب- أحمد السعداوي:

شارك الفريق مهندس كامل الوزير، وزير النقل، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء النقل العرب، في اجتماع الدورة العادية رقم (35) لمجلس وزراء النقل العرب.

وقال الوزير، خلال كلمته: يشرفني في مستهل كلمتي أن أنقل إليكم تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وتمنياته الطيبة بأن تكلل أعمال اجتماعنا هذا بالتوفيق والنجاح، ويسعدني أن أرحب بكم إخوة أعزاء على أرض مصر، وأن نجتمع في الإسكندرية عروس البحر المتوسط، تحت مظلة الجامعة العربية، وأن أنقل إليكم تقدير ومودة الشعب المصري الذي يعتز دومًا بانتمائه إلى أمته العربية .

وأضاف وزير النقل: أود أن أعبر عن شكري للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة على جهودها خلال فترة رئاستها مجلس وزراء النقل العرب، وأتوجه بالتهنئة إلى دولة العراق الشقيقة بمناسبة توليه رئاسة المجلس، متمنياً لها التوفيق والنجاح، وأتوجه بالشكر الجزيل للأمين العام للجامعة العربية والأمين المساعد للشؤون الاقتصادية وإدارة النقل والسياحة بالأمانة العامة للجامعة على الإعداد المتميز لاجتماعنا اليوم لتحقيق النتائج المرجوة.

وتابع الوزير: ولا يفوتني بهذه المناسبة أن أهنئ زملائي وزراء النقل العرب الذين تولوا المسؤولية الكبيرة في الفترة الأخيرة؛ بانضمامهم إلى مجلسنا الموقر، وأود كذلك أن أهنئ الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري ورئيسها الدكتور إسماعيل عبد الغفار، بمناسبة مرور خمسين عاماً على إنشائها، لتظل دوماً صرحاً علميًّا شامخاً يعكس إرادة عربية قوية للإنجاز في إطار آخر ما وصل إليه التطور في مجالات التعليم والثقافة والتكنولوجيا والرقمنة، بما يتمتع به طلابها من مستوى عال من الكفاءة والتميز. وأنتهز هذه الفرصة للتعبير عن تقديري الكبير للزملاء أصحاب المعالي وزراء النقل العرب ورؤساء وأعضاء الوفود على المشاركة في أعمال هذه الدورة لمناقشة الموضوعات والقضايا المعروضة، في ظل ظروف صعبة وتحديات غير مسبوقة فرضتها أحداث دولية مختلفة تسببت في تعطل سلاسل الإمداد وارتفاع تكاليف الشحن وضعف النظام الصحي العالمي وارتفاع تكلفة الغذاء والطاقة.

واستطرد وزير النقل: إن التحديات التي نواجهها حاليًّا تفرض تكاتف الجميع محلياً ودولياً من أجل التغلب على تأثيراتها للتعامل مع أوضاع غير تقليدية تفتقر إلى الاستقرار واليقين؛ لكن النجاح يظل رهناً بقدرتنا على التأقلم مع الأوضاع الجديدة، والعمل على تجاوز آثار الأزمة الحالية الكبيرة للتخفيف من تداعياتها بتعزيز التعاون والترابط بين دولنا وشعوبنا.

وأكد الوزير أن النقل هو أحد أهم عناصر التطور في العالم، بتأثيره على النمو الاقتصادي والاجتماعي للدول والمجتمعات؛ حيث تعتمد كل القطاعات الاقتصادية على البنية التحتية لنظم النقل المختلفة وتوفير الشبكات والربط بينها وتسهيل إجراءات حركة نقل البضائع وزيادة التبادل التجاري بما يساعد على التنمية الاقتصادية ويشجع انتقال رؤوس الأموال للاستثمار، كما يسهم في تيسير حركة المواطنين في التنقل في ما بين دولنا لكل الأغراض الاقتصادية والتجارية والسياحية والتثقيفية والترفيهية والدينية والعلاجية .

وأضاف وزير النقل: إني لعلى ثقة في تضافر جهودنا جميعاً للنهوض بهذا القطاع باعتباره قاطرة التقدم الاقتصادي والاجتماعي، وبما يحقق المصالح المشتركة لشعوبنا.

وأشار الوزير إلى أن رؤية وزارة النقل المصرية تتخطى مجرد نقل الركاب والبضائع إلى المشاركة الفعالة في ترسيخ مفهوم التنمية المستدامة للدولة لتحقيق التوازن المطلوب بين المتطلبات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، ولتنفيذ هذه الرؤية تم إتباع سياسة مرنة ومتطورة شاملة تشمل التوسع في وسائل النقل لربط مصر بمحيطها الإقليمي والدولي من خلال تطوير مختلف وسائل النقل؛ لتحقيق مزيد من التواصل والتعاون من أجل تحقيق مصالحنا المشتركة.

وأكد الوزير أن مصر تولي اهتمامًا كبيرًا بتعزيز التعاون مع الدول العربية الشقيقة في كل المجالات؛ وفي مقدمتها قطاع النقل، فعلى المستوى العربي تقوم مصر بتنفيذ خطة للتعاون مع السودان الشقيق لرفع كفاءة الرصيف الحالي لميناء وادي حلفا لتفعيل دور هيئة وادي النيل للملاحة النهرية، لتظل جسراً للتواصل بين شعبَي البلدَين الشقيقَين، وكذلك مشروع الربط السككي الذي انتقل من مرحلة الدراسات إلى مرحلة التنفيذ لما يعود بالنفع على البلدين من خلال زيادة حركة نقل الركاب والبضائع.

وقال الوزير: يتم حالياً تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع القطار السريع السخنة/ مطروح بالقرب من الحدود المصرية- الليبية كمنظومة نقل سريع تربط لأول مرة بين البحر الأحمر والبحر المتوسط، ويمكن أن تكون نواة لمشروع استراتيجي أكبر للربط السككي بين الدول العربية في شمال إفريقيا، أما المرحلة الثانية من المشروع فتربط بين شمال مصر وجنوبها؛ مما سيسهم بدوره أيضاً في تعزيز العلاقات بين مصر والسودان الشقيق.

ونوه الوزير بأن هناك تعاونًا وثيقًا مع الأشقاء في الأردن والعراق من خلال شركة الجسر العربي، وكذلك في إطار آلية التعاون الثلاثي في عدد من المشروعات المهمة، لافتًا إلى التعاون والتطور الذي يشهده قطاع النقل مع الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي؛ خصوصًا في الاستثمار في مشروعات النقل المختلفة.

وأضاف وزير النقل: نتطلع إلى العمل على تعزيز الربط مع أشقائنا في دول المغرب العربي من خلال دراسة إحياء مشروعات الربط بين دول شمال إفريقيا في إطار رؤية استراتيجية لتعزيز التعاون الإقليمي وتسهيل حركة التجارة وجذب الاستثمارات.

وأضاف الوزير: أود أن أشير إلى أن النقل البحري يحظى باهتمام خاص؛ وذلك بالعمل على رفع كفاءة الموانئ الحالية وإنشاء موانئ جديدة بطاقة استيعابية ضخمة تتجاوب مع طموحات مصر لتصبح مركزًا إقليمياً للنقل واللوجستيات، وفي هذا الصدد أتوجه بالشكر إلى وزراء النقل العرب لدعمهم استضافة مصر مكتب تمثيل إقليمي للمنظمة البحرية الدولية بالإسكندرية بموافقة لجنة التعاون التقني بالمنظمة.

وأكد الوزير أن مصر قد استضافت بالأمس النسخة السابعة والعشرين لمؤتمر الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة لتغير المناخ؛ للبناء على ما تحقق في مؤتمر جلاسكو 2021 في ضوء الاهتمام الكبير الذي توليه دول العالم للتوجه نحو الاقتصاد الأخضر كاستراتيجية لتقليل المخاطر البيئية وحماية كوكبنا وتحقيق التنمية المستدامة، وتخطط مصر لزيادة نسبة المشروعات الخضراء في موازنتها العامة من 15% حالياً إلى نحو 50% بهدف خفض نسبة الانبعاثات الضارة والتحول إلى استخدام الطاقة النظيفة، حيث إن قطاعات الطاقة (الكهرباء والنقل والصناعة) تمثل نسبة 70% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في مصر، ويأتي قطاع النقل في المرتبة الثانية بعد قطاع الكهرباء تأثيراً على البيئة واستهلاكاً للطاقة وإنتاجاً للانبعاثات الكربونية الضارة، حيث يسهم النقل بنسبة 23% من إجمالي انبعاثات الطاقة.

وتابع الوزير: هكذا فإننا نجتمع اليوم وقضية تغير المناخ أصبحت إحدى أكثر القضايا العالمية أهمية وإلحاحًا؛ حيث تتعلق أنظار وعقول العالم نحو خلق بيئة نظيفة ومستدامة ومناخ أكثر استجابة لمتطلبات الشعوب والظروف المواتية للحياة والعمل والنمو دون إضرار بموارد عالمنا، والتي يتعين العمل على تنميتها واستثمارها، وجعلها أكثر استدامة، ومن حسن الطالع نجاح مصر في إنهاء مفاوضات مؤتمر المناخ الماراثونية المكثفة في شرم الشيخ بالتوصل إلى اتفاق طال انتظاره يقضي بإنشاء صندوق لمواجهة الخسائر والأضرار يهدف إلى مساعدة الدول النامية على مواجهة التحديات المناخية الضخمة، وهو نجاح تاريخي لجميع الأطراف يأتي بعد 27 عامًا من المطالب المستمرة من قبل الدول النامية، والآن هي لحظة فارقة لتحمل الجميع مسؤولياته، وخطوة مهمة نحو تحقيق العدالة ومؤشر سياسي لإعادة بناء الثقة التي كانت مفقودة بين الدول.

وأوضح وزير النقل: لا يفوتنى في هذا المقام أن أهنئ دولة الإمارات العربية الشقيقة لاستضافتها النسخة الثامنة والعشرين من المؤتمر، وكلي ثقة بنجاحها في تحقيق الأهداف المرجوة، وذلك يوضح أن منطقتنا العربية تحظى دوماً بموقع مركزي من قضايا وأحداث العالم المختلفة، وأشير في هذا السياق أيضًا إلى استضافة دولة قطر الشقيقة الحدث الرياضي الأكبر عالمياً؛ وهو كأس العالم لكرة القدم، والذي سيكون حدثاً عالمياً باهراً بما قامت به دولة قطر من إعداد وتنظيم متميز. وأقدم التهنئة للمملكة العربية السعودية بالفوز بمقعد في منظمة الإيكاو.

وأضاف الوزير: تتفقون معي أن الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال تندرج في مجملها في إطار جهودنا لتعزيز علاقات التعاون بين بلداننا في مجال النقل والتي تتسق مع توجهاتنا في السعي لإزالة العوائق التي تحول دون ذلك، والعمل على تقليص تكلفة النقل وعامل الوقت وبما يعزز القدرة التنافسية للصادرات العربية، ولقد اجتمع أمس المكتب التنفيذي لمجلسكم الموقر وأقر جدول أعمال اجتماع المجلس الوزاري في دورته الحالية المعروض أمامكم، والذي يتضمن العديد من الموضوعات التي قامت الأمانة العامة بجامعة الدول العربية والأمانة الفنية للمجلس بجهد مشكور في إعدادها.

واختتم الوزير: أود أن أعبر عن اعتزازي وسعادتي بالمشاركة في هذا الجمع المتميز وباللقاء الأخوي الذي يجمع وزراء النقل والمواصلات العرب ورؤساء وأعضاء الوفود، متمنياً لأعمالنا كل التوفيق والنجاح مع خالص التمنيات بإقامة طيبة في بلدكم الثاني مصر.

فيديو قد يعجبك: