احتفال في صمت.. أسرة "طالبة البراجيل" تُحيي ميلاد "أمل" بالدموع و تنتظر الإعدام
كتب : رمضان يونس
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
كتب ـ رمضان يونس:
في جمع بهيج يقتصر على أفراد الأسرة، تحتفل أسرة "طالبة البراجيل" في صمت، بذكرى ميلاد "أمل" كل عام، تنتظر"ناهد" (والدة الطفلة)، بفارغ الصبر، خبر تأييد الإعدام على قاتل طالبة الإعدادي، كي يشفي الغليل، ويطفىء نار الفقد والفراق، بعدما رفضت النقض الطعن، ليكون مصيره أكثر ألمًا عما قبله.
ما إن تأتي ذكرى ميلادها من كل عام؛ تذهب "ناهد" التي أضنتها الشيخوخة بهموم الأيام، إلى مثوى ابنتها الأخير"أمل" التي ذبُحت على سريرها يوما نتيجة الإعدادي، على يد "أندرو" ابن عمتها حين قاومته من نيل شرفها، مطلع فبراير من عام 2022، على أطراف قرية البراجيل شمال الجيزة، كي تحتفل مع أسرتها بذكرى ميلادها أمام قبرها، مثلما كانت تحتفل الأسرة على قيد الحياة.
منذ 3 أعوام، وتحتفل "ناهد" وزوجها بعيد ميلاد ابنتهما الوحيدة "أمل"، في كل مرة تنظر بكل حسرة إلى إسم "أمل" المرسوم على صورتها وإلى قبرها، تأمل الأم التي تسير في عقدها الخامس، أن تعود ابنتها معها، لكن تتدارك سريعًا أن مكان دفنها هو دارها ولن تغادره أبدًا.
ما كانت تأمله "أمل"(طالبة الإعدادي) قبل وفاتها، هو دخول "الطب"، لكن طموحها دُفن معها في تابوت الموتى، في كل زيارة تقف "ناهد" التي كسي الوهن ملامحها، أمام باب قبر صغيرتها في صمت، لا تفارق عيناها الدموع، ترجو أن تلقاها ولو مرة "كانت مالية عليه الدنيا ..هي روحنا في البيت .. الشرف ليا إن بنتي اتقتلت و دافعت عن شرفها ونفسي اشوفها ولو مرة واحدة".
حكاية "طالبة البراجيل"المؤلمة؛ بدأت مطلع فبراير من عام 2022، حين قاومت "أندرو" الذي كانت تراه أخًا لها، وسوس الشيطان عقله وزين له شر عمله، ورسم له طريقًا لم يعلم مصيره المجهول سوى "طبلية عشماوي"، تعدى على ابنة خاله "أمل" من أجل نزواته الدنيئة. فكل ما ابتغاه "عامل البيكيا" أتم على أكمل وجه، قتل الطفلة البريئة التي كانت تحلم أن تكون طبيبة، نحر رقبتها من العنق مثلما تُنحر الشاه، دافعت عن شرفها حتى الرمق الأخير.

لم يكتفي ابن العقدين، جريمته بحق ابنة خاله، حاول إخفاء معالمها ببعثرة محتويات المنزل حتى يظن "الخال" أن الجريمة تمت بغرض السرقة وأن الجاني، غريب، لكن كاميرات المراقبة كانت له بالمرصاد، أظهرته وهو يرتكب جريمته كاملاً وصولا لسرقة هاتف "أمل". لإخفائه.
خطة "أندور"، الهيلودية، لم تتم على ما يرام، هارد كاميرات المراقبة المركب في منتصف بيت الخال، أظهره متلبسًا في الجريمة، بعدما تظاهر أمام والدها "نصر"، حين اكتشف الجريمة، بمظاهر كاذبة معللا قوله حال بحثه عن الجاني: "والله ياخالي لجبلك رقبة اللي عمل كده في أمل".

رجال البحث الجنائي تتبع خطى "أندرو" حتى وقع في فخ المباحث حين فتح هاتف "أمل" المسروق قبل أن يبيعه بثمن بخس، حال تواجده في "شقة إمبابة" المستأجرة، وأمام وكيل النيابة وقف "عامل البيكيا" صامدًا يقر فعلته الشنيعة ويعترف تفصيلاً عما جرى مع ابنة خاله.
منتصف أكتوبر 2022، أدانت محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار عبد الشافي السيد عثمان،"أندرو" الإعدام شنقا، وبعد ثلاث سنوات، أيدت محكمة النقض حكم الإعدام، ليصبح حكمًا نهائيًا باتًا، بعدما تقدم بمذكرة طعن شملت 6 أسباب رئيسية للطعن؛ تتضمن مخالفة الحكم المطعون فيه قانون الإجراءات الجنائية ونص المادتين 331 و 332، والقصور في التسبيب والإخلال بحق الدفاع، وبطلان الحكم المطعون فيها لندب أحد أعضاء الدائرة التي أصدرت الحكم، والقصور في التسبيب والفساد في الاستدلال وذلك لعدم توافر نية القتل، والخطأ في تطبيق القانون، والقصور في التسبيب وذلك لعدم توافر الظرف المشدد ظرف سبق الإصرار على أمل النجاة من طبلية عشماوي.