إعلان

أول الثانوية الأزهرية: "أمي وزعت عصير وأبويا وعدني بموبايل ولاب توب"

09:47 م الأحد 14 يوليو 2019

أول الثانوية الأزهرية

كتب- عبدالله عويس:

كان يحلم بتلك اللحظة، وذلك الاتصال الذي سيخبره بأنه الأول على الثانوية الأزهرية، يرسم في خياله عشرات الصور لفرحته وفرحة أسرته، فآمن بحلمه واستطاع تحقيقه، وهاتفه شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب ليخبره أنه صاحب المركز الأول على مستوى الجمهورية، وخلال سعيه لتحقيق تلك اللحظة، كان أحمد بكر يذاكر وفقا لقاعدة "عمل قليل مستمر أحسن من كتير متقطع".

منذ الأيام الأولى للثانوية الأزهرية، في حياة أحمد، الطالب بمعهد دلجمون في الغربية، وهو ملتزم بعدد محدد من الساعات، لا يزيد عنه ولا يقل إلا في لحظات استثنائية: "مش مهم هذاكر قد إيه، المهم إني أفضل مستمر، 4 ساعات في اليوم هيبقى كويس جدا، لو زودت يبقى 6 مثلا" يحكي الشاب، الذي لا يزال يستقبل التهاني من أبناء قريته، بعدما عرفوا الخبر: "أنا كنت في مشوار واتفاجئت بمكالمة من الدكتور أحمد الطيب، قاللي إني الأول، وأنا مبقتش مصدق نفسي وحسيت بفخر كبير». قبل أن تنتهي المكالمة، أخبره شيخ الأزهر، أن تكريما قريبا سيكون من نصيب الطالب وأسرته، وطلب منه مكالمة والده: «بابا بقى شغال مدرس لغة عربية في جنوب سيناء، فشيخ الأزهر كلمه برضه وباركله على نجاحي".

لم ينتظر والد أحمد كثيرا، هاتفه رئيس المنطقة الأزهرية التابع لها، وأخبره بالتوجه إلى ابنه لتهنئته بنفسه بدلا من المكاملة الهاتفية: "وجالي واحتفل معايا هو وماما واخواتي". في فترة الدراسة، كان أحمد يعتمد كثيرا على الدروس الخصوصية، لكن مواد اللغة العربية، ما بين نحو وصرف وبلاغة وأدب ونصوص، كان معلمه فيها والده: "لأنه أصلا مدرس لغة عربية ثانوي أزهر، فكان لما بينزل من إجازته بيذاكر ليا كل حاجة".

وزعت والدة أحمد العصائر والمياه الغازية على الجيران، وكانت الزغاريد تنطلق في الشارع الذي يسكن به، وكان والده قد وعده بهاتف جديد إذا ما تفوق في الثانوية، لكنه وبعد حصوله على المركز الأول، فإن الوعد قد تغير لما هو أفضل: "وعدوني بموبايل جديد أحسن من اللي كانوا هيجيبهولي، ولاب توب". سيلتحق أحمد بكلية الطب، تماما كما تمنى في طفولته، ويتمنى أن يحقق نجاحات واسعة في مستقبله: "مبقاش مجرد واحد دخل طب واتخرج بقى دكتور وخلاص".

فيديو قد يعجبك: