إعلان

قبل تحويله لمتحف.. ذكريات خاصة من منزل «عباس العقاد» ترويها حفيدته

06:16 م الإثنين 04 يوليو 2022

كتب- عبدالله عويس:

في مدينة أسوان، وتحديدا في شارع عباس فريد، كانت شقاوة الطفل «عباس العقاد» تملأ المنزل، هناك عاش طفولته وشبابه. سيعود إلى نفس المنزل في زيارات أخرى في الشتاء، وهو يحمل لقبي الأديب والمفكر. وبعد 133 عاما من ميلاده، ستبدأ خطوات في تحويل ذلك المنزل إلى مزار ومتحف، لشخصية ملأت العالم العربي أدبا وثقافة وفكرا.

في عام 1889، وفي الـ28 من يونيو، ولد عباس محمود العقاد، كان الاسم العائلة مكتسبا من الجد الذي كان يعمل في المحلة الكبرى في صناعة الحرير، فسمي عقادا. لم يكمل العقاد تعليمه، حصل على الابتدائبة، لكنه عرف أكثر من لغة، وقرأ مئات الكتب، ما أكسبه ثقافة وفهما تجاوزا ما قد يتحصل عليه أستاذ أكاديمي.

بدأ الرجل حياته المهنية موظفا حكوميا، وانتقل من مكان لآخر، إلى أن استقر بالقاهرة، وعمل في الصحافة، متنقلا بين مكان وآخر، حتى أصبح أحد أبرز كتاب الحركة الوطنية، التي اشتعلت مع ثورة 1919، وما بين الصحافة والعمل السياسي، باعتباره عضوا في مجلس النواب، في أعقاب انتخابه للمجلس، ثم خفت دور الصحفي والسياسي، واتجه للتأليف.

ومنذ أيام، كانت ذكرى ميلاده الـ133 ، وزار منزله اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، والتقى أسرة الأديب والمفكر العربي البارز. ووجه بتحويل المنزل، الذي يقع على مساحة 220 مترا لمزار ومتحف، بعد استكمال إجراءات ترميمه. وهو حدث لاقى ترحيبا واسعا من أسرة الأديب الراحل، فطالما سعت إليه.

والمنزل مكون من دور أرضي، وهو الذي قد يتحول إلى متحف، وطابقين تعيش فيه أسرة العقاد. ومن المفترض أن يضم هذا الطابق محتويات الأديب كلها، من أسرة وملابس وعكاز شخصي وكتب وأوراق ومحتويات غرفة نومه، وغيرها من الأمور، ليحتفظ المكان بشكله القديم، مع إضافة لمسات تحافظ على المبنى، لوجود تصدعات به.

تقول الدكتورة رشا العقاد، حفيدة الأديب، الذي يعتبر عم والدها، إن الأمر مبهج بالنسبة للعائلة، أن يتذكر الناس العقاد بذلك المتحف أو المزار، واعتبرت اهتمام الدولة به، لا يتجزأ من اهتمامها بكل ما هو تراث في مصر: «هذا أمر عظيم، طالبنا به منذ فترة، لكنه الآن على وشك التحقق». تحكي الحاصلة على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال بجامعة بني سويف: «تخطى أدب العقاد وفكره مصر، وتجاوز الدول العربية أيضا، كان من المهم أن نحتفي به، وأن يكون هناك مزار او متحف له».

تتذكر رشا أحاديث والدها عن العقاد، وكيف كان يجمع الأسرة حوله ويشجع أفرادها، لا سيما الأطفال منهم على القراءة، ويشتري لهم الحلوى والهدايا، حال إتمام قراء كتاب مثلا، أو انتهاء سلسلة من الكتب، ويحمسهم على الأمر بشتى الأشكال، ولا يفرض عليهم لونا معينا للقراءة: «أنا من الجيل الثالث لهذه الأسرة، والدي كان يتحدث معنا كثيرا عن العقاد، وكيف كان يمنحه الهدايا حين يعرف أنه قرأ كتابا ما في طفولته، وكان وغيره من أطفال الأسرة يبتهجون لقدومه، لمعرفتهم أنه يحمل لهم الهدايا والحلويات».

تروي الحفيدة عن الأب أن العقاد كان يحب التجمعات، فبالإضافة لصالونه الشهير في القاهرة، كان المنزل في أسوان، يعد ملاذا له في الشتاء، ومكانا لضيافة الكثيرين، ويجمع الكل حوله، للتناقش في أمور شتى، الفكرية والحياتية، وأمور الأسرة: «وكل شيء هنا في البيت ما يزال على وضعه، كل متعلقاته هنا، وستكون متاحة للناس».

يعيش الآن في المنزل أكثر من شخص من أسرة العقاد، من بينهم رشا وأخيها وأمهما وزوجة عمها، ويعيشون بالطابقين اللذين فوق الدور الأرضي، حيث كان يعيش العقاد، ويستمتع فيه بفصل الشتاء في صعيد مصر.

الرجل الذي خاض معارك فكرية شغلت الأوساط الأدبية، وكان أحد أبرز أسمائها، إضافة لطه حسين، وأحمد شوقي، وزكي مبارك، ومصطفى جواد، وبنت الشاطئ، ومصطفى صادق الرافعي، وعبد الرحمن شكري، رحل عن هذا العالم في مارس عام 1964، تاركا مؤلفات لعل أبرزها سلسلة «العبقريات»، و«التعريف بشكسبير» و«هتلر في الميزان» و«أبو نواس» وغيرها من المؤلفات.

فيديو قد يعجبك: