إعلان

"عم مسلّم".. الترزي الذي هجر مقصه وعاش على دراجته (صور)

كتب : مصراوي

08:23 م 04/09/2025

تابعنا على

الشرقية - ياسمين عزت:

تحت شمس الصيف الحارقة أو في برد الفجر القارس، بالكاد تدفع قدماه المتعبتان بدّالات دراجة هوائية ثقيلة، حاملًا عليها صندوقًا خشبيًا يضع فيه أرزاق الناس. هذا هو "عم مسلّم" على مشارف الستين من عمره، الرجل الذي استبدل هدوء ماكينة الخياطة بصخب الشارع، ليسطر فصلًا جديدًا من الكفاح والرضا.

هذا الرجل الستيني من مدينة بلبيس ليس مجرد عامل توصيل، بل خيّاط محترف قضى عقدين من الزمن في مهنته، لكن آلام الظهر أجبرته على هجرها. وبسبب إعاقة قديمة في قدمه، وجد في الدراجة الهوائية سبيلًا وحيدًا للحفاظ على كرامته وتأمين لقمة عيشه في مواجهة متطلبات الحياة.

من إبرة الخياطة إلى مقود الدراجة

لم تكن حياة مسلّم سهلة قط. فمنذ أن كان في الثامنة، ترك حادث أثرًا دائمًا على قدمه، لكنه لم يستسلم.

تعلم صنعة الترزي واحترفها، وعمل بجد في المصانع والشركات حتى بنى بيتًا متواضعًا وربّى أبناءه وزوّجهم. كان قانعًا ومستور الحال، إلى أن بدأت سنوات الجلوس الطويلة تنهش فقرات ظهره، لتجبره على التوقف.

أمام مصاريف العلاج ومحدودية الدخل، لم يجد بديلًا سوى قبول فكرة ابنه الغريبة: تحويل دراجته الهوائية إلى وسيلة لتوصيل الطلبات.

يقول: "نفذتها بالفعل، وأعلنت عبر منشور على فيسبوك". شيئًا فشيئًا، بدأ سكان منطقته، خاصة ربات البيوت، يعتمدون عليه.

كرامة لا تعرف التعب

لا يرتبط عمل "عم مسلّم" بوقت. متى جاءه اتصال، انطلق لتلبية النداء. يشتري السلع بنفسه ويسلمها، ويأخذ ما يعطيه الناس له دون نقاش. يقول بابتسامة تملؤها القناعة: "حتى لو حد مدفعش، مبزعلوش"، مضيفًا أن أعظم ما تعلمه من هذه المهنة هو الصبر، وأن دعاء زوجته المستمر هو البركة التي تحميه.

ورغم إعاقته وضعف جسده، يواصل كفاحه اليومي، مؤمنًا بأن شرف العمل خير من مذلة السؤال.

يختتم حديثه لمصراوي بكلمات تلخص رحلته وأمنيته: "بشتغل لحد ما أموت.. المهم أستر نفسي من غير ما أمد إيدي لحد. وكل رجائي من ربنا إنه يرزقني بموتوسيكل يريحني من تعب العجلة التقيلة على جسمي الضعيف".

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان