إعلان

عمرها 4 آلاف عام.. مقابر "بني حسن" تكشف أسرار حياة الفراعنة بالمنيا (صور)

كتب - مختار صالح:

10:28 م 28/09/2025

تابعنا على

محافظة المنيا ليست مجرد بقعة على الخريطة، بل متحف حي لتاريخ مصر عبر العصور، من العصر الفرعوني إلى اليوناني والقبطي والإسلامي، تحتضن المنيا إرثًا حضاريًا فريدًا. هنا، على أرضها ولدت نفرتيتي، وبرزت أول دعوة للتوحيد، لتصبح رمزًا وشعارًا يزين هوية المحافظة اليوم.

- مقابر بني حسن.. تحف فنية محفورة في الجبال

تقع مقابر بنى حسن في منطقة بنى حسن الشروق جنوب المنيا بحوالي 20 كيلومترًا، في قلب مصر الوسطى الممتدة بين أسيوط ومنف.

تعد هذه المقابر من آثار الدولة الوسطى، وتحديدًا من عصر الأسر 11 و12، أي منذ نحو 1800 قبل الميلاد، ما يمنحها عمرًا يقترب من 4 آلاف سنة.

يضم الموقع 39 مقبرة، أبرزها مقبرة خيتي، مقبرة باكت الثالث، مقبرة خنوم حتب الثاني، ومقبرة أمنمحات، وهي المقابر الكاملة المهيأة للزيارة.

- حكام إقليم الوعل.. قوة ونفوذ في قلب مصر

يؤكد المؤرخون أن أصحاب هذه المقابر لم يكونوا ملوكًا، بل حكام إقليم "الوعل" أو الغزال، الذين امتلكوا نفوذًا كبيرًا من خلال الزواج بالعائلة الملكية. عكست المقابر عظمة وأبهة أصحابها، حيث نُحتت في الجبال وغطيت جدرانها بطبقة من الملاط قبل أن تُرسم عليها مناظر الحياة اليومية، من الزراعة والصيد إلى الحرف والصناعة.

تُعد مقابر بنى حسن سجلًا حيًا لمصر الدولة الوسطى، تضم نقوشًا تظهر السفر والحروب والرياضات مثل المصارعة، لتوثق تفاصيل الحياة المصرية القديمة بأدق صورها.

- المعابد المحيطة.. عبق التاريخ بين الصخور

إلى جانب المقابر، تحتضن المنطقة معابد أثرية بارزة، أبرزها معبد شيدته الملكة حتشبسوت وخلفه الملك تحتمس الثالث لعبادة الإلهة المحلية "باخت"، والمعروف باسم "مغارة أرتميس"، عادةً ما كان حكام المقاطعات يُدفنون في مقابر محلية محفورة في الصخور ومزينة بالنقوش التي تصور حياتهم وسيرتهم الذاتية، بما فيها مشاهد الحروب والصيد والرياضة، مما يجعل زيارة المنطقة رحلة تعليمية فريدة لعشاق التاريخ والفن المصري القديم.

- كيف تصل إلى مقابر بنى حسن؟

للوصول إلى مقابر بنى حسن من القاهرة، تستغرق الرحلة حوالي 4 ساعات عبر الطرق البرية مرورًا بزواية سلطان، أو باستخدام المعديات النيلية عبر مركز أبوقرقاص، ثم السير على الطريق الزراعي مصر–أسوان.

وتتيح هذه الرحلة للزائر فرصة التمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة على طول الطريق، لتكون البداية المثالية لاكتشاف عجائب مقابر بنى حسن.

- اهتمام الدولة بالمواقع الأثرية

أكد اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير المناطق الأثرية والسياحية، لما لها من أثر اقتصادي وثقافي بالغ، مشيرًا إلى أن مقابر بنى حسن تمثل وجهة فريدة تجمع بين التاريخ العريق والجذب السياحي الراقي.

- رحلة لا تُنسى

زيارة مقابر بنى حسن ليست مجرد جولة أثرية، بل تجربة تعليمية وثقافية تعيد الزائر آلاف السنين إلى الوراء. بين الصخور والنقوش واللوحات الملونة، ينبض التاريخ المصري القديم بروح حية، لتصبح الزيارة رحلة ممتعة وملهمة لكل من يسعى لاكتشاف عظمة مصر وحضارتها التي لا تنتهي.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان