بالصور- العثور على ميناء أثري تحت مياه البحر المتوسط في الإسكندرية
كتب : مصراوي
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
الإسكندرية - محمد البدري:
أعلنت البعثة الأثرية الدومينيكانية العاملة في منطقة معبد تابوزيريس ماجنا غرب مدينة الإسكندرية، عن كشف أثري جديد يُرجّح وجود ميناء قديم مغمور تحت مياه البحر المتوسط.
جاء الكشف نتيجة أعمال المسح الجيولوجي والأثري التي نفذتها البعثة الدومينيكانية برئاسة الدكتورة كاثلين مارتينيز، بالتعاون مع عدد من المؤسسات الدولية والمصرية المتخصصة في الآثار البحرية ووزارة السياحة والآثار.
تفاصيل المسح الجيولوجي والأثري
أجرت البعثة أعمال المسح بالتعاون مع الدكتور روبرت بالارد، مؤسس مؤسسة Ocean Exploration Trust، والدكتور لاري ماير من جامعة نيوهامبشير، إلى جانب إدارة المساحة البحرية التابعة للبحرية المصرية، والإدارة العامة للآثار الغارقة بالمجلس الأعلى للآثار.
وقد كشفت النتائج عن وجود ميناء داخلي محمي طبيعيًا بالشعاب المرجانية، بالإضافة إلى العثور على مراسي حجرية ومعدنية بأحجام متنوعة، وأعداد كبيرة من الأمفورات التي تعود للعصر البطلمي. كما أظهرت الدراسات أن خط الساحل القديم يبعد نحو أربعة كيلومترات عن الساحل الحالي.
اكتشاف نفق بحري وآثار داعمة
أسفرت أعمال المسح كذلك عن اكتشاف امتداد نفق يربط بين معبد تابوزيريس ماجنا والبحر المتوسط، وصولًا إلى منطقة تُعرف باسم "سلام 5". وقد عثر الغواصون في هذه المنطقة على شواهد أثرية تعزز فرضية وجود نشاط بحري قديم، ما يدعم فكرة أن المعبد كان جزءًا من شبكة بحرية نشطة خلال العصر البطلمي.
أهمية الكشف
أوضح وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، أن هذا الكشف يعكس العمق التاريخي والبعد البحري لمصر القديمة، ويؤكد أن سواحلها لم تكن مجرد مراكز حضارية، بل محاور استراتيجية للتواصل التجاري والثقافي مع العالم القديم.
كما أشار إلى أن الوزارة ستواصل دعم المشروعات البحثية التي تسلط الضوء على كنوز مصر الغارقة. من جانبه، أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الكشف يمثل إضافة علمية بارزة لعلم الآثار البحرية المصرية، خاصة وأن المصادر القديمة لم تشر إلى هذا الميناء من قبل.
نتائج سابقة تدعم السياق التاريخي
وكانت البعثة قد أعلنت في العام الماضي عن اكتشاف ودائع أساس تحت الجدار الجنوبي للسور الخارجي للمعبد، تضمنت مجموعة متنوعة من اللقى الأثرية والقطع الجنائزية والطقسية.
كما تم العثور على 337 عملة، تحمل العديد منها صورة الملكة كليوباترا السابعة، إلى جانب مجموعة من الأواني الفخارية الطقسية، ومصابيح زيتية، وأوانٍ من الحجر الجيري لحفظ الطعام وأدوات التجميل، وتماثيل برونزية، وتميمة على شكل جعران منقوش عليها عبارة "عدالة رع قد أشرقت"، وخاتم برونزي مكرّس للإلهة حتحور.
دلالات أثرية تؤرخ المعبد
تشير الشواهد إلى أن بناء جدران المعبد يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، بينما تعود بقايا المعبد اليوناني المكتشفة إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وقد تعرّض للتدمير في الفترة ما بين القرن الثاني قبل الميلاد وبداية العصر الميلادي، وتعزز هذه النتائج فهم البنية الاقتصادية والدينية خلال تلك الحقبة، وتؤكد مكانة مصر كمركز عالمي للنشاط البحري منذ آلاف السنين.
استمرار أعمال البعثة
أكدت الدكتورة كاثلين مارتينيز أن هذه النتائج تمثل فصلًا جديدًا في دراسة تاريخ منطقة معبد تابوزيريس ماجنا، مشيرة إلى أن البعثة مستمرة في أعمالها لكشف المزيد من أسرار وثراء هذه المنطقة الأثرية، التي لا تزال تحتفظ بالكثير من الكنوز الغارقة التي لم تُكتشف بعد.