إعلان

بعد كشف وادي النصب.. سر أفران النحاس في جبال سيناء

كتب : مصراوي

04:01 م 14/09/2025

تابعنا على

جنوب سيناء – رضا السيد:

أعلنت وزارة السياحة والآثار، اليوم، عن كشف أثري جديد بموقع وادي النصب في جنوب سيناء، حيث عثرت البعثة الأثرية المصرية على ورشة لصهر النحاس، وعدد من المباني الإدارية ونقاط المراقبة، إضافة إلى سبائك نحاسية متعددة الأشكال والأحجام.

ويُعد الكشف دليلًا على وجود نظام صناعي متطور لصناعة وصب النحاس قبل نقله إلى وادي النيل لاستخدامه في الأغراض الحرفية والعسكرية والإدارية.

وفي ضوء ذلك، أوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن سيناء تضم عدة طرق تاريخية للتعدين، مشيرًا إلى نقش عُثر عليه بتل الضبعة أو "حات وعرت – أواريس"، يُسمى (r w3ty) بمعنى "فم الطريقين"، في إشارة إلى طريق حورس الحربي بسيناء الشمالية، وطريق وادي الطميلات المؤدي إلى جنوب سيناء.

وأضاف خبير الآثار في تصريحات لمصراوي، أن هناك طريقًا ثالثًا ارتبط بالعاصمة منف، يبدأ من ميدوم بمصر الوسطى مرورًا بوادي عربة حتى خليج السويس، ثم العبور إلى الساحل الشرقي عند سهل المرخا. وقد كشفت البعثة الفرنسية بمنطقة وادي الجرف على خليج السويس – على بعد 140 كم جنوب السويس – عن آثار تعود للدولة القديمة تشمل ميناء ووثائق تؤكد أهمية هذا الطريق، الذي كان يسلكه المصريون باستخدام الدواب وصولًا إلى وادي سنور وبئر بخيت، ثم إلى البحر عند وادي الجرف حيث ترسو السفن المتجهة إلى سهل المرخا، وفقًا لدراسة أثرية للدكتور مصطفى محمد نور الدين، المدير العام بآثار جنوب سيناء.

كما أشار ريحان إلى دراسة أخرى أوضحت أن العين السخنة كانت نقطة محورية، حيث اكتشف د. محمود عبد الرازق نقوشًا صخرية على ساحل خليج السويس، تبعها أعمال بعثة مشتركة من جامعة قناة السويس والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية منذ عام 2002. وكشفت الحفائر عن تسع مغارات لاستخراج المالاكيت، وأفران لصهر المعدن، ومساكن للعمال، إلى جانب سفينة محترقة داخل إحدى المغارات، مما يثبت أن الموقع كان من أهم مراكز تعدين النحاس منذ عصر الدولة القديمة حتى العصر المتأخر، كما وُجدت به نقوش قبطية ويونانية ونبطية.

وأكد أن العين السخنة كانت منطلقًا لرحلات إلى سيناء، بدليل تكرار أسماء قادة الحملات على النقوش الصخرية بالعين السخنة وجنوب سيناء. ولفت إلى أن الوصول إليها كان يتم عبر اتجاهين: الأول من وادي الطميلات مرورًا بالمسخوطة وسرابيوم وجبل أبو حسة حتى القلزم وبئر عديب ثم العين السخنة، أما الاتجاه الثاني فمن العاصمة منف ووادي النيل. وقد اكتشفت منطقة آثار السويس عام 2005 ثلاثة مواقع على هذا الطريق (الحروس – الرسيس – الخافوري) غرب العين السخنة، مما يعكس أهمية هذا المسار المباشر من الدولة القديمة حتى الدولة الوسطى.

وشدد خبير الآثار على أن قدماء المصريين أولوا اهتمامًا خاصًا بتعدين الفيروز والنحاس في سيناء منذ الدولة القديمة، حيث استخرجوا الفيروز من سرابيط الخادم والنحاس من وادي النصب الغربي، مستخدمين موانئ أبو زنيمة وأبو رديس كنقاط انطلاق.

وطالب ريحان بضرورة ترميم وتطوير محطات هذا الطريق وتحويلها إلى متحف مفتوح يشرح طرق التعدين القديمة، وربطها سياحيًا بطريق حورس الحربي في شمال سيناء والقلاع العسكرية القائمة عليه، مشيرًا إلى أن هذين الطريقين يمثلان قيمة أثرية استثنائية تستوجب إعداد ملف لضمّهما إلى قائمة التراث العالمي باليونسكو.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان