صرخات تحت الأمواج.. القصة الكاملة لغرق طلاب شاطئ أبو تلات بالإسكندرية (صور)
كتب - مختار صالح:
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
مأساة جديدة هزّت مدينة الإسكندرية، أمس السبت، بعدما ابتلع شاطئ أبو تلات 7 طلاب من أكاديمية الضيافة الجوية وعلوم الطيران، في حادث غرق مروّع حوّل رحلة تدريبية إلى جنازة جماعية، بينما نجا العشرات من زملائهم الذين عاشوا لحظات رعب لن تُمحى من الذاكرة.
- بداية القصة.. رحلة لم تكتمل
في صباح اليوم المشؤوم، توافد نحو 147 طالبًا وطالبة من الأكاديمية على شاطئ أبو تلات بمنطقة العجمي غرب الإسكندرية، لممارسة بعض الأنشطة الرياضية والترفيهية ضمن برنامج تدريبي.
لكن الطقس كان غير مستقر، والرياح الشمالية الغربية ضربت الساحل بعنف. على الشاطئ رُفعت الراية الحمراء، إشارة إلى أن السباحة في البحر ممنوعة بسبب خطورة الأمواج والتيارات.
ورغم ذلك، قررت فتاتان النزول إلى المياه. دقائق معدودة كانت كافية ليتحول المشهد إلى كارثة، بعدما بدأتا في الاستغاثة.
اندفعت مجموعة من زميلاتهن لمحاولة الإنقاذ، ثم لحق بهم بعض الشباب لدعمهن. غير أن البحر كان أسرع وأقوى، فابتلع 7 طلاب دفعة واحدة: 4 شباب و3 فتيات، بينما جرى إنقاذ عشرات آخرين بعد محاولات مضنية من فرق الإنقاذ.
- حصيلة الضحايا والناجين
أعلنت الأجهزة التنفيذية تسليم جميع جثامين الضحايا إلى ذويهم بعد انتهاء إجراءات النيابة العامة. وفي الوقت نفسه، خضع 28 مصابًا للعلاج بمستشفيات العامرية والعجمي، قبل أن يتعافوا تدريجيًا ويُسمح بخروج معظمهم بعد استقرار حالتهم.
أما باقي الطلاب، فظلوا تحت الملاحظة الطبية والنفسية، وسط دعم مكثف من الهلال الأحمر المصري الذي أوفد فريقًا متخصصًا لتقديم جلسات الدعم النفسي.
- زيارة المحافظ وتطمينات رسمية
زار الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، المصابين في مستشفى العامرية، ورافقه عدد من القيادات التنفيذية. وأكد خلال الزيارة أن جميع الناجيات تلقين الرعاية اللازمة وتماثلن للشفاء، مشددًا على أن ما حدث كان نتيجة مخالفة صريحة لقواعد الأمان، حيث تم تجاهل الراية الحمراء التي تنذر بخطورة البحر.
وقال المحافظ: "التعليمات كانت واضحة.. البحر كان مرفوع عليه راية حمراء، ومع ذلك نزل بعض الطلاب إلى المياه، فحدث ما لم يكن في الحسبان."
- مشاهد الحزن والتضامن
في المقابل، أعلنت أكاديمية الضيافة الجوية إغلاق جميع فروعها لمدة عشرة أيام حدادًا على أرواح الضحايا، وأصدرت بيانًا نعت فيه طلابها مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات أكثر صرامة مستقبلاً لحماية طلابها في الأنشطة الخارجية.
على الجانب الآخر، تعالت أصوات الأهالي تطالب بضرورة تكثيف الرقابة على الشواطئ الخطرة مثل أبو تلات، وتوفير منظومة إنقاذ متكاملة تمنع تكرار هذه الحوادث المؤلمة.
- البحر الغادر.. والدرس القاسي
حادث "أبو تلات" ليس الأول من نوعه في الإسكندرية. فالشواطئ الغربية، الممتدة من الهانوفيل حتى النخيل، تشتهر بالتيارات الساحبة والدوامات القاتلة. ومع كل موسم صيف، تتكرر مشاهد الفقد، رغم التحذيرات المتكررة والرايات التحذيرية.
القصة هذه المرة مؤلمة أكثر، لأنها لم تُسفر فقط عن ضحايا، بل خطفت طلابًا في عمر الزهور، جاؤوا للتدريب على صناعة المستقبل، فعادوا إلى أسرهم في نعوش بيضاء.