إعلان

10 ساعات تحت الأنقاض.. نهاية حزينة لسيدة في انهيار عقار أسيوط

كتب : مصراوي

08:19 م 27/07/2025

تابعنا على

أسيوط ـ محمود عجمي:

في مشهد مهيب امتزج فيه الصمت بصفير سيارات الإسعاف، والرجاء بصوت صرير الحطام المتناثر، نجحت فرق الإنقاذ، صباح اليوم الأحد، في انتشال جثمان السيدة "فاطمة. ع. أ" صاحبة الـ77 عامًا، بعد أكثر من 10 ساعات من البحث المتواصل أسفل أنقاض العقار المنهار في منطقة الفواخير بحي غرب مدينة أسيوط.

- آخر المفقودين في الحادث

كانت "أم عبد النبي" كما يناديها الجيران، آخر المفقودين في الحادث، بعدما سبقتها أنفاسها إلى السماء، فيما كانت فرق الحماية المدنية تحفر الأرض وتحارب الزمن في محاولة لانتشالها حيّة، لكن القدر سبق الجميع.

- العقار الذي هوى بلا مقدمات

انهار العقار المكوَّن من ثلاثة طوابق فجأة في الساعات الأولى من فجر الأحد، دون سابق إنذار. سكان المنطقة استيقظوا على دوي مرعب، وسحابة من الغبار الكثيف غطّت سماء الشارع الضيق.

بلاغ سريع لغرفة عمليات النجدة أعقبه تحرك أمني عاجل بقيادة اللواء وائل نصار، مدير أمن أسيوط، ومعه وحدات الحماية المدنية والإسعاف.

- ساعات من الحفر.. وقلوب تترقب

بدأت فرق الإنقاذ عملها وسط أنقاض متشابكة من الحديد والخرسانة، وكل لحظة تمر كانت تحمل معها أملًا في إنقاذ من تبقى.

ثلاثة نجوا بأعجوبة وهم: عبدالنبي ز. ح (85 عامًا)، أحلام ع. ع (52 عامًا)، ميرنا ن. ح (20 عامًا).

نُقلوا إلى مستشفى الإيمان العام، مصابين برضوض وكدمات، وعيونهم تبحث عن من لم يخرج بعد… "أم عبد النبي".

- عدسات تلتقط المشهد الأخير

مع أول ضوء للصباح، تحولت منطقة الفواخير إلى مزارٍ شعبي لمواساة الأسرة، وتوثيق الكارثة.

اللحظة التي انتُشل فيها جثمان فاطمة كانت الأصعب: رجال الإنقاذ حملوها في هدوء، ملفوفة في بطانية بيضاء، وملامحها لا تزال تحتفظ بسكون من عاش حياة بسيطة، وانتهت بهدوء مفجع.

عدسات الصحفيين والمواطنين التقطت اللحظة، والفيديوهات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي ملأت الأجواء بنشيج مؤلم.

- النيابة تبدأ التحقيقات

أُخطرَت النيابة العامة وبدأت تحقيقاتها على الفور، وقررت تشكيل لجنة هندسية للوقوف على أسباب الانهيار، وهل كان العقار مخالفًا أم مهملًا.

وجرى إخطار شركة الكهرباء والإدارة الهندسية لفحص العقارات المجاورة، في محاولة لتفادي تكرار الكارثة.

- أم عبد النبي.. ترحل في صمت

رغم أن "أم عبد النبي" كانت مجرد مُسنّة تعيش حياة هادئة في أحد بيوت الطوب، فإن رحيلها هزّ الحي بأكمله.

في وداعها، بكى الجميع: الجيران، رجال الإنقاذ، وحتى المصابون الذين نجوا من موت محقّق.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان