إعلان

بلاط الإسلامية.. تاريخ معماري صمد 500 عام وحل مصري لأزمة المناخ (صور)

كتب : مصراوي

07:09 م 21/07/2025

تابعنا على

الوادي الجديد - محمد الباريسي:

في وقت يبحث فيه العالم عن حلول معمارية لمواجهة تحديات تغير المناخ، تقدم مدينة صحراوية في مصر، يعود تاريخها إلى 500 عام، نموذجًا فريدًا في فن البناء المستدام.

"بلاط الإسلامية"، وهي مدينة كاملة من الطوب اللبن، صُممت للتكيف الطبيعي مع بيئتها القاسية، تخضع حاليًا لمشروع ترميم حكومي ضخم يهدف إلى إحياء عبقريتها البيئية ووضعها على خريطة التراث العالمي.

وقد أعلنت السلطات المحلية أن مشروع الترميم، الذي تم بالتعاون بين محافظة الوادي الجديد وصندوق تطوير المناطق العشوائية وبإشراف وزارة الآثار، بلغت تكلفته 48 مليون جنيه مصري.

وأكد سلامة محمد، رئيس مركز بلاط، أن الأعمال شملت تدعيم المباني وترميم المنازل والمساجد بأساليب علمية تحافظ على طابعها الأصلي.

يرى الخبراء أن سر استدامة المدينة يكمن في تصميمها. فقد بُنيت على ربوة مرتفعة لأغراض دفاعية، بشوارع ضيقة ومتعرجة تشبه المتاهة، مما يوفر الظل ويقلل من تأثير درجات الحرارة المرتفعة.

ويقول منصور عثمان، الخبير الأثري، إن المدينة "تُعد نموذجًا فريدًا لتطبيقات العمارة المستدامة، حتى قبل ظهور المصطلح في القواميس الحديثة"، مشيرًا إلى أن استخدام مواد بناء محلية مثل الطوب اللبن (طوب طيني مجفف بالشمس) وأخشاب النخيل، وفر عزلاً حراريًا طبيعيًا للمباني.

وتُعد الأعتاب الخشبية فوق مداخل المنازل بمثابة سجل تاريخي موثق للمدينة. هذه الأعتاب تحمل نقوشًا لآيات قرآنية وأدعية، بالإضافة إلى أسماء البنائين وتواريخ دقيقة تتراوح بين عامي 1163 هـ و1253 هـ.

ويوضح عبد الوهاب ذخيرة، أحد أبناء عائلات المدينة، أن هذه الأعتاب "مصدر مهم للمعلومات التاريخية".

ورغم قيمتها الاستثنائية، لم تُدرج "بلاط الإسلامية" بعد ضمن المسارات السياحية الرئيسية في مصر.

ويأمل المهتمون بالتراث والباحثون في العمارة البيئية أن يساهم مشروع الترميم الأخير في لفت الانتباه الدولي إليها، ليس فقط كأثر تاريخي، بل كدرس عملي في كيفية بناء مجتمعات متناغمة مع بيئتها.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان