كنز فوق الضفاف.. 5 صور تظهر روعة وجمال تل أبو مندور برشيد
كتب : مصراوي
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
البحيرة - أحمد نصرة:
على الضفة الغربية لنهر النيل، حيث تعانق الطبيعة التاريخ، ويعلو الأذان فوق أطلال العصور، يقف تل أبو مندور الأثري شامخًا كشاهد حي على تعاقب حضارات مرّت من هنا، وخلّفت وراءها ملامح من المجد والروحانية والتراث.
التقط الفنان أسامة الشريف، مجموعة من الصور المميزة من زوايا غير تقليدية أظهرت جمال هذا التل، الذي يطل على منظر خلاب للنيل بمدينة رشيد بمحافظة البحيرة، حيث تتناثر شواهد التاريخ بين حجارة قديمة، ومئذنة تطل على الزمن، وضريح لوليّ اشتهرت بركته بين الناس، لتتشكل لوحة نادرة تجمع بين القداسة والتاريخ والجمال.
تاريخ عبر آلاف السنين
يقول الآثاري محمود الحشاش: يعود أصل تل أبو مندور إلى عصور ما قبل الميلاد، حيث كان الموقع مأهولًا منذ العهد الفرعوني، وازدهر خلال الحقبتين اليونانية والرومانية، وعُثر في الموقع على بقايا أثرية مهمة تشمل أساسات مبانٍ قديمة، وقطع فخارية، وعملات معدنية، وأدوات جنائزية، ما يعكس الدور التجاري والديني الذي لعبه التل قديمًا.
جامع وضريح ولي
ويضيف الحشاش: على قمة التل، يقع جامع أبو مندور، الذي بُني في العصر العثماني، ويُعد من أهم المعالم الإسلامية في المنطقة. يضم الجامع ضريح سيدي أبو مندور، الذي يُعتقد أنه أحد أولياء الله الصالحين، ولا يزال الضريح مزارًا شعبيًا يتوافد عليه الأهالي والزائرون طلبًا للبركة.
الجامع يتميز بطراز معماري بسيط وهادئ، وقبة ذات طابع صوفي، ومئذنة شاهقة تطل على نهر النيل، في مشهد يخطف الأنفاس.
قصر ذو طراز مميز
ويكمل الحشاش: يحتوي التل على قصر ذو طراز مميز يجمع عدة أنماط معمارية منها الطراز الفرنسي (مانسارد) وتتمثل في السقف العلوي ذو الشكل المائل والشبابيك العلوية الصغيرة ضمن السقف تشير إلى طابق علوي للخدمة أو التخزين، وهو تصميم عملي وأنيق.
كما أخذ القصر من الطراز العثماني الأبراج ذات القمم المدببة تشبه المآذن العثمانية، والشرفات المقوسة والعقود المستديرة من السمات الشرقية التي تُعطي روح المكان طابعًا محليًا.
أسرار دفينة
ويوضح الحشاش: خلال أعمال التنقيب التي أجرتها بعثات أثرية مصرية، تم اكتشاف مقابر تعود للعصر الروماني، وبداخلها نقوش وزخارف جنائزية، بالإضافة إلى قطع أثرية تشير إلى وجود أنشطة تجارية وحرفية مزدهرة في هذا الموقع.
وتؤكد هذه المكتشفات أن تل أبو مندور لم يكن مجرد مزار ديني، بل كان مركزًا عمرانيًا متكاملًا في فترات مختلفة من التاريخ.