إعلان

النيابة بقضية "منشار الإسماعيلية": نحن أمام خطة لشيطان من الإنس وآخر من الذكاء الاصطناعي

كتب : أميرة يوسف

06:24 م 11/12/2025

تابعنا على

الإسماعيلية - أميرة يوسف:

"لم يكتبها شيطان في ظلمة ليل، بل صنعها في وضح النهار.. شيطان من الإنس وشيطان من الجان (الذكاء الاصطناعي) اجتمعا ليتدبرا في القتل".

بهذه الكلمات القاسية، وصفت النيابة العامة المتهم في "قضية المنشار" بالإسماعيلية، كاشفة عن تفاصيل مرعبة حول كيفية توظيف التكنولوجيا الحديثة للتخطيط لجريمة قتل وتمثيل بالجثمان، وذلك خلال مرافعتها النارية أمام محكمة الجنايات التي قررت تأجيل القضية لجلسة 20 يناير 2026.

خطة الشيطان الرقمي.. ChatGPT شريكًا في الجريمة

فجرت النيابة العامة مفاجأة مدوية خلال المرافعة، مؤكدة أن المتهم استعان ببرامج الذكاء الاصطناعي (ChatGPT) عبر هاتفه المحمول، ليسأله عن أدق تفاصيل الجريمة. ووجه المتهم للبرنامج أسئلة محددة: "كيف سأقتل؟ كيف سأتخلص من الجثة؟ كيف أخفي الحمض النووي؟ كيف أضلل الشرطة؟"، ليحصل على "خطة شيطانية" كاملة نفذها بحذافيرها.

سرد ممثل النيابة دوافع الجريمة التي بدأت بحقد طبقي ونفسي؛ فالمجني عليه "نابغ متفوق" انتقل للصف الثاني الإعدادي، بينما المتهم "راسب وفاشل"، قرر سرقة هاتف صديقه لبيعه والإنفاق على ملذاته، ولما أدرك أن وجودهما في مدرسة واحدة سيكشف أمره، قرر التخلص منه للأبد.

عقدة "ديكستر" والوليمة البشرية

وفي مشهد حبس أنفاس الحاضرين، استعرضت النيابة لحظات تنفيذ الجريمة داخل غرفة المتهم. بدأت بمحاولة خنق المجني عليه، ثم استخدام "مكواة ملابس" لتهشيم رأسه وإسكات استغاثاته التي سمعها شقيقا المتهم وفرا مذعورين.

لم يكتفِ القاتل بذلك، بل أحضر "صاروخًا كهربائيًا" (منشار) وقطع الجثمان إلى 6 أجزاء (الرأس، الذراعين، الساقين، النصفين العلوي والسفلي). والأكثر رعبًا، بحسب وصف النيابة، أن المتهم "انتقى قطعًا من لحم فخذ وبطن المجني عليه، وطهاها وأكلها"، محاكيًا بذلك أحداث المسلسل الأمريكي "Dexter" الذي شاهده وأعجب به، ليبرهن لنفسه على "تحجر قلبه".

رسالة النيابة للمجتمع: "احذروا الشاشات"

لم تكن المرافعة مجرد سرد للوقائع، بل تحولت لرسالة تحذيرية للأهالي. قال ممثل النيابة: "خطر الشاشة إذا لم يحسن الكبار مراقبتها.. صار الخطر يسكن البيوت لا يحمل خنجرًا بل شاشة تعلم أبناءنا الفساد". وأكدت النيابة أن المتهم أخفى آثار جريمته ببراعة، مستخدمًا البخور للتغطية على رائحة الدماء، ووزع الأشلاء في أكياس قمامة بمناطق مهجورة، معتمدًا على ما تعلمه من "شيطانه الإلكتروني".

الدفاع يطالب بالطب النفسي ويشكك في الضحية

على الجانب الآخر من قاعة المحكمة، حاولت هيئة الدفاع تفكيك رواية النيابة عبر استراتيجية تعتمد على التشكيك في المسؤولية الجنائية للمتهم وسلوك الضحية.

وتقدم الدكتور أحمد محمد حمد، محامي المتهم، بمذكرة طلبات جوهرية تضمنت المطالبة بعرض موكله على مصلحة الطب الشرعي النفسي، وتفريغ الأحراز الإلكترونية، واستدعاء عدد من الضباط والشهود.

واستهلت هيئة الدفاع طلباتها بضرورة فض جميع الأحراز وتوفير الأجهزة الفنية لتفريغ الفيديوهات المسجلة، مشيرة إلى أنها قد تحمل مفاتيح فهم "ظروف الواقعة".

وركز الدفاع بشكل خاص على استدعاء النقيب محمود طارق شامله، مجري التحريات المبدئية، الذي أثبت في تحقيقاته وجود خلاف سابق ومحاولة المجني عليه ممارسة أفعال غير لائقة، مما تسبب في إصابة المتهم بجرح في يده.

كما شملت الطلبات استدعاء الرائد أحمد جمال، رئيس المباحث، لمناقشته في تحريات أشارت إلى ممارسة المجني عليه أفعالًا جنسية سطحية مع زملائه، وهو ما حاول الدفاع تعزيزه بطلب شهادة ثلاثة طلاب (يوسف غريب، وعيسى عصام، وعمر محمد).

وفي محاولة لترسيخ "عقدة ديكستر" كدليل مرض لا كدليل إدانة، استند الدفاع في طلبه للطب النفسي إلى نشأة المتهم المضطربة بغياب والدته، وتناقض اعترافاته، وواقعة طهي أجزاء من الجسد وتصوير نقاط الدم للذكرى، معتبرًا إياها أدلة دامغة على خلل نفسي عميق يستوجب التقييم، رغم تأكيد النيابة والطب الشرعي سابقًا على وعي المتهم الكامل وتخطيطه المسبق.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان