إعلان

بطل من المنيا يكشف سر ملحمة كبريت.. صائد شارون يروي لحظة أسر "الجنرال المُدمر"

كتب : جمال محمد

02:47 م 06/10/2025

تابعنا على

لم يكن يوم 13 أكتوبر 1973 يومًا عاديًا في ذاكرة الحرب، بل كان اللحظة التي سقط فيها كبرياء الجيش الإسرائيلي على رمال الكبريت بسيناء، هناك، حيث اشتدت ضراوة المعارك، كان البطل عبد الرحمن صادق، الشهير بـ "أبو عوف"، ابن المنيا، جزءًا من قلب النيران.

في مشهد لا يُنسى، روى بطل الصاعقة 603 لـ مصراوي، تفاصيل عملية لا تزال تُثير الجدل التاريخي: عملية أسر أريئيل شارون، أحد قادة إسرائيل الأكثر دموية! يفتح "أبو عوف" صندوق الأسرار للمرة الأولى، متذكرًا كيف شاهد الجنرال المدمر لا ينطق من الصدمة، وكيف دفع هو نفسه ثمن هذه البطولة غالياً، حين اخترقت رأسه شظية دفعته إلى غيبوبة، هذه هي حكاية البطل الذي عاد من الجبهة ومعه وسام النصر الأغلى، وقصة النجاة التي كتبها القدر على أرض سيناء.

يستعيد "أبو عوف" لحظات البطولة التي عاشها بمنطقة الكبريت على أرض سيناء، وكيف شارك في ملحمة بطولية خلدها التاريخ ضمن عمليات القوات الخاصة المصرية.

البداية: كتيبة لا تعرف المستحيل

يقول "صادق": التحقت بسلاح الصاعقة ضمن الكتيبة 603، بقيادة البطل الشهيد إبراهيم عبد التواب، أحد أقوى القادة الذين عرفتهم، وكانت تدريباتنا قاسية وسرية في مناطق نائية بالإسكندرية، نتعلم العبور المائي والاقتحام والاشتباك، دون راحة لأسابيع، استعدادًا لمعركة مصيرها النصر أو الشهادة.

ويضيف أن الكتيبة نُقلت إلى منطقة السويس مع بدايات أكتوبر 1973، ومنها إلى الكبريت، وهي إحدى النقاط الحصينة التي أراد العدو الحفاظ عليها بشتى الوسائل.

لحظة العبور وبداية النصر

في السادس من أكتوبر، بدا اليوم هادئًا، حتى جاءنا الأمر المفاجئ بالعبور قبل الموعد المحدد بنحو 13 دقيقة، لتبدأ طائراتنا في قصف مراكز العدو. عبرنا إلى قلب سيناء، وبدأنا في تنفيذ العمليات التي تدربنا عليها لسنوات.

كانت مهام الكتيبة تعتمد على عمليات الاقتحام والالتحام الليلي، والتي تسببت في ارتباك وهلع كبير داخل صفوف القوات الإسرائيلية.

يوم الأسر التاريخي.. "13 أكتوبر لن أنساه"

يتحدث البطل بحماس: ذلك اليوم سيبقى محفورًا في ذاكرتي. كنا نرصد تحركات قوة إسرائيلية بقيادة ضابط كبير تبيّن لاحقًا أنه شارون، وخرج من غرفة العمليات بنفسه لقيادة فرقة مدرعات في محاولة للانتقام من قواتنا، واستهدفنا سياراتهم بدقة، فهرب الجنود وتركوه وحيدًا، وحين قبضنا عليه وجدناه مصدومًا لا ينطق، فقمنا بتفتيشه هو ومرافقيه وتجريدهم من كل ما يحملونه تحسبًا لأجهزة تجسس، ثم اقتدناهم لقائد الكتيبة وسط فرحة لا توصف من الجنود.

لحظة الإصابة والمعجزة

لكن الحلو ما يكملش — هكذا يروي "أبو عوف" بابتسامة ممزوجة بالألم — تعرضنا لغارة جوية انتقامية مساء نفس اليوم، وأُصبت بشظية اخترقت رأسي واستقرت قرب المخ، ودخلت في غيبوبة طويلة، لكن قدرة الله أنقذتني، بعد أن استيقظت على صوت غارة أخرى، وواصلت السير حتى عدت لكتيبتي ظنًّا مني أنني ما زلت في ساحة القتال، وتم نقله إلى مستشفى السويس ثم مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة، وهناك تلقى علاجًا مكثفًا تحت إشراف طبيبة إنجليزية.

رعاية خاصة وزيارات السادات

يروي البطل بفخر: كنا نتلقى رعاية غير مسبوقة. كانت السيدة جيهان السادات تزورنا يوميًا، تمازح المصابين وتمنحنا دعمًا نفسيًا كبيرًا، وشعرت حينها أن الوطن كله يساندنا.

وبعد فترة من العلاج، زاره والده ووفد من قريته، الذين كانوا قد ظنوا أنه استُشهد بسبب إصابته الخطيرة، قبل أن يعود إليهم بطلًا حيًّا يحمل وسام النصر على رأسه.

رحلة البطل "عبد الرحمن صادق" ليست مجرد قصة حرب، بل شهادة حية على عقيدة الجيش المصري التي لا تعرف الانكسار، من الكبريت إلى المعادي، ومن لحظة الأسر إلى لحظة النجاة، تظل حكايات أكتوبر زاد الأجيال التي تعلمت أن النصر لا يُصنع إلا بالإيمان والعزيمة.

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان