إعلان

شهامة تنقلب إلى مأساة.. قصة شاب دفع حياته ثمنًا لإنهاء شجار بقليوب

كتب : أسامة عبدالرحمن

05:09 م 18/10/2025

تابعنا على

القليوبية - أسامة عبدالرحمن:

تحولت لحظة خير إلى مأساة، حين قرر شاب في مقتبل العمر التدخل لإنهاء خلاف بين جيرانه، ظنًّا منه أنه سيُطفئ نار الغضب، لكنه لم يكن يعلم أن الرصاصة التي أنهت المشاجرة ستخترق صدره وتُسكت صوته للأبد.

هكذا بدأت فصول الجريمة التي هزّت منطقة أم بيومي بمدينة قليوب بمحافظة القليوبية، بعدما لقي الشاب مصرعه بطلق ناري أثناء محاولته التدخل لفض مشاجرة بين طرفين من الأهالي.

- البداية.. مشادة بسبب فتاة

في مساءٍ هادئ سرعان ما انقلب صخبه إلى صراخ، نشبت مشادة كلامية حادة بين شابين على خلفية معاكسة فتاة، لتتحول المشادة إلى مشاجرة بالأيدي، وتعلت الأصوات وسط محاولات الأهالي لتهدئة الموقف.

لم يقف عطية م.، البالغ من العمر 22 عامًا، مكتوف اليدين، فخرج من منزله مسرعًا بعدما سمع الصرخات والاستغاثات، محاولًا كما اعتاد دائمًا أن يُنهي الخلاف قبل أن تتفاقم الأمور، لكن القدر كان يُخبئ له النهاية.

- لحظة التحول.. من وسيط سلام إلى ضحية

بحسب شهود العيان، دخل عطية بين المتشاجرين محاولًا تهدئة النفوس، غير أن أحد المتهمين لم يتمالك أعصابه، فاندفع في نوبة غضب وأشهر سلاحًا ناريًا من نوع "فرد خرطوش"، وأطلق عيارًا أصاب عطية في صدره مباشرة.

سقط الشاب أرضًا وسط ذهول الجميع، فيما تحولت محاولات الصلح إلى صرخات ألم وبكاء، وسرعان ما هرع الأهالي لنقله إلى مستشفى قليوب العام، لكنه كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة قبل الوصول.

- تحقيقات تكشف المفاجآت

تحركت الأجهزة الأمنية على الفور، بقيادة اللواء أشرف جاب الله، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن القليوبية، وتم تشكيل فريق بحث جنائي برئاسة اللواء محمد السيد مدير المباحث، واللواء وائل المتولي رئيس المباحث.

كشفت التحريات أن وراء الواقعة المتهم فتحي أ.، يعمل فكهاني، ووالده، مقيمان بدائرة مركز قليوب، وأن الخلاف اندلع بسبب اعتراضهما على ما اعتبراه "سلوكًا غير لائق" من المجني عليه تجاه إحدى قريباتهما، ليتطور الموقف سريعًا إلى استخدام السلاح.

وبعد تقنين الإجراءات، تم ضبط المتهمين، وبمواجهتهما أقرّا بتفاصيل الجريمة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيق.

- الأهالي: "عطية كان طيبًا ومش بتاع مشاكل"

رغم ما ورد في أقوال المتهمين، جاءت شهادات الأهالي لتكشف رواية مغايرة تمامًا. يقول أحد الجيران: “عطية كان دائمًا يدخل ليصلح بين الناس، مش بيحب المشاكل، والكل في المنطقة يحترمه”.

وأضاف آخر: “اللي اتقال إنه كان بيعاكس بنت كذب.. هو كان جاي يفكّ الناس عن بعض، بس القدر ما ادّلوش فرصة”.

وأشار أحد أصدقاء المجني عليه إلى أن “عطية” كان معروفًا بطيبة قلبه، ودائم المساعدة لجيرانه، قائلاً: “كان دائمًا أول واحد ييجي لو حد عنده مشكلة، وما عمرنا سمعنا عنه حاجة وحشة”.

- النيابة تأمر بحبس المتهمين وتشريح الجثة

أمرت النيابة العامة بتشريح جثة المجني عليه لبيان سبب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث النهائية حول الواقعة، كما قررت حبس المتهمين على ذمة التحقيق، تمهيدًا لإحالتهما إلى محكمة الجنايات.

- شهامة دفعت ثمنها بالدم

رحل “عطية” تاركًا وراءه حزنًا عميقًا بين أهله وأصدقائه، الذين ما زالوا غير مصدقين أن الشاب الذي كان يسعى للخير انتهت حياته على يد من كان يحاول تهدئته.

في أزقة أم بيومي، لا يتحدث الأهالي اليوم إلا عن “عطية الجدع” الذي دفع حياته ثمنًا لشهامته، ليظل اسمه شاهدًا على مأساة من نوع آخر.. مأساة أن النية الطيبة لا تكفي دائمًا لتجنّب شرور الآخرين.

اقرأ أيضًا:

فيديو رعب في أم بيومي.. فكهاني ووالده يطلقان النار على شاب أمام الجميع بالقليوبية

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان