إعلان

ابن "العرّاب" يرثي والده: جنازتك مؤثرة يا أبي.. لكنك لن تشاهدها

02:35 م الثلاثاء 03 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الغربية- مروة شاهين:

"جنازة والدي كانت مؤثرة، كما توقع الراحل في كتاباته".. بهذه الكلمات رثى محمد أحمد خالد توفيق والده بعد الانتهاء من مراسم دفن الكاتب الكبير الذي وافته المنية، أمس، وشيعت جنازته اليوم.

وما إن وصل جثمان الدكتور أحمد خالد توفيق، الأديب الحالم، إلى مسجد السلام بمنطقة المرشحة بمدينة طنطا، حتى دخل المئات من محبيه الشباب في حالة بكاء هستيري أمام المسجد.

يتذكر نجل الراحل الكبير كتابات والده التي تحدث فيها عن مشهد جنازته بعد وعكة صحية ألمت به في إبريل 2012: "والدي كتب (ستكون مشاهد جنازتي جميلة ومؤثرة لكني لن أراها للأسف برغم أنني سأحضرها بالتأكيد)".

في كتابه "قهوة باليورانيوم"، في الصفحة 62 من الرواية، قال الكاتب الحالم: "اليوم، كان من الوارد جدًا أن يكون موعد دفني هو الأحد 3 أبريل بعد صلاة الظهر.. إذن كان هذا هو الموت، بدا لي بسيطًا ومختصرًا وسريعًا، بهذه البساطة أنت هنا، أنت لم تعد هنا، والأقرب أنني لم أر أي شيء من تجربة الدنو من الموت التي كتبت عنها مرارا وتكرارا، تذكرت مقولة ساخرة قديمة، هي أن عزاءك الوحيد إذا مت بعد الخامسة والأربعين هو أنك لم تمت شابا".

يسير الابن على خطى أبيه، هكذا أكد محمد أحمد خالد توفيق، لــ"مصراوي"، قائلًا إن والده كان مثله الأعلى، وأنه على خطاه يسير، فقد التحق بكلية الطب، رغم حبه للأدب وخاصة أعمال والده، فجمع مثل أبيه بين الطب والأدب.

لم يكن الابن هو الوحيد المتأثر بأدب الراحل، تقول أمل علي، إحدى تلميذات أحمد خالد توفيق لــ"مصراوي": "تعلمت منه الكثير، وكنت دائمًا أطلب منه المساعدة في أبحاثي الجامعية، والأدبية، فكان لا يتأخر عن مساعدة الجميع، ربطنا بالعلم والقراءة". وتضيف: "أنا من القاهرة وجئت اليوم مع زملائي لنودع الأب الروحي، الذي أحببناه في القراءة والرواية".

بينما قالت نهى السيد، صديقة زوجة الكاتب، إنها تعرّفت على الدكتور منذ 11 عامًا، ومن حينها عشقت القراءة، من كثرة حديثة عنها فهو كان لديه هوس وسحر القراءة، ويُرحب فيها بكل من حوله، ومن أكثر الكتب التي أعجبتها للأديب الحالم "يوتوبيا".

وقال المستشار مجدي الجمّال، شقيق زوجته، إن الفقيد ظل فترات طويلة يُصارع المرض، إذ عانى من وعكات صحية كثيرة، دخل على أثرها المستشفى لأكثر من مرة، لكن آخر فترة في حياته عاشها في صمت مع الألم، وعندما يتحدث كان يؤكد اقتراب رحيله، وأن أيامه معدودة.

ودّعه محبوه وقراؤه بالدموع متذكرين مقتطفات من كتبه ورواياته التي وصفت حالة الموت، خاصة في رواية أسطورة أغنية الموت، "قادمة من سراديب المستحيل والـ ما لا نهاية، إنها أصوات جوقة ملائكة لا أقل من هذا، وهذا النشيد؟ لابد أنه النشيد القومي للكون كله، لو توحد الكون، فصار جمهورية لصار هذا نشيده القومي، في هذا النشيد تسمع صوت الانفجار الأول، وتسمع زئير التيرانوسورس، وتسمع دندنة ليست على مفاتيح البيانو، بونابرت يصدر الأوامر لجنرالاته، كيلوباترا تغني، ماتا هاري ترقص، إيزيس تغني لحورس الصغير، تسمع الفرسان المسلمين يكبرون إذ توقفوا في الصحراء وقت الغروب للصلاة، وهم متجهون لفتح الأندلس، تراتيل هندية تنشدها عذراء تستحم في نهر الجانج، السيوف تتضارب في حرب طروادة، وهكتور يصرخ في أخيل، إنها الكون وقد تحول إلى أصوات ونغمات، إنها الحقيقة، وقد صارت مسموعة.. فوداعًا يا عازف مقطوعة نشيد الكون".

كان أهالي مدينة طنطا شيعوا، ظهر اليوم الثلاثاء، جثمان الدكتور أحمد خالد توفيق، الأديب المشهور، الذي وقفته المنية، مساء أمس، الاثنين في مستشفى قصر العيني عن عمر ناهز 55 عاما، من مسجد السلام بمنطقة المرشحة، وسط تجمع كبير للقراء من مدينة طنطا.

حضر صلاة الجنازة مجموعة من أساتذة جامعة طنطا وأدباء ومثقفين محافظة الغربية، ويُقام العزاء، يوم الخميس المقبل، في دار المناسبات بمدينة طنطا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان