إعلان

بالصور- حكاية أسرة بالإسماعيلية خرجت للعمل وعادت جثثا

12:21 م الخميس 23 نوفمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسماعيلية - إنجي هيبة:

لم يعلم الأب "علي العايدي" من قرية البابورات التابعة لمركز القصاصين، وهو يركب مع أسرته وجيرانه، الذين وصل عددهم إلى 10 "توك توك" يمتلكه، للخروج بحثًا عن قوت يومه، في جمع المحاصيل الزراعية، أنه سيلقى حتفه مع أسرته كاملة في حادث تصادم بميكروباص على الطريق الزراعي بالإسماعيلية.

الأحد الماضي، أسدل الستار على قصة كفاح أسرة، دفعها الفقر لإخراج أطفالهم من التعليم والبحث عن الرزق في الأراضي الزراعية باليومية، بعد أن اصطحب زوجته "نور الهدى" و4 من أبنائه بجانب 4 آخرين من جيرانه للعمل في أحد المزارع الواقعة بالقرب من قرية الصالحية، بواسطة "توك توك" يمتلكه، وأثناء عودتهم على طريق "الإسماعيلية - الزقازيق"، اصطدم بهم ميكروباص، فتلقى ابنتيه "أسماء" و"مروة" مصرعهما في الحال، وتلفظ الأم أنفاسها الأخيرة قبل وصولها مستشفى القصاصين، فيما يتوفى الأب وابنه "أحمد" بمستشفى الإسماعيلية العام، وتلحق بهم جارتهم "منى"، ويتبقى أصغر أبنائهم "محمد" 5 سنوات مصابًا بكسور وكدمات، و3 مصابين آخرين ما زالوا يصارعون الموت حتى الآن.

تفرقت الأسرة لأول مرة، بين عدد من المستشفيات على مستوى المحافظة، ونقلت جثتي الابنتين إلى مستشفى الصالحية، وجثمان الأم إلى مستشفى القصاصين، أما الأب والأبن فنقلا إلى مستشفى الإسماعيلية العام، لتلقي العلاج إلا أنهم لفظوا أنفساهم الأخيرة فور وصولهم.

لم ينج من الحادث، إلا "شيماء" الأبنة الكبرى للأسرة، التي دفعها زواجها إلى ترك العمل مع الأسرة، وأخيها الأصغر الذي كان القدر لطيف به، ونجى من الحادث، يتيمًا وحيدًا.

قال أقارب الأب، إن الأب اعتاد على الذهاب إلى العمل برفقة أسرته وجيرانه من عمال اليومية الزراعية، للعمل في مزرعة في الصالحية، على الحدود بين محافظتب الإسماعيلية والشرقية.

وأضاف أحمد محمد، من جيران الأسرة: "علي العايدي شاب بسيط يعمل سائق "توك توك" يصطحب زوجته وأولاده بسبب ظروف الحياة ليعملوا معًا في الأراضي الزراعية باليومية في جمع الفول السوداني، وأثناء عودتهم دهسهم مكروباص لتتوفى بنتين في الحال 15 و13 عامًا ويتم نقلهن لمشرحة الصالحية الجديدة، وتنقل الأم لمستشفى القصاصين ويحاول الأطباء ابقائها علىى قيد الحياة، وكأنها لا تريد البقاء بدون ابنائها لتفارق أيضًا الحياة ويتم إيداع جثتها مشرحة القصاصين".

تنهمر الدموع من عيون أهالي القرية، حزنًا على الأسرة التي تم جمعت أجسادها من المستشفيات الثلاثة بالإسماعيلية، لتخرج الجنازة بخمسة نعوش في مشهد حزين، كان الأصعب عليهم لتضيع أسرة كاملة في غمضة عين بسبب الإهمال وغياب الرقابة المرورية وسوء الطرق.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان