إعلان

فريق مصري يفوز في مسابقة اليونسكو لإعادة بناء مجمع جامع النوري بالعراق

04:07 م الجمعة 16 أبريل 2021

كتبت – إيمان محمود:

فاز مهندسون مصريون، الخميس، بالمسابقة الدولية لإعادة بناء مجمع جامع النوري التاريخي في الموصل بالعراق، وهو أحد العناصر الرئيسية في مشروع اليونسكو "إحياء روح الموصل" لإعادة تأهيل المدينة القديمة.

واختارت اللجنة الدولية مشروع "حوار الأروقة" من بين 123 تصميمًا، والذي قدمه فريق مصري مؤلف من أربعة شركاء؛ يترأسه صلاح الدين سمير هريدي، ويشارك فيه كل من خالد فريد الديب وشريف فرج إبراهيم وطارق علي محمد، ومن أربعة مصممين معماريين وهم نهى منصور ريان وهاجر عبدالغني جاد ومحمود سعد جمال ويسرا محمد البحة.

ويعتبر جامع النوري ومئذنته الحدباء أشهر وأهم معالم الموصل، والذي اكتمل بناؤه بين عامي 1172 و1173 في عهد نور الدين محمود زنكي، ومنذ ذلك الوقت بات المسجد شاهدًا على تاريخ المدينة ودليلاً على غنى تنوعها الثقافي.

وفي الرابع عشر من يونيو عام 2014، استخدم زعيم تنظيم داعش آنذاك أبو بكر البغدادي، منبر جامع النوري في ظهوره الأول، حيث "أعلن نفسه خليفة المسلمين، قبل أن يدمّر التنظيم نفسه المسجد العتيق في 21 يونيو 2017، ليمحو شاهدًا على 800 عام من التاريخ.

وأخذت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" على عاتقها مهمة إعادة بنائه، من خلال إطلاق مبادرة "إحياء روح الموصل" في عام 2018 لإعادة تأهيل النسيج التاريخي لمدينة الموصل القديمة، وإنعاش الحياة الثقافية فيها، وتعزيز نظامها التعليمي.

وأصدر الفريق المصري بيانًا رحّب فيه بفوز مشروعه، قائلاً: "عمل فريقنا بشغف كبير من أجل تقديم مشروع يحقق في المقام الأول غاية التلاحم الاجتماعي وإحياء روح الموقع بشتّى تفاصيلها، ونتطلع بشوق إلى استكمال التصميم والمساعدة على إحياء روح مدينة الموصل القديمة".

فيما قال صلاح الدين هريدي، رئيس الفريق، لـ"أخبار الأمم المتحدة": "إن مثل هذه المسابقات مثيرة للجدل، لأنها تتضمن الحفاظ على القديم، والتجديد وترميم ما هُدم، والنمو في المجتمعات العربية أخذا بعين الاعتبار احتياجات الأشخاص الذين يعيشون فيها".

وأضاف هريدي: "لقد كانت هناك مناقشات كثيرة في الفريق وتقييم شديد للحلول التوافقية بقدر كبير. لكن في وقت معيّن، أدركنا أنه لا بد من القفز خارج ما هو تقليدي، وأن نقوم بعنصر المغامرة وهي سمة المسابقات".

وستطرد: "المشروع ليس إعادة وتطوير المسجد فقط، ولكن الحالة العامة للمنطقة كاملة، هناك مبان إضافية وتعليمية هي جزء من البرنامج المطلوب. ولكن الموضوع المفصلي هو المسجد وامتداده وكيفية إيجاد حالة المساحة المفتوحة بدورها الديني والاجتماعي والتعليمي والسكاني".

ويرى هريدي أن العمارة الإسلامية في العراق وسوريا ومصر كانت في عصر ما متقاربة، موضحًا: "الأهم أن يفهم المرء المجتمع، لأن العمارة إفراز للمجتمع. هذا المبنى نشأ في عصر شهد ارتباطا وتجارة وثقافة مشتركة، هي فروق محلية، لكنّ الارتباطات عامّة. مثلا هذه القبة نجد كثيرا منها في مصر الإسلامية. المسألة ليست بعيدة وجميعنا عرب ونفهم بعضنا البعض".

تفاصيل المشروع

وفي بيان أصدرته بعد فوز المصريين الثمانية، قالت اليونسكو "الفائزون بالجائزة هم من المعماريين المخضرمين ولديهم سجل حافل بالأعمال في مجال إعادة تأهيل التراث والتخطيط الحضري والعمارة الملائمة للمناخ، وسيعدون تصميمًا أكثر تفصيلاً لمشروع إعادة بناء مجمع جامع النوري، المزمع استهلاله في أواخر خريف عام 2021".

ويعيد المشروع بناء قاعة الصلاة التاريخية في جامع النوري، لتحقيق الانسجام بين أركان المجمع، وهو أكبر مكان عام في مدينة الموصل القديمة، ومحيطه الحضري، وذلك من خلال استحداث أماكن عامة مفتوحة ذات خمسة مداخل تربطها بالشوارع المحيطة بها.

وستسترجع قاعة الصلاة الهيئة التي كانت عليها قبل تدمير الجامع، ولكن مع إدخال تحسينات على صعيد استغلال الإضاءة الطبيعية وإيجاد أماكن واسعة مخصصة للنساء ولكبار الشخصيات؛ بحيث تتصل بالقاعة الرئيسية من خلال مساحة مفتوحة نصف مغطاة، يمكن استخدامها كمكان مفتوح للصلاة، بحسب اليونسكو.

كما يتوخّى المشروع الفائز أيضاً إنشاء حدائق مسوَّرة تحاكي البيوت والحدائق التاريخية التي كانت قائمة حول قاعة الصلاة قبل تعديل تصميمها في عام 1944.

ومن المقرر أن يحصل التصميم الفائز على جائزة قدرها 50 ألف دولار أمريكي، وكذلك على العقد الذي يقضي بإعداد التصميم المفصَّل للمجمع. وسيحصل المرشّحون الذين حلّوا في المراتب التالية على جوائز نقدية تقديراً لأعمالهم، إذ ستقدم جائزة قدرها 30 ألف دولار أمريكي إلى فريق من الهند، وجائزة بقيمة 20 ألف دولار أمريكي إلى تصميم من إسبانيا، وجائزة بقيمة 15 ألف دولار أمريكي إلى فريق من الولايات المتحدة الأمريكية، وجائزة بقيمة 10 آلاف دولار أمريكي إلى فريق من المهندسين المعماريّين من كل من الإمارات العربية المتحدة وفرنسا وتركيا ولبنان.

فيديو قد يعجبك: