إعلان

مسيرات واحتجاجات ودعوات لإسقاط نظم.. كيف احتفل عُمال العالم بعيدهم؟

03:52 م الأربعاء 01 مايو 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:
أحيا مئات آلاف العمال اليوم عيدهم الذي يوافق الأول من مايو هذا العام، بتظاهرات ومسيرات بعضها احتفالية، وبعضها احتجاجية.

ولم تتوقف المسيرات الاحتجاجية العمالية عند رفع المطالب العمالية السنوية، لكن أضافات لها مطالب سياسية بسقوط النظم في بعض الدول العربية، ورفع الحصار عن قطاع غزة.

وتعود جذور عيد العمال إلى أحداث وقعت 1886، عندما دعت النقابات الأمريكية إلى إضراب في الأول من مايو، في يوم تجديد عقود العمل، للمطالبة بـ8 ساعات عمل يوميًا. وغادر وقتها أكثر من 300 ألف عامل المصانع التي يعملون فيها في جميع أنحاء البلاد.

"مسيرات احتفالية"

تحت شعار "من أجل اقتصاد عادل يصب في مصلحة الرجل العامل"، شارك أكثر من 140 ألف روسي في مسيرات احتفالية نظّمتها أحزاب ونقابات مهنية للاحتفال بعيد العمال وسط العاصمة موسكو، حسبما أعلنت الشرطة الروسية.

واكتظت الشوارع والساحات المحيطة بالساحة الحمراء في العاصمة الروسية، وحمل المشاركون العلم الوطني وعلم مدينة موسكو ورايات النقابات المهنية المختلفة، مع إطلاق البالونات في الهواء.

ورفع المشاركون في المسيرات لافتات تطالب بحقوق العمال، وتحسين الضمانات الاجتماعية للمواطنين، وغيرها من الشعارات العمالية التقليدية للحزب المنتقدة لعمل الحكومة، وفق قناة روسيا اليوم.

وفي العاصمة اليونانية، أثينا، خرجت عدد من المسيرات لنقابات عُمّالية؛ بينها واحدة نظّمتها جبهة نضال العمال القريبة من الحزب الشيوعي، وضمّت 7 آلاف شخص في ساحة سينتاجما، بحسب الشرطة، وأخرى ضمت 1500 شخص من أحزاب اليسار.

"مطالب مشروعة"

وفي تايوان؛ خرج 6 آلاف عامل في مسيرات بالعاصمة، تايبيه، لينادوا بمطالب مشروعة مُمثّلة في منحهم مزيد الإجازات مدفوعة الأجر وظروف عمل أفضل.

وقال الأمين العام للاتحاد التايواني للنقابات العُمّالية، هوانج يو تي، للمتظاهرين في ميدان أمام مكتب الرئيسة تساي انج وين: "نريد مزيدا من العطلات الرسمية وإجازة أمومة لا تقل عن 80 يومًا وإجازة مدفوعة الأجر لرعاية الوالدين المرضى".

يأتي هذا في الوقت الذي تمنح فيه تايوان إجازة أمومة لمدة 8 أسابيع فقط، إذ أن ذلك لا يتوافق مع معايير منظمة العمل الدولية التي تقر العطلة لمدة 12 أسبوعًا. كما يفتقر العاملون في تايوان للإجازة مدفوعة الأجر لرعاية الوالدين المرضى، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

كما خرج آلاف العمال والنشطاء العماليين بالقرب من قصر مالاكانانج الرئاسي في العاصمة الفلبينية، مانيلا، في مسيرات لمُطالبة حكومة الرئيس رودريجو دوتيرتي، بحل قضايا العمل وزيادة الحد الأدنى للأجور ووقف فصل الكثير من العمال.

وقالت الشرطة الفلبينية إن نحو 5 آلاف شخص انضموا للمسيرة، التي تأتي قبل أكثر من أسبوع من إجراء انتخابات مجلس الشيوخ.

ألمانيا.. مطالب بحد أدنى للأجور

وفي ألمانيا؛ نظم الاتحاد العام للنقابات العمالية، تظاهرة في مدينة لايبتسيج شرق البلاد، للمطالبة بوضع حد أدنى للأجور على مستوى أوروبا، فيما تجمع أعضاء النقابات العمالية أمام بوابة براندنبورج في العاصمة برلين صباح الأربعاء.

وذكرت الشرطة الألمانية أن حوالي 5500 شرطي سينتشرون في برلين، منهم 2000 شرطي في حي فريدريشسهاين، داعية إلى ضرورة الحفاظ على سلمية التظاهرات.

"مسيرة مايو"

وفي النمسا، نظم الحزب الاشتراكي الديمقراطي ما عرف بـ"مسيرة مايو"، والتي انطلقت بمشاركة نحو 120 ألف نمساوي، في إطار احتفالات بعيد العمال تحت شعار "متحدون معا من أجل النمسا وأوروبا".

وبالتزامن مع الاحتفال، عقدت الحكومة النمساوية، الأربعاء، اجتماعها الأسبوعي برئاسة المستشار سباستيان كورتس، حيث ناقشت قضايا الإصلاح الضريبي وسبل تعزيز وتطوير سوق العمل الحالية.

"مواجهات"

في فرنسا؛ اندلعت مواجهات بين الشرطة الفرنسية ومحتجين من حركة "بلاك بلوك" اليسارية المتطرفة، خلال مسيرات عيد العُمال، بحسب وكالة فرانس برس.

ونشرت السلطات الفرنسية أكثر من 7400 عنصر شرطة ودرك لتأمين العاصمة، فيما نفذت الشرطة عمليات استباقية خلال ساعات الليل، وتم إحصاء أكثر من 3700 عملية تفتيش وقائية، تحسبا لاندلاع أعمال العنف والشغب وتجنب تكرار سيناريو مظاهرات الأول مايو الماضي.

كما تم تسيير 190 دراجة نارية في محيط التظاهرات للسماح لقوات الأمن بالتنقل بشكل سريع، واستخدام طائرات مسيرة لضمان أمن المظاهرة، بحسب ما أعلن وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستانير.

كان الرئيس إيمانويل ماكرون دعا، أمس الثلاثاء، إلى الرد بـ "بالغ الحزم" في حال وقوع أعمال عنف على الناشطين المُعادين للرأسمالية والفاشية الذين يتظاهرون مرتدين ملابس سوداء وملثمين ويعرفون بـ"بلاك بلوك" أو الكتل السوداء، بعد دعوات على شبكات التواصل الاجتماعي بتحويل باريس إلى "عاصمة الشغب".

"احتفال بلا مسيرات"

وفي سريلانكا، احتفلت الأحزاب السياسية الرئيسية بعيد العمال بدون تنظيم مسيرات، بسبب مخاوف أمنية من هجمات مُحتملة بعد تفجيرات عيد الفصح الدامية التي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها، مُخلّفة أكثر من 300 قتيل، بينهم 42 أجنبيًا، ونحو 500 جريح، بحسب الشرطة.

وأجرت الأحزاب السياسية اجتماعات اقتصرت إقامتها على القاعات فقط وأعضاء الأحزاب، بدلًا من المسيرات التقليدية الكبيرة التي تجتذب الآلاف من جميع الأحزاب في البلاد.

وقال مسؤولون سريلانكيون إنه تم نشر المزيد من رجال الشرطة في عمليات التطويق والتفتيش في أجزاء كثيرة من البلاد، في حين أعاد الجيش أيضًا حواجز الطرق والدوريات.

وفي وقت سابق، أعلنت الحكومة حال الطوارئ لإعطاء قوات الأمن إمكانية مطاردة المشتبه بهم. وتم اعتقال أكثر من 150 مشتبها به حتى الآن على صلة بالاعتداءات.

وتتوقع السلطات تراجع عدد السياح الوافدين إلى البلاد بنسبة 30 بالمائة هذه السنة، ما قد يتسبب بخسارة عائدات سياحية قد تصل إلى 1,5 مليار دولار.

"دعوات لإسقاط النظام"

وعلى وقع الحِراك الشعبي الذي يشهده العالم العربي، جدّد العُمال الجزائريون مطالبهم بإسقاط رموز أنظمتهم الفاسدة.

وقال منسق كونفدرالية النقابات الجزائرية، صادق دزيري، إن مسيرة العُمال اليوم بالجزائر، ستُسقِط كل المطالب الفئوية للعمال لصالح المطلب الأول للحِراك الشعبي المتمثل في إسقاط النظام الحاكم وتأسيس الجمهورية الثانية، حسبما صرّح لموقع "كل شيء عن الجزائر".

ولم تختلف شعارات المسيرة العُمّالية كثيرًا عن الشعارات التي ردّدها الشعب منذ احتجاجات 22 فبراير الماضي، المُطالبة برحيل باقي رموز نظام بوتفليقة، ورفض الانتخابات المُقررة في 4 يوليو، فضلًا عن المُطالبة بضرورة الإسراع في تأسيس مرحلة انتقالية بوجوه تحظى بثقة المواطنين.

وطالب المحتجون برحيل جميع بقايا النظام، ورفع العُمال الجزائريون لافتات وشعارات "نحن ضحايا سيدي السعيد.. الاتحاد العام للعمال الجزائرين يرفضك فارحل".

"تحرير كادحات الفلاحة"

ورفع عدد من العمال التونسيون، الذي يُطلقون على عيد العُمال "عيد الشغل"، شعار "من أجل تحرير كادحات العمل الفلاحي من الاستغلال" احتفالًا بهذا اليوم.

ويتزامن ذلك مع إعلان اتحاد الشغل التونسي، أكبر الجهات الضغاطة في تونس، استكمال مفاوضاته مع الحكومة حول القسط الأخير من زيادات المرتبات في الوظائف العامة التي ستُجرى في يوليو المقبل.

ورفع العُمال التونسيون عددًا من المطالب للعامِلات في الفلاحة، بعد وفاة ما لا يقل عن 12 شخصًا يوم السبت الماضي في حادث مرور بمدينة السبالة (سيدي بوزيد) وسط تونس، وأغلبهم نساء يعملن في الحقول. وأثار الحادث موجة انتقادات استهدفت الحكومة وأعادت إلى الواجهة الجدل بشأن ظروف عمل الريفيات.

وتخاطر النساء التونسيات العاملات في الزراعة بحياتهن يوميا للوصول إلى أماكن عملهن، حيث يركبن سيارات تتخطى حمولتها ما يسمح به القانون بدون أدنى حماية وفي ظروف قاسية، بحسب فرانس برس.

ويتهم الساسة التونسيون السائقين بالتسبب في حوادث الطرقات التي تودي بحياة العاملات، اللائي يعتبرن أن وسيلة النقل هذه ورغم خطورتها مهمة وهي الوحيدة المتاحة لهن. ويبلغ عدد النساء اللواتي يركبن نفس السيارة في أغلب الأحيان 25 امرأة، وأحيانا 40 من دون أية حماية ولكسب ثلاثة يوروهات في اليوم.

"العسكريون المتقاعدون"

أما في لبنان؛ فقد انتهز العسكريون المتقاعدون عيد العُمال للتنديد بتخفيضات مُحتملة لمعاشات التقاعد.

واحتج المئات منهم أمام البنك المركزي ووزارة المالية، الاربعاء، اعتراضا على أي تخفيضات محتملة في معاشات التقاعد، ضمن مشروع قانون الموازنة الذي تناقشه الحكومة، والذي سيُصبح الأكثر تقشفًا في تاريخ البلاد.

رفع الحِصار و"عُمال بلا عمل"

وفي غزة؛ طالب عشرات العمال الفلسطينيين برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ نحو 12 عاما.

وقال الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في غزة ، في بيان وزعه خلال الاعتصام الذي جرى بمناسبة عيد العمال، إن الحصار الإسرائيلي أوصل قطاع غزة إلى "مستويات معيشية كارثية حتى أصبحت كأكبر سجن في العالم".

ورفع المعتصمون لافتات كتب عليها "عمال بلا عمل" وأخرى تطالب برفع الحصار وتوفير فرص عمل لهم وعدم تجاهل مطالبهم.

فيديو قد يعجبك: