إعلان

ماذا يريد فلاديمير بوتين حقًا من الشرق الأوسط؟

02:43 م السبت 16 ديسمبر 2017

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع مع نظيره السوري وحليفه المُقرب بشار الأسد اتفاقًا مُشتركًا في سوتشي يُنهي العمليات العسكرية الروسية في سوريا، في 20 نوفمبر الماضي.

وذكرت المجلة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن الزعيمين وقفا بهدوء في قاعة للمؤتمرات يحيط بهم رجال يرتدون زيًا عسكريًا، قدمهم بوتين للجميع على أنهم "أشخاص لعبوا دورا حاسمًا في إنقاذ سوريا".

وبحسب المجلة، فإن بوتين أكد أنه والأسد ناقشا كافة الجوانب المتعلقة بتطبيع الوضع في سوريا، وتوجه القادة بعد ذلك بالشكر للقوات الروسية على شجاعتهم وتضحياتهم في الحرب ضد الإرهاب، والعمل على تهيئة الأوضاع لإجراء حوار سياسي.

وأفادت المجلة بأن اتفاق بوتين والأسد عززته جولة الرئيس الروسي في الشرق الأوسط، والتي زار فيها سوريا، ومصر، وتركيا الأسبوع الماضي. وأشارت إلى أن هذه الجولة هدفت إلى الرد على تحذيرات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، عام 2015، بأن التدخل العسكري الروسي في سوريا مصيره الفشل، وأنه يجذب موسكو إلى المستنقع.

ووفقا للمجلة الأمريكية فإن التدخل العسكري الروسي في سوريا أدى إلى إحداث تغيير كبير في التغطية الإعلامية الغربية للصراع، لاسيما بعد اثبات تورط الأسد وبوتين في العديد من الكوارث التي حدثت في سوريا، مثل انفجار المباني جراء القصف، وشن هجمات على المدنيين بغاز السارين، ونزوح مئات الآلاف من المواطنين، وإقامة مستشفيات تعذيب، والتي كانت سمة غالبة على الحرب الأهلية السورية.

"رموز استقرار"

وتقول فورين بوليسي إنه الآن وبعد أن أصبح الأسد المستفيد الحقيقي من هذه الحرب، أصبح من الممكن اعتبار الرئيسين السوري والروسي رموزا للاستقرار في المنطقة.

وذكرت المجلة أن هذا التحول لم يغير شيئا في تناول التليفزيون الروسي الرسمي للحرب، والذي برر التدخل العسكري في سوريا بـ"صدام الحضارات". وأكد المعلقون السياسيون الروس من بينهم المُعلق فلاديمير بوسنر أن تدخل بلادهم في دمشق كان ضروريا، لاسيما وأن الأراضي السورية قريبة من الحدود الروسية وآسيا الوسطى، ما قد يجعل الحرب الأهلية في الدول الشرق أوسطية تشكل تهديدا كبيرا على موسكو.

وقال بوسنر، في أكتوبر 2015، إن التدخل الروسي في سوريا ضروري، فلا يجب أن تنتظر البلاد حتى تصل إليها الحرب من أجل اتخاذ هذه الخطوة، مشددًا على ضرورة ردع داعش والتي قال إنها "ليست دولة يمكن احتلالها، ولكنها لديها أيدولوجية قوية".

وتقول المجلة إنه من أجل فهم ماذا يريد بوتين حقًا من الشرق الأوسط، يجب إلقاء نظرة على كتاب الكاتب والسياسي الروسي ديمتري ترينين، والذي يحمل اسم "ما الذي تتطلع إليه روسيا في الشرق الأوسط".

خدم ترينين حوالي 12 عامًا في الجيش السوفيتي خلال الحرب الباردة، من بينهم خمسة أعوام في المخابرات العسكرية، كما أنه كان عضوًا في الوفد السوفيتي الذي أجرى محادثات بشأن الأسلحة النووية في جينف في أواخر الثمانينيات، كما شغل منصب مدير معهد كارنيجي بموسكو.

"المصالح الروسية"

وحرص ترينين خلال هذه الفترة على العمل على تحسين العلاقات الأمريكية الروسية، عن طريق نشر المزيد من المعلومات عن مصالح روسيا السياسية وأهدافها.

وقال ترينين إن روسيا تنظر إلى الاحتجاجات التي وقعت في مصر وتونس على أنها امتدادا للثورات الملونة التي حدثت في بلغراد وجورجيا وأوكرانيا وقيزغيزغستان في العقد الأول من القرن الماضي، وتربط بين هذه الثورات والاحتجاجات التي شهدتها روسيا في عامي 2011، و2012، والعاصمة الأوكرانية كييف في عامي 2013 و2014.

إلا أن ما دفعه للتدخل في المنطقة، بحسب ترينين، كانت الأوضاع في ليبيا، إذ أن روسيا احتفظت بالعديد من العقود الخاصة ببيع الأسلحة ومشاريع بنية تحتية والتي بلغ قيمتها حوالي 7 مليار دولار، وأملت موسكو أن تستطيع اقناع الغرب برفض قرار مجلس الأمن بحظر الطيران في السماء الليبية بعد قيام الاحتجاجات هناك ضد الرئيس الليبي الراحل مُعمّر القذافي. وتسببت هذه الإجراءات في تغيير النظام الحاكم في لبييا، وتفكك الدولة.

وبعد ما حدث في ليبيا، يقول ترينين إن روسيا خشت أن تمر سوريا بما مرّت به ليبيا، فاتخذ الكرملين قرارا بالتدخل العسكري في دمشق، وتزويد الأسد بالأسلحة، ولم تبدأ الولايات المتحدة في التعاون مع موسكو بشأن ما يحدث في سوريا، إلا بعد أغسطس عام 2013، أي بعد الهجوم الكيميائي الذي حدث في سوريا، وأجبر أوباما على قبول اقتراح بوتين بتطهير سوريا من الأسلحة الكيميائية.

"تحالف أمريكي"

وتقول المجلة إن ترينين أشار إلى أن موسكو تسعى إلى التحالف مع الولايات المتحدة، إلا أن ذلك يتطلب تحولا جذريا في التصورات الغربية لروسيا من وجهة نظر المنافس، إلى شريك في عملية مكافحة الإرهاب العالمي.

وبحسب ترينين، فإن روسيا بإمكانها تقديم الكثير من أجل هذا التحالف، وستسخدم "قدرتها المذهلة" على بناء التحالفات والتفاوض عبر الانقسامات التي لا يمكن تجاوزها في سياسات الشرق الأوسط بين السنة والشيعة، إسرائيل وفلسطين، وإسرائيل وإيران، وإيران والمملكة العربية السعودية، وتركيا والأكراد، والحكومات المتنافسة في طرابلس وطبرق في ليبيا.

ويقول ترينين إن الموافقة على هذا الاتفاق يتطلب اظهار حسن النية في تعاريف بوتين للإرهاب والحضارة، وفي روايته لما حدث في سوريا، وأن تدخله العسكري هناك كان يهدف إلى ضمان التوصل إلى حل سياسي يُنهي الأزمة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان