ذهب أم عقار أم أذون خزانة.. خبراء يحددون البوصلة الآمنة لاستثمار مدخراتك
كتب : أحمد الخطيب
خبراء يحددون البوصلة الآمنة لاستثمار مدخراتك
كتب- أحمد الخطيب:
يرى خبراء اقتصاديون ومصرفيون تحدث إليهم "مصراوي" أن المشهد الحالي يتطلب قدرًا كبيرًا من التريث والدراسة قبل اتخاذ أي قرار استثماري، مشددين على أن المرحلة الراهنة تحتاج إلى التوجه نحو الأدوات الآمنة التي تحافظ على القيمة وتوفر عائدًا مضمونًا بعيدًا عن المخاطرة.
وشهدت الأسواق خلال الأشهر الماضية تذبذبًا في أداء معظم أدوات الاستثمار، إذ فقد الذهب جزءًا من بريقه بسبب التقلبات الحادة، فيما ظل العقار محافظا على مكانته كملاذ طويل الأجل، في حين ازدادت جاذبية أدوات الدين الحكومية مثل أذون الخزانة التي تقدم عوائد مستقرة وسط اضطرابات الأسواق العالمية.
الذهب
قالت سهر الدماطي نائبة رئيس بنك مصر سابقًا، إن تحديد الأداة الأنسب للاستثمار يعتمد أولًا على احتياجات المستثمر وأهدافه، سواء كانت قصيرة أم طويلة الأجل.
وأكدت أن الذهب يظل ملاذا آمنا على المدى الطويل، لكنه يتأثر حاليًا بـتقلبات عالمية حادة تشمل حركة الدولار، والسياسات النقدية، والتوترات الجيوسياسية، لذلك يجب على المستثمر أن يتعامل معه كرؤية طويلة الأجل لا للمضاربة السريعة.
وقال الدكتور سيد خضر، الخبير الاقتصادي، إن التفكير في استثمار آمن يجب أن يعتمد على وضوح الرؤية واستقرار الأسواق، لافتًا إلى أن المرحلة الحالية لا تتحمل قرارات استثمارية متسرعة.
وأكد خضر أنه لا ينصح بشراء الذهب في الوقت الحالي، نظرًا للتذبذب الحاد وعدم استقرار الأسعار عالميًا ومحليًا.
وأشار إلى أن الدخول إلى السوق في ظل الغموض السعري يحمل مخاطر مرتفعة.
وأضاف خضر، أن القرار الأفضل هو الانتظار حتى تتضح الاتجاهات، مؤكدًا أن الشراء في ذروة التقلبات قد يؤدي إلى خسائر غير متوقعة.
أما الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، أكد أن الذهب سيظل الملاذ الآمن الأول للمدخرات، مشددًا على ضرورة أن يشكل جزءًا من أي محفظة استثمارية متوازنة.
وأشار إلى أن أفضل أدوات الادخار في الوقت الحالي تشمل الذهب، والعقارات، وأذون الخزانة، نظرًا لقدرتها على تحقيق عائد مضمون وحماية رأس المال من التآكل.
وأوضح أن الاستثمار في الذهب يجب أن يكون بنظرة طويلة الأجل بعيدًا عن المضاربة، بينما توفر أذون الخزانة عائدًا ثابتًا من خلال التعامل مع البنوك، حتى بعد خصم الضرائب.
ودائع وأذون خزانة
وترى سهر الدماطي، أنه من يسعى إلى استثمار قصير الأجل يمكنه الاعتماد على الودائع البنكية وأذون الخزانة، لما توفره من عوائد ثابتة ومضمونة، ومرونة في آجال الاستحقاق تتراوح بين ثلاثة أشهر وسنة.
العقار يظل الاستثمار الأكثر أمانًا
يرى خضر أن الاستثمار العقاري لا يزال من أكثر الأدوات أمانًا في ظل الطلب المرتفع على السكن، وقدرته على الاحتفاظ بالقيمة وتحقيق عائد ثابت على المدى الطويل.
وأضاف أن ارتفاع أسعار مواد البناء لا يمنع من استمرار الإقبال على شراء العقارات، خصوصًا في المدن الجديدة والمناطق ذات البنية التحتية المتطورة.
وأوضح خضر أن الأصل العقاري يظل استثمارًا ملموسًا يضمن للمستثمر حماية من التضخم وتقلبات الأسواق المالية.
وبحسب سهر الدماطي فإن الاستثمار العقاري يعد خيارًا طويل الأجل مناسبًا، لأنه يجمع بين امتلاك أصل ثابت وتحقيق عائد من الإيجار، مشيرة إلى أن البورصة تظل مجالًا واعدًا ولكنها تتطلب خبرة وفهمًا لطبيعة السوق.
وأضاف الإدريسي أن العقارات تظل خيارًا مثاليًا لمن يملك ملاءة مالية قوية، لأنها تتيح تحقيق عائد من الإيجار أو الاستفادة من ارتفاع الأسعار مستقبلًا، في حين تتطلب المشروعات الإنتاجية أو البورصة معرفة مالية متخصصة ومتابعة دقيقة للسوق.
وحذر الإدريسي من الانسياق وراء الاستثمارات غير المضمونة أو الوهمية، مؤكدًا أن القاعدة الذهبية للاستثمار حاليًا هي الاعتماد على الأدوات الآمنة والموثوقة وتجنب المخاطرة دون ثقافة مالية كافية.
الزراعة.. الاستثمار الواعد للمستقبل
وأشار خضر إلى أن الاستثمار الزراعي يمثل فرصة واعدة في المرحلة المقبلة، رغم أنه لا يحظى بالاهتمام الكافي حاليًا.
وأوضح أن أسعار الأراضي الزراعية في مناطق مثل الصالحية الجديدة والعاشر من رمضان الجديدة ما زالت منخفضة نسبيًا، وهو ما يتيح فرصة للشراء أو التأجير وتحقيق عائد مستدام.
وأكد خضر أن التوسع في هذا النوع من الاستثمارات لا يسهم فقط في تحقيق ربح، بل يدعم أيضًا الأمن الغذائي والإنتاج المحلي، مما يجعله خيارًا استراتيجيًا على المدى الطويل.
ضرورة نشر ثقافة الاستثمار في البورصة
وشدد خضر على أهمية نشر الوعي الاستثماري وتشجيع الادخار من خلال البورصة، سواء المصرية أو العالمية، معتبرًا أنها أداة مهمة لتدوير رأس المال وتحقيق عوائد جيدة دون الحاجة إلى رأسمال ضخم.
وأضاف أن بناء ثقافة مالية صحيحة هو ما سيجعل هذا القطاع أكثر جذبًا وفاعلية في المستقبل، مؤكدًا أن الاستثمار غير المباشر عبر الصناديق أو الأسهم الآمنة يمكن أن يكون خيارًا متوازنًا بين العائد والمخاطرة.