إعلان

في ذكرى بناء الجامع الأزهر.. تعرف على مشيده (جوهر الصقلي) أشهر القادة الفاطميين

01:00 م الخميس 04 أبريل 2019

الجامع الأزهر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – سارة عبد الخالق:

لا يمكن أن يذكر الجامع الأزهر أشهر مساجد العالم الإسلامي ومنبر ومنارة العلم منذ أكثر من ألف سنة، وجبهة العلماء والدارسين ليس بالأقطار الإسلامية فقط إنما في أقطار العالم أجمع، ولا يذكر اسم هذا القائد الفاطمي العظيم الذي بدأ في مثل هذا اليوم 4 إبريل من عام 970 م في إنشاء الجامع الأزهر.. إنه "جوهر الصقلي" أهم وأشهر قائد في التاريخ الفاطمي.

هو "جوهر الصقلي، أبى الحسين جوهر بن عبد الله" المعروف أيضا باسم "جوهر الرومي"، هذا القائد الذي يرجع إليه الفضل في تأسيس مدينة القاهرة والتي لاتزال عاصمة مصر حتى الآن، وبناء الجامع الأزهر الذي يعد واحدا من أقدم الجامعات في العالم الإسلامي، وهو الذي أقام سلطان الفاطمين في الشرق وفاتح بلاد المغرب ومصر وفلسطين والشام والحجاز، ولد في جزيرة صقلية الواقعة في البحر المتوسط عام 928 م، والذي نسب إليها، عُرف عنه حسن السياسة والمهارة في الشئون العسكرية.

وعند دخول الإسلام إلى صقلية انضم أهل الجزيرة إلى الفاطميين في حروبهم، وأخذ "جوهر الصقلي" يتدرج في الوظائف والمناصب - حينها- إلى أن أصبح كاتب المعز لدين الله، ولقب بـ "جوهر الكاتب"، وفقا لما جاء في (رجال لهم تاريخ) لأسامة حسن.

كانت مصر تابعة للدولة العباسية تبعية إسمية – آنذاك - ، حيث بلغت الخلافة العباسية في بغداد درجة كبيرة من الضعف والوهن، ولم يعد للخليفة أية سلطان عليها، واستقلت مصر أيام الدولة الطولونية ثم الإخشيدية، وكان الفاطميون قد حاولوا فتح مصر ثلاث مرات سابقة حتى تولى الخلافة الفاطمية في بلاد المغرب الخليفة "المعز لدين الله الفاطمي" عام 952 م، وبدأ في تجهيز جيش ضخم ليفتح مصر وولى على قيادته القائد الفاطمي "جوهر الصقلي".

اتجهت الحملة من مدينة القيراون بقيادته حتى وصل إلى الأسكندرية ودخلها فسلمها أهلها بدون قتال، وطلب أهل الفسطاط الأمان من "جوهر الصقلي" ووافق وكتب عهدا "بنشر العدل وبث الطمأنينة وترك الحرية للمصريين في إقامة شعائرهم الدينية"، وأصبحت مصر – دون قتال- بذلك ولاية فاطمية في دولة تمتد من المحيط الأطلنطي غربا إلى البحر الأحمر شرقا، واستمرت كذلك لمدة 200 عام، وفقا لما جاء في (التراث المعماري الفاطمي والأيوبي في مصر) لمحمود أحمد درويش‎.

وعندما وصل "جوهر الصقلي" إلى مدينة الفسطاط عسكر في الموضع الذي بنا فيه مدينة القاهرة بعد ذلك، هذا المكان الذي كان معروفا بـ "المناخ" حيث كانت تستريح فيه القبائل بإبلها، وكان غرضه من إنشاء مدينة القاهرة؛ أن تكون معقلا حصينا لرد قرامطة البحرين عن الفسطاط ليقاتلهم من دونها، وأحاطها بسور من الطوب اللبن، وجعل بداخل السور معسكرات قواته، وقصر الخليفة، والجامع الأزهر.

وقد مدحه الشاعر محمد بن هانىء الأندلسي قائلا:

تقول بنو العباس هل فتحت مِصْرُ؟ فقل لبني العباس قد قضي الأمر

وقد جاوز الإسكندرية جـوهر تطالعه البشرى ويقدمه النصـر

وبالفعل أسس مدينة القاهرة رابع العواصم الإسلامية، لتكون مقرا لحكم الخليفة الفاطمي في مصر، وظل جوهر الصقلي حاكما لمصر نائبا عن الخليفة لمدة 3 سنوات، وكان حاكما عادلا يجلس للمظالم لنفسه ويرد الحقوق لأصحابها، وفقا لما جاء في (تاريخ الدولة الفاطمية) لإيناس محمد البهيجي‎.

ومن أعمال جوهر الصقلي بالقاهرة الباقية حتى يومنا هذا، والتي لا تزال تؤتي ثمارها حتى الآن هو "الجامع الأزهر"، الذي أنشئ – وقتها – ليكون مركزاً علمياً ودينياً عالمياً يتلقى الناس فيه عقائد المذهب الشيعي، ليتحول الجامع فيما بعد إلى مذهب أهل السنة والجماعة.

وقد بدأ شرع "جوهر الصقلي" في بناء الجامع الأزهر في 4 أبريل عام 970 م، وانتهى منه في يونيه 972 م، وكانت مساحته عند البناء نصف مساحته الحالية، وقد أقيمت أول صلاة جمعة به في 6 رمضان 361 هـ - 972 م.

توفي القائد الفاطمي "جوهر الصقلي" في عام 381 هـ - 992 م.

01

فيديو قد يعجبك: