إعلان

حوار| محمد فريد: "ليالي الحلمية (6) غلطة.. وماسورة في البيت كانت طريقي للفن"

09:02 ص الجمعة 17 يناير 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- ضياء مصطفى:

تصوير- مصطفى الشيمي:

كان الطفل الصغير يلعب في حديقة منزل والده حين التقط "ماسورة" من الأرض بها عدة فتحات، وضعها في فمه ونفخ فيها فإذا بها تصدر صوتا، أعجبته اللعبة، وظل ينفخ فيها لساعات، وحين قام من مجلسه، سقط مغشيا عليه.

كانت هذه بداية الفنان محمد فريد مع العزف، الذي أصبح احترافا فيما بعد، ومن هذا اللحظة التي بدأت فيها علاقته بالفنون، وصولا إلى آخر أعماله مسلسل بركة، رحلة طويلة بدأت في بنى سويف، ولم يعقها العمل الحكومي بمجلس الدولة في القاهرة.

"مصراوي" التقى الفنان الكبير محمد فريد، ليبحر معه في ذكرياته الفنية، وإلى نص الحوار..

-بدأت رحلتك مع الفنون بالعزف.. كيف جاء الأمر؟

كان لدينا حديقة في منزل والدي في بنى يوسف، وكنت أسير فيها حين وجدت "ماسورة" بها 6 فتحات، حاولت أن أصدر منها صوتا، ونجحت في ذلك، وظللت أحاول إصدار أصوات مختلفة منه، حتى سقطت على الأرض، ووبخني والدي وظل ينصحني، فقلت له إن هذه الحديدة ستعلمني العزف على الناي، كنت في المرحلة الثانوية وقتها، وكنت أنا وأخوتي في المدرسة نعزف ونقدم النكت التمثيلية.

-كيف تطور الأمر بعد ذلك وأصبح احترافيا؟

أنا كنت محب للفنون وحريص على مشاهدة التليفزيون، وحين بدأت اتعلم بمفردي العزف، أحببت أن أكون مثل الموسيقيين، ودرست بعد ذلك العزف، وكنت أعزف على الناي والعود والإيقاع، وقدمت بعض الفقرات في عدة احتفالات، إلى أن جاء مدرس إلى المعهد الفرنسي، فالمدرسة كانت مقسومة إلى مدرسة ثانوي، ومعهد فرنسي، هذا المدرس كان الفنان عبدالله فرغلي، كان وقتها مدرس لغة فرنسية، منقول من أسيوط، تمهيدا لنقله إلى القاهرة، وتطور معه الموضوع، وكان مسؤولا عن النشاط المدرسي، وقدمت معه مسرحيات في بنى سويف، منها مسرحية عن فيلم 30 يوم في السجن.

عبدالله فرغلي درس لي.. وجئت بعده إلى القاهرة

-ألم تحاول أو تفكر أن تكون ملحنا وقتها؟

لا.. كنت عازفا فقط.

-ماذا عن انتقالك إلى القاهرة بعد ذلك؟

انتقل أستاذ عبدالله فرغلي إلى القاهرة، وجئت بعده، كنت موظفا بالشهادة الثانوية في مجلس الدولة بإدارة الفتوى والتشريع في مجمع التحرير، وليلا كنا نلتقى عند منزل عبدالله فرغلي ونعزف المزيكا، وأصبحت محترفا، وعملت في كبريهات، وعزفت مع عدة مطربين مثل كارم محمود، وشفيق جلال، و المنولوجست سيد الملاح.

انضممت لمسرح العرائس هروبا من الوظيفة الحكومية

-بعد نجاحك عازفا.. ما الذي دفعك للانتقال إللمسرح؟

بدأت علاقتي بالمسرح من خلال مسرح العرائس، فرقة الجوانتي، وكان هناك خبراء من رومانيا لتدريبنا، قدمت بعدما سمعت عن إنشاء الفرقة، لأني سأصبح موظفا في الدولة، ولم أكن راضيا عن عملي في مجلس الدولة، وظللت لفترة طويلة، وكان ذلك في فترة الستينيات، وقدمت أعمالا كثيرة مع المخرج صلاح السقا، حين أصبح مديرا للمسرح.

لا يحزنني الهجوم على فيلم المغتصبون.. والسؤال بعد شائعة السرطان أسعدني

-ما سر التحول من مسرح العرائس لفنان مسرحي؟

قبل أن أكون فنانا مسرحيا، انتقلت إلى مسرح الطفل، وقدمت العديد من المسرحيات، وكانت منها مسرحيات تفاعلية، ننزل إلى الأطفال ونعود إلى المسرح، وقدمت إحداها مع الفنان لطفي لبيب.

طأطأ من أهم الشخصيات التي قدمتها.. وإسماعيل عبدالحافظ"حاجة تانية"

-هل درست في معهد الفنون المسرحية؟

قبل انتقالي للعمل بمسرح الطليعة، بين عملي في مسرح الطفل ومسرح الطليعة، درست في المعهد، تخرجت في السبعينات.

-ماذا تتذكر عن تجربتك في مسرح الطليعة؟

قدمت مسرحيات كثيرة، وقدمت أول مسرحية مونودراما، كان اسمها أشجع الفرسان، ونجحت نجاحا كبيرا، وكان بداية احتراف التمثيل.

- ما الدور الذي تعتبره بداية لك في السينما؟

في البداية، شاركت بدور صغير في فيلم البحث عن فضيحة، وقدمت دورا في فيلم السقا مات، مع المخرج صلاح أبو سيف، الذي درس لي في المعهد، وكنا أصدقاء، لكن الدور الذي اعتبره البداية هو "الحب في الزانزنة" مع محمد فاضل، ولي قصة خلال تصوير الفيلم، إذ ظن مأمور السجن خلال مروره إني "الزبال" فعلا، وهو أمر بعدم دخول أحد، وكان يريد سجني إلى أن فهم الأمر، وجاءت بعد هذا الفيلم مرحلة الانتشار.

-هل واصلت العمل عازفا بعد احترافك التمثيل؟

لا توقفت عنه عملا، ولكني ظللت أعزف، ولدي صندوق به الكثير من آلات الناي، وعود في المنزل.

-حين تنظر لتاريخك الآن هل تكون راضيا؟ ولماذا مساحة أدوارك كانت متابنية؟

راضٍ تماما، ولم أكن أفكر في مساحة أي دور يعرض، بل في "الكاركتر"، والاحتكاك بالنجوم الكبار.

-عملت مع ثنائية "أسامة وفاضل" و"أسامة وإسماعيل".. ماذا تتذكر عن ذلك؟

جمعتني علاقة قوية بالثلاثي، ومازلت على تواصل مع المخرج محمد فاضل، عملت مع أسامة أنور عكاشة وفاضل في "وقال البحر"، وكنت قد عملت مع محمد فاضل في "الحب في الزانزنة"، واشتركت مع أسامة وإسماعيل عبدالحافظ، في الجزء الثاني من الشهد والدموع، شخصيتي أضيفت في الجزء الثاني، وفي ليالي الحلمية أسامة رشحني لإسماعيل، لمعرفته لعلاقتي بالعزف، في دور "طأطأ" صبي العالمة، وبعدها إسماعيل كان يرشحني لأغلب أعمالهما.

أشارك في فيلم كندي.. والأعمال قديما لم تكن تُكتب وقت التصوير

-هل تعتبر "طأطأ" الدور الأشهر والأبرز لك؟

الشغل مع إسماعيل عبدالحافظ حاجة مختلفة، كان عمدة ويحضر مبكرا لموقع التصوير ونذاكر المشاهد بشكل جيد، وطبعا طأطأ من أهم الأدوار التي قدمتها في حياتي.

-الكثيرون كانوا يتوقعون عدم نجاح الجزء السادس من ليالي الحلمية.. لماذا شاركت؟

الجزء السادس كان "غلطة" وأنا حزين لمشاركتي فيه، وكنا نتوقع عدم نجاح العمل، في الماضي كان السيناريو يجب أن يكون منتهيا قبل بدء التصوير، وليس ما يحدث الآن.

-هل تتابع انتشار بعض مشاهدك على السوشيال مثل أهلا بالسكان والشيطانة التي أحبتني؟

سمعت عن انتشار فيديو لعمدة كفر المعزة في مسلسل أهلا بالسكان، وبعض مشاهد شبارة في الشيطانة التي أحبتني، وبالطبع أسعد بذلك.

اللهم لا عتاب.. وعلى تواصل مع هؤلاء الفنانين

-هل الحديث عن فيلم المغتصبون سلبيا يشعرك بأي ضيق؟

بالعكس، أي كلام يقال عن الأعمال لا يضايقني.

- من ممن تعاونت معهم كنت سعيدا بالعمل معه؟

كل من عملت معهم، كل النجوم الذين تعاملت معهم علامة بيضاء في حياتي الفنية.

-هل تعتبر العمل في مسلسلات خارج مصر أثر على جيلكم؟

كل جيلنا تأثر بهذا الموضوع، فلم نكن معروفين في بلدنا، رغم تقديم مسلسلات في الخارج، وقدمت وقتها عدة مسلسلات مثل "عيلة الدوغري" مع عماد حمدي، و"لسه بحلم بيوم" مع نور الشريف، وغيرها.

-ماذا تتذكر عن دورك في فيلم الدرجة التالتة؟

ياااااه.. الشغل مع سعاد حسني له متعة خاصة، سعاد بالذات، حبها للشغل يجب أي "حاجة تانية"، هي "ست جميلة".

-ارتبط جيل الثمانينيات بفوازير عمو فؤاد وكنت جزءا منها.. كيف جاءت مشاركتك؟

المخرج محمد رجائي هو من رشحني للمشاركة فيه، والحركة المشهورة التي كنت أفعلها بفمي، كان تقليدا لشخص رأيته في بني سويف.

-لماذا كنت رافضا للفيلم القصير حار جاف صيفا؟

الفيلم حصل على جوائز كثيرة، وسافرت مع مخرجه شريف البندراي لمهرجان قرطاج للمشاركة بالفيلم، وكنت رافضا للفيلم لأنه يتطلب مني "حلاقة شعري" يوميا، وظل شريف لمدة عما ينتظر موافقتي، وقال لي إذ لم تقدم الدور لن أقدم الفيلم، يوميا كان يمر عليّ الحلاق الساعة 6 صباحا لقص شعري.

أحرص على القراءة وسقي الزرع وقضاء الوقت مع حفيدي

-الفيلم نجح بشكل كبير وانتشرت شائعة عن إصابتك بالسرطان.. هل ضايقك ذلك؟

بالعكس كنت "متكيف" بحالة هجوم الناس على السؤال عني، ناس كثيرة وأقارب صدقوا الشائعة وكانوا يتصلون للاطمئنان.

-هل كنت تستعين برأي أحد عند عرض دور عليك؟

لا، اقرأ الدور، وأبدا في مذكراة كيفية تقديم الشخصية، وأحيانا أشتري بعض الأشياء التي تعطي ملحما للشخصية، لكن لا أخذ رأي أحد حتى الآن.

هل يضايقك أي شيء في التعاون مع المخرجين الجدد؟

أنا أسلم نفسي لأي مخرج أشتغل معاه سواء كان كبيرا أو صغيرا.

صلاح أبو سيف درس لي في المعهد.. ومنحني دورا في "السقا مات"

-ماذا تفعل حين تلتقي ممثلي جيلك في أعمالك الأخيرة؟

نستعيد الذكريات معا، والوضع الآن تغير لم يكن يجلس الممثلون لمدة طويلة مثلما يحدث الآن في مواقع التصوير، ويكون السيناريو مكتملا قبل بدء التصوير.

-ماذا تفعل في يومك حاليا؟

الشغل قليل الآن بسبب قلة الإنتاج، يومي يبدأ بالجلوس في حديقة منزلي أحيانا، وتناول القهوة، وأسقى الزرع، وأشاهد التليفزيون وأقرأ، إذا لم أكن مرتبطا بموعد، وأقضى وقتا مع حفيدي فريد، الذي يود أن يصبح ممثلا.

-ما أحدث أعمالك؟

فيلم إنتاج كندي، صورت مشاهده في منزلي، وهو عن الحب من طرف واحد، فيلم روائي أقرب للتسجيلي، وأقدم دور بروفسير عمرو، باحث في الأمور المستعصية، وأغلب مشاهد الفيلم صورت في كندا.

-ماذا عن تكريمك مؤخرا في عرض سينما مصر للمخرج خالد جلال؟

فوجئت بالتكريم بعد حضوري العرض، ولقد سعدت بالمسرحية جدا خلال مشاهدتها.

-من مازلت على تواصل معه؟

عهدي صادق، وجمال عبدالحميد، وآل السقا، آل الفيشاوي، وغيرهم.

-هل تشعر بأنك تريد عتاب أحد؟

اللهم لا عتاب.

فيديو قد يعجبك: